نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 404
و عَيَفانًا مُحَرَّكَةً، و عِيافَةً و عِيافاً بكَسْرِهِما و اقتَصَر الجَوْهَرِيُّ وَ الصاغانيُّ على الأَخِيرِ، و ما عَداه ففي [1] ابنِ سِيدَه: كَرِهَهُ فلَم يَشْرَبْه طَعاماً أو شَراباً قال ابنُ سِيدَه: و قد غَلَبَ على كَراهِيَةِ الطَّعامِ، فهو عائِفٌ ، و 16- في حديثِ الضَّبِّ : «و لََكِنَّه لَم يَكُنْ بأَرْضِ قَوْمِي، فأَجِدُ نَفْسِي تَعافُه » . و قال أَنَسُ بنُ مُدْرِكَةَ الخَثْعَمِيُّ:
إِنِّي و قَتْلِي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلُه # كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قال الجَوْهَرِيُّ: و ذََلِك أنَّ البَقَرَ إذا امْتَنَعَتْ من شُرُوعِها في الماءِ لا تُضْرَبُ؛ لأَنَّها ذاتُ لَبَنٍ، و إِنّما يُضْرَبُ الثّورُ، لتَفْزَعَ هي، فتَشْرَبَ.
أَو العِيافُ ككِتاب: مَصْدَرٌ و ككِتابَةٍ: اسْمٌ قالَه ابنُ سِيدَه، و أَنْشَد ابنُ الأَعرابِيِّ:
و عِفْتُ الطَّيْرَ و غيرَها من السَّوانِحِ أَعِيفُها عِيافَةً بالكسرِ:
أي زَجَرْتُها، و هو أَنْ تَعْتَبِر بأَسْمائِها و مَساقِطِها و مَمَرِّها و أَنوائِها هََكَذا في سائِرِ النُّسخِ، و مثلُه في العُبابِ، و هو غَلَطٌ، قلَّدَ المُصَنِّفُ فيه الصاغانيَّ، و إِنَّما غَرَّهُما تَقَدُّمُ ذِكْرِ المَساقِطِ، و أَينَ مَساقطُ الطَّيْرِ من مساقِطِ الغَيْثِ، فتَأَمَّلْ، وَ الصَّوابُ: و أَصْواتها، كما هو نَصُّ المُحْكمِ و التَّهْذِيبِ وَ الصِّحاحِ، و نَقَلَه صاحبُ اللِّسانِ هََكذا على الصَّوابِ فتتسَعَّد، أو تَتَشأّمُ و هو من عادةِ العَرَبِ كثيرًا، و هو كثيرٌ في أَشْعارِهِم قال الأَعْشَى:
ما تَعِيفُ اليَوْمَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ # من غُرابِ البَيْنِ أو تَيْسٍ بَرَحْ [2]
وَ قال الأزْهَرِيُّ: العِيافَةُ : زَجْرُ الطَّيْرِ، و هو أَنْ يَرَى طائِرًا أو غُراباً فيتطَيَّرَ، و إِنْ لم يَر شَيْئاً فقَالََ بالحَدْسِ كانَ عِيافَةً أَيضاً، و 16- في الحَدِيثِ : « العِيافَةُ و الطَّرْقُ من الجِبْتِ» . قال ابنُ سِيدَه: و أَصْلُ « عِفْتُ الطَّيْرَ» فعَلْتُ، عَيَفْتُ، ثم نُقِلَ من فَعَلَ إلى فَعِلَ، ثُمّ قُلِبَت الياءُ في فَعِلْتُ أَلفاً، فصار عَافْتُ، فالْتَقَى ساكِنانِ: العيْنُ المُعْتَلّة و لامُ الفِعْلِ، فحُذِفَت العَيْنُلالتِقائِهما، فصار التَّقْدِيرُ عَفْتُ، ثم نُقِلت الكَسْرةُ إلى الفاءِ لأَنَّ أَصْلَها قبلَ القَلْبِ فَعِلْتُ فصارَ عِفْتُ ، فهََذِه مُراجعةُ أَصْلٍ، إلاّ أنَّ ذََلك الأصْلَ الأَقْرَبُ لا الأَبْعَدُ، أَلا تَرَى أنَّ أَوّل أَحوالِ هََذه العَيْنِ في صِيغَةِ المِثالِ إِنما هو فَتْحَةُ العَيْنِ التي أُبْدِلَتْ منها الكَسْرَةُ، و كذََلِك القَوْلُ في أَشباهِ هََذا من ذَواتِ الياءِ، قال سِيبوَيْه: حملُوه على فِعالةَ كَراهِيةَ الفُعُولِ.
و العائِفُ : المُتَكَهِّنُ بالطَّيْرِ، أو غَيْرِها من السّوانِحِ، و 17- في حَدِيثِ ابنِ سِيرِينَ : «أنَّ شُرَيْحاً كانَ عائِفاً » . أَرادَ أَنَّه كانَ صادِقَ الحَدْسِ و الظَّنِّ، كما يُقالُ للَّذِي يُصِيبُ بظَنِّهِ: ما هو إلاّ كاهِنٌ، و للبَلِيغ في قوله: ما هُو إلاّ ساحِرٌ، لا أَنَّه كانَ يفْعَلُ فِعْلَ الجاهِلِيَّة في العِيافَةِ .
و عافَت الطيْرُ، تَعِيفُ عَيْفاً : إذا حامَتْ عَلَى الماءِ، أَو على الجِيَفِ، تَتَرَدَّدُ و لا تَمْضِي، تُرِيدُ الوُقُوعَ كتَعُوفُ عَوْفاً لُغَةٌ فيه، و هِيَ عائِفَةٌ ، قال أَبُو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ:
كأَنَّهُنَّ بأَيْدِي القَوم في كَبدي # طيْرٌ تَعِيفُ على جُونٍ مَزاحِيفِ
هََكَذا أَنشَدَه الصاغانيّ، و الَّذِي في الصِّحاحِ:
قال: و العَيُوفُ كصَبُورٍ من الإِبِلِ: الَّذِي يَشَمُّ الماءَ، فيدَعُهُ و هو عَطْشَانُ. قال الصّاغانِيُّ: و عَيُوفُ : اسمُ امْرَأَةٍ.17- و قَوْلُ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ رضِيَ اللََّه عنه فِيما رَواه عنه إِسْماعيلُ بنُ قَيْسٍ : لا تَحْرُمُ [4] العَيْفَةُ قِيلَ لَه: و ما العيْفَةُ ؟ قال: هي أَنْ تَلِدَ المرْأَةُ، فيُحْصَرَ لَبَنُها في ثَدْيِها، فَتْرضَعَها .
هََكذا في النُّسَخِ، و الصَّواب فتَرْضَعَه، كما في العُبابِ وَ النِّهايَةِ [5]جارَتُها المَرَّةَ و المَرَّتَيْنِ هََكَذا في النُّسخ بالرّاءِ،
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ففي ابن سيدة، كذا بالاصل، و ليحرر» .
[2] ديوانه ط بيروت ص 38 مطلع قصيدة يمدح إياس بن قبيصة الطائي.
[3] في الصحاح: «أوب» و مثله التهذيب و اللسان. و بعد البيت في التهذيب:
شبه اختلاف المساحي فوق رؤوس الحفارين بأجنحة الطير، و أراد بالجون إبلاً قد أَحفت فالطير تحوم حولها.
[4] ضبطت بالقلم في اللسان و النهاية بضم التاء و شد الراء المكسورة.