و الصَّبْغَاءُ مِنَ الشّاءِ: المُبْيَضُّ طَرَفُ ذَنَبِهَا و سائِرُها أَسْوَدُ، و الاسْمُ الصُّبْغَةُ بالضَّمِّ، و قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إذا ابْيَضَّ طَرَفُ ذَنَبِ النَّعْجَةِ فهِيَ صَبْغَاءُ .
و الصَّبْغَاءُ : شَجَرَةٌ كالثُّمامِ و الضَّعةُ [1] أَعْظَمُ وَرَقًا، وَ أَنْضَرُ خُضْرَةً، قال أَبُو نَصْرٍ: بَيْضَاءُ الثَّمَرِ و قَالَ أَبُو زِيادِ:
رَمْلِيَّةٌ و هِيَ مِنْ مَساكِنِ الظِّبَاءِ في الصَّيْفِ، يَحْتَفِرْنَ في أُصُولِهَا الكُنُس، و قَدْ جَاءَ 14- في الحَدِيثِ : «هَلْ رَأَيْتُم الصَّبْغَاءَ ؟» .
و قِيلَ: الصَّبْغَاءُ : الطّاقَةُ مِنَ النَّبْتِ إذا طَلَعَتْ كانَ ما يَلِي الشَّمْسَ مِنْ أَعالِيها أَخْضَرَ، و ما يَلِي الظِّلَّ أَبْيَضَ كأَنَّهَا سُمِّيَتْ بالنَّعْجَةِ الصِّبْغَاءِ . قلتُ: و الحَدِيثُ المَذْكُور 14- رَوَاهُ عَطاءُ بنُ يَسارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَّ اللََّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ : «أَنَّه ذَكَرَ قَوْماً يُخْرَجُونَ مِنَ النّارِ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فيُطْرَحُونَ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الجَنَّةِ فيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ، قال صلّى اللّه عَلَيه و سلّم: هَلْ رَأَيْتُمُ الصَّبْغاءَ » و في رِوَايَةٍ: «أَ لَم تَرَوْها ما يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أُصَيْفِرُ أَوْ أَبْيضُ، و ما يَلِي الشَّمْسَ مِنْهَا أُخَيْضِرُ» . قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: شَبَّهَ نَبَاتَ لُحُومهِمْ بَعْدَ إِحْرَاقِها بَنباتِ الطّاقَةِ مِنَ النَّبْتِ حَينَ تَطْلُعُ [2] تَكُونُ صَبْغَاءَ .
و الصَّبّاغُ كَشدّادٍ: مَنْ يَصْبُغُ أي: يُلَوِّنُ الثِّيَابَ و في اللِّسَانِ: مُعَالِجُ الصَّبْغِ .
و الصَّبّاغُ : الكَذّابُ[3] و مِنْهُ 16- الحَدِيثُ : «كِذْبَةٌ كَذَبَهَا الصَّبّاغُونُ » و يُرْوَى «الصّيّاغُونُ» و يُرْوَى: «الصَّوّاغُونَ» . و هُوَالَّذِي يُلَوِّنُ الحَدِيثَ و يَصْبُغُه و يُغَيِّرُه و 16- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللََّهُ عَنهُ-رَفَعَهُ : «أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبّاغُونَ وَ الصَّوّاغُونَ» . قال الخَطّابِيُّ: مَعْنَى هََذا الكَلامِ أنَّ أَهْلَ هاتَيْنِ الصِّناعَتَيْنِ تَكْثُر مِنْهُم المَوَاعِيدُ في رَدِّ المَتَاعِ، وَ ضَرْبِ المَوَاقِيتِ فِيهِ، و رُبَّمَا وَقَعَ فيهِ الخُلْفُ، فقِيلَ عَلَى هََذا: إِنَّهُمْ مِنْ أَكْذَبِ النّاسِ، قال: و لَيْسَ المَعْنَى أنَّ كُلَّ صائِغٍ و صَبّاغٍ كاذِبٌ، و لَكِنَّهُ لَمّا فَشَا هََذَا الصَّنِيعُ مِنْ بَعْضِهِمْ أُطْلِقَ عَلَى عامَّتِهِمْ ذََلِكَ، إِذْ كانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِرَصْدِ أَنْ يُوجَدَ ذََلِكَ مِنْهُ، قال: و قِيلَ: إنَّ المُرَادَ بِهِ صِيَاغَةُ الكَلامِ و صَبْغَتُه و تَلْوِينُه بالبَاطِلِ، كما يُقَال: فُلانٌ يَصُوغُ الكَلامَ و يُزَخْرِفُه، و نَحْوُ ذََلِكَ مِنَ القَوْلِ.
و صُبَيْغَاءُ ، كحُمَيْرَاءَ: ع، قُرْب طَلْح مِنَ الرَّمْلِ، و قد سَبَقَ في الحاءِ أنَّ طَلَحَا-بالتَّحْرِيكِ-: مَوْضِعٌ دُونَ الطّائِفِ، و بالإِسْكَانِ: بَيْنَ بَدْرٍ و المَدِينَةِ، و المُرَادُ هُنَا هُوَ
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله و الضعة، لعل الأولى: و الصبغاء» وَ الصواب ما أثبت فقد تقدم عن الدينوري عن أبي عمرو-في وضع-قال: الضَّعَة نبت كالثمام و هي أرق منه. و انظر اللسان «صبغ» وَ فيه: الصبغاء شجرة شبيهة بالضعة.
[2] في التهذيب و اللسان: حين تطلع و ذلك أنّها حين تطلع تكون صبغاء.
[3] على هامش القاموس عن إحدى نسخه: «و من يُلوّن» بدل من «و الكذاب يلون الحديث» .
[4] في التهذيب: كان يتعنت الناس بسؤالات مشكلة من القرآن.
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 39