responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 375

وَ أَظْهَرَهُ اَللََّهُ عَلَيْهِ عَرَفَ بَعْضَه‌ و أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ [1] : أيْ جازَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللََّه تَعالَى عَنْها ببَعْضِ ما فَعَلَتْ‌ قال الفَرّاءُ: من قَرَأَ « عَرَّفَ » بالتّشْديدِ، فمَعْناه أَنّه عَرَّفَ حَفْصَةَ بعضَ الحَدِيثِ و ترَكَ بَعْضاً، و من قَرأَ بالتَّخْفِيف، أَرادَ غَضِبَ من ذََلِكَ، و جازَى عَلَيهِ، قال: و لعَمْرِي جازَى حَفْصَةَ بطَلاقِها، قال: و هو وَجْهٌ حَسَنٌ، قرأَ بذََلِك أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِيّ.

أَو مَعْناهُ: أَقَرَّ ببَعْضِه وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ، و منه‌ قولُهم:

أَنا أَعْرِفُ للمُحْسِنِ و المُسِى‌ءِ: أي لا يَخْفَى عليَّ ذََلكَ و لا مُقابَلَتُه بما يُوافِقُه‌ و 14- في حدِيثِ عَوْفِ بن مالِكٍ : «لتَرُدَّنَّهُ أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عندَ رسُولِ اللََّه صلَى‌ََ اللََّه عَلَيه و سلَّمَ» . أي لأُجازِيَنَّك بها حتَّى تَعْرِف [2] سُوءَ صَنِيعِك، و هي كلمةٌ تُقالُ عند التَّهْدِيدِ و الوَعِيدِ، و قالَ الأَزْهَري: قَرَأَ الكِسائِيُّ وَ الأَعْمشُ‌ [3] عن أَبِي بَكْرٍ عن عاصِمٍ « عَرَف بَعْضُه» خفيفةً، وَ قرأَ حَمْزةُ و نافِعٌ و ابنُ كَثِيرٍ و أَبو عَمْرٍو و ابنُ عامِرٍ اليَحْصُبِيُّ بالتّشْدِيدِ.

و العَرْفُ : الرِّيحُ طيِّبَةً كانَتْ‌ أَو مُنْتِنةً يُقال: ما أَطْيَبَ عَرْفَه !كما في الصِّحاحِ، و أَنشدَ ابنُ سِيدَه:

ثَناءٌ كَعُرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه # وَ لَيْسَ له إلاّ بَنِي خالِدٍ أَهْلُ‌

وَ قال البُرَيْقُ‌ [4] الهُذَلِيُّ في النَّتْنِ:

فلَعَمْرُ عَرْفِكِ ذِي الصُّماخِ كما # عَصَبَ السِّفادُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ‌ [5]

و أَكْثَرُ اسْتِعمالِه في الطَّيِّبَةِ و منه 16- الحَدِيثُ : «من فَعَل كَذَا وَ كَذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ» . أي: رِيحَها الطَّيِّبَةَ.

و في المثل: « لا يَعْجَزُ مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ » كما في الصِّحاحِ، قال الصاغانيُّ: يُضْرَبُ للَّئِيمِ‌ الذي‌ لا يَنْفَكُ عن قُبْحِ فِعْلِه، شُبِّهَ بجِلْدٍ لَم يَصْلُحْ للدِّباغِ‌ فنُبِذَ جانِباً، فأَنْتَنَ.

و العَرْفُ : نَباتٌ، أو الثُّمامُ، أو نَبْتٌ ليْسَ بحَمْضٍ و لا عِضاهٍ‌ من الثُّمامِ كذا في المُحيطِ و اللِّسانِ.

و العَرْفَةُ بهاءٍ: الرِّيحُ. و العَرْفَةُ : اسمُ من اعْتَرَفَهُم اعْتِرافاً : إذا سَأَلَهُم‌ عن خَبَرٍ ليَعْرِفَه ، و منه قولُ بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ:

أَسائِلَةٌ عُمَيْرَةُ عن أَبِيها # خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكابَا [6]

و يُكْسَرُ. و العَرْفَةُ أيضاً: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ في بَياضِ الكَفِ‌ نقله الجوهريُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ.

و يُقال: عُرِف الرَّجلُ‌ كعُنِيَ عَرْفاً ، بالفَتْحِ‌ و في بعضِ النُّسخِ عِرْفانًا بالكسرِ، فهو معْرُوفٌ : خَرَجَتْ به‌ تِلكَ القُرْحَةُ، كما في الصِّحاح.

و المَعْرُوفُ : ضِدُّ المُنْكَرِ قال اللََّه تعالَى: وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ [7] و 16- في الحَدِيث : «صَنائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ» .

وَ قال الرّاغِبُ: المَعْرُوفُ : اسمٌ لكلِّ فِعْلٍ يُعْرَفُ بالعَقْلِ وَ الشَّرْعِ حُسْنُه، و المُنْكَرُ: ما يُنْكَرُ بِهِما، قال تَعالى:

تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ [8] و قالَ تعالَى:

وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [9] و من هذا قيل للاقْتِصادِ في الجُودِ:

مَعْرُوفٌ ، لَمّا كانَ ذََلِك مُسْتَحْسَنًا في العُقولِ، و بالشَّرْعِ نحو: وَ مَنْ كََانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [10] و قولُه:

وَ لِلْمُطَلَّقََاتِ مَتََاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [11] أي بالاقْتِصادِ، وَ الإِحسانِ، و قولُه: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ


[1] سورة التحريم الآية 3 و القراءة: عَرَّفَ .

[2] عن اللسان و بالأصل «يعرف» .

[3] الأصل و اللسان عن الأزهري، و في التهذيب: الأعشى.

[4] كذا بالأصل و اللسان و البيت ليس في شعره في ديوان الهذليين، و هو من أبيات وردت في شرح أشعار الهذليين في شعر الأعلم، أخي صخر الغي الهذلي، ج 1/324.

[5] عجزه بالأصل:

عصب السفار بعصبة اللهم‌

وَ المثبت عن شرح أشعار الهذليين.

[6] التهذيب برواية: خلال الركب.

[7] سورة لقمان الآية 17.

[8] سورة آل عمران الآية 110.

[9] سورة الأحزاب الآية 32.

[10] سورة النساء الآية 6.

[11] سورة البقرة الآية 241.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست