و شَنِفَ له، كَفَرِحَ: أَبْغَضَهُ، و تَنَكَّرَهُ، حَكَاهُ ابْنُ السِّكِيتِ، و هو مِثْلُ شَئِفْتُه، بالهَمْزِ، و منه 16- الحديثُ [2] : «مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَد شَنِفُوا لكَ» .فهو شَنِفٌ ، ككَتِفٍ، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
و لَنْ تُدَاوَى عِلَّةُ الْقَلْبِ الشَّنِفْ
وَ قال آخَرُ:
وَ لَنْ أَزَالَ و إِنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً # في غَيْرِ نَائِرَةٍ ضَبًّا لها شَنِفَا [3]
أي: مُتَغَضِّباً.
و قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: شَنِفَ له، و به: فَطِنَ، وَ كذا في البِغْضَةِ، و أَنْشَدَ:
وَ تَقُولُ: قد شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لَهَا: # مَا لِلْعَدُوِّ بِغَيْرِنَا لا يَشْنَفُ ؟ [4]
قال ابنُ سِيدَه: و الصَّحِيحُ أنَّ شَنِفَ [5] -في البِغْضَةِ [5] - مُتَعَدِّيَةٌ بغيرِ حَرْفٍ، و في الفِطْنَةِ مُتَعَدِّيَةٌ بحَرْفَيْن مُتَعَاقِبَيْن، كما يتَعَدَّى فَطِن بهما، اذا قلتَ: فَطِنَ له، و بِهِ.
و قال أَبو زَيْدٍ: شَنِفَ ، شَنَفًا : انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ الْعُلْيَا مِن أَعْلَى، فهي شَفَةٌ شَنْفَاءُ .
و الشَّانِفُ : الْمُعْرِضُ، يُقَال: مالِي أَرَاكَ شَانِفاً عَنِّي، وَ خَانِفاً. و إِنَّه لَشَانِفٌ عَنَّا بِأَنْفِهِ: أي رَافِعٌ، و هو مَجَازٌ.
و قال أَبو عمرو: نَاقَةٌ مَشْنُوفَةٌ : أي مَزْمُومَةٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
و شُنَيْفٌ ، كَزُبَيْرٍ: تَابِعِيٌّ.و شُنَيْفُ بنُ يَزِيدَ: مُحَدِّثٌ.و قال الزَّجَّاجُ: أَشْنَفَ الْجَارِيَةَ، و قال غيرُه: شَنَّفَهَا ، تَشْنِيفاً ، كلاهما بمْعنًى: جَعَلَ لَهَا شَنْفاً ، وَ كذلك: قَرَّطَهَا تَقْرِيطاً، فَتَشَنَّفَتْ هي، كما تقول: تَقَرَّطَتْ.
و الْمَشُوفُ : هو الْمَطْلِيُّ بِهِ، لأَنَّ الهِنَاءَ يَشُوفُهُ ، أي:
يَجْلُوه.
و المَشُوفُ : الجَمَلُ الهَائِجُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، و أبو عمرٍو،
[1] نسب البيتان في الصحاح و اللسان لجرير، و قد صحح ابن بري في اللسان نسبتهما للفرزدق، و مثله الصاغاني في التكملة بعد ذكره البيت الثاني قال: و البيت للفرزدق لا لجرير.
[2] في النهاية و اللسان: و منه حديث زيد بن عمرو بن نُفيل: قال لرسول اللّه ص ما لي أرى....