وَ تَسْبِغَةٌ في تَرْكَةٍ حِمْيَرِيَّةٍ # دُلامِصَةٍ تَرْفَضٌ عَنْهَا الجَنَادِلُ
قُلْتُ: و الَّذِي قَرَأْتُه في كِتَابِ الدِّرْعِ و البَيْضَةِ لأَبِي عُبَيْدَةَ: أنَّ رَفْرَفَ البَيْضَةِ غَيْرُ تَسْبِغَتِها ؛ فإنَّهُ قالَ-في بابِ البَيْضِ و ما فِيهَا-ما نَصُّهُ: و مِنْهَا ما لَهَا رَفْرَفٌ حَلَقٌ قَدْ أَحاطَ بأَسْفَلِهَا حَتَّى يُطِيفُ بالقَفَا و العُنُقِ و الخَدَّيْنِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إلى مِحْجَرَيِ العَيْنَيْنِ، فذََلِكَ رَفْرَفُ البَيْضَةِ، و قَالَ فِيمَا بَعْدُ: فإذَا لَم تَكُنْ صَفِيحاً، و كانَتْ سَرْداً، و هُوَ الحَلَقُ، فهِيَ مِغْفَرٌ و غِفَارَةٌ، و يُقَالُ لَها: تَسْبِغَةٌ ، فتَأَمَّلْ ذََلِكَ.
و السَّبْغَةُ : السَّعَةُ و الرَّفاهِيَّةُ، وَ هوَ مَجازٌ، يَقَالُ: إنَّهُمْ لَفي سَبْغَةٍ مِنَ العَيْشِ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ سُبُغُ ، كعُنُقٍ: عَلَيْهِ دِرْعٌ سابِغَةٌ ، هََكَذَا قَيَّدَهُ الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ [1] ، و هو غَرِيب، ثُمَّ رَأَيْتُ في اللِّسَانِ: رَجُلٌ مُسْبِغٌ -هََكَذَا قَيَّدَهُ مِثَال مُحْسِنٍ-: عَلَيْهِ دِرْعٌ سابِغَةٌ ، و في الأَسَاسِ: كَمِيٌّ مُسْبِغٌ : عَلَيْهِ سابِغَةٌ ، و لا إخالُ ما نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ إلاّ تَصْحِيفاً، و قَلَّدَهُ المُصَنِّفُ عَلَى عادَتِه، فَتَأَمَّلْ.
و مِنَ المَجَازِ: أَسْبَغَ اللََّهُ عَلَيْهِ: النِّعْمَةَ، أي: أَتَمَّهَا وَ أَكْمَلَهَا، و وَسَّعَها، و مِنْهُ قوْلُه تَعَالَى: وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظََاهِرَةً وَ بََاطِنَةً[2] .
و مِنَ المَجَازِ أَيْضاً: أَسْبَغ الوُضُوءَ إسْبَاغًا : أَبْلَغَهُ مَوَاضِعَهُ، و وَفَّى كُلَّ عُضْوٍ حَقَّهُ، وَ مِنْهُ 14- قَوْلُهُ صلّى اللّه عَلَيه و سلّم لإنْسٍ-رَضِيَ اللََّهُ عَنْهُ- : « أَسْبِغْ وُضُوءَكَ يُزَدْ في عُمْرِكَ» .
و سَبَّغَتِ الحامِلُ تَسْبِيغًا ، فَهِيَ مُسَبِّغٌ ، بلا هاءٍ: أَلْقَتْ وَلَدهَا لِغَيْرِ تَمامٍ، و في التَّهْذِيبِ: أَجْهَضَتْهُ، و قال أَبُو عُبَيْدٍ-عَنِ الأَصْمَعِيِّ-: إذا أَلْقَتْ النّاقَةُ وَلَدَها و قَدْ أَشْعَرَ قِيلَ: سَبَّغَتْ فهِيَ مُسَبِّغٌ ، و قالَ أَبُو عَمْرٍو: سَبَّطَت الإبِلُ بأَوْلادِهَا [3] ، و سَبَّغَتْ : إذَا أَلْقَتْها، قال اللَّيْثُ: و كَذََلِكَ مِنَ الحَوَامِلِ كُلِّهَا.
[4] الذي في الجمهرة 1/286 و سبغت الناقة إذا ألقت ولدها حين يشعر... و هي مسبغ، و إذا كان ذلك من عادتها فهي مسباغ و الولد مسبَّغ» و عبارة ليس بمعروف لم ترد في الجمهرة، و هي في اللسان عن ابن دريد.
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 31