الجزء الثاني عشر
بَابْ الغَينَ
في اللِّسَانِ: الغَيْنُ: مِنَ الحُرُوفِ الحَلْقِيَّةِ، و أَيْضاً مِنَ الحُرُوفِ المَجْهُورَةِ، و هِيَ وَ الخاءُ في حَيِّزٍ واحِدٍ.
قال شَيْخُنَا: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ: من الخاءِ المُعْجَمَةِ في قَوْلِهِمْ: غَطَرَ بيَدِه يَغْطِرُ، بمَعْنَى خَطَرَ يَخْطِرُ. حَكَاهُ ابنُ جِنِّي وَ جَمَاعَةٌ، و مِنَ العَيْنِ المُهْمَلَةِ في قَوْلِهِم: لغَنَّ في لَعَنَّ، قالَهُ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ، و غَيْرُه.
فصل الهمزة
مع الغين
أبغ [أبغ]:
عَيْنُ أُبَاغَ ، كسَحَابٍ، و يُثَلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا عَلَى الضَّمِّ فَقَط، و هُوَ الأَشْهَرُ [1] ، و هو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَ الفَتْحُ عَن الأَصْمَعِيِّ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمََنِ بنُ حَسّانَ:
هُنَّ أَسْلابُ يَوْمَ عَيْنِ أَباغٍ # مِنْ رِجَالٍ سُقُوا بسُمٍّ ذُعافِ
هََكَذا رَواهُ بالفَتْحِ [2] ، و قالَتْ ابنَةُ فَرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ تَرْثِي أَباهَا، و كانَ قُتِلَ بعَيْنِ أُباغ :
بعَيْنِ أُباغَ قَاسمْنا المَنَايَا # فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ [3]
هََكَذا رُوِيَ بالضَّمِّ، كَذا وُجِدَ بخَطِّ أَبِي الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ، و أَمّا الكَسْرُ فلَم أَجِدْ لَهُ سَمَاعاً وَ لا شاهدًا، إلاّ أنَّ الصّاغَانِيَّ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ التَّثْلِيثَ: ع بالشّامِ، أو بَيْنَ الكُوفَةِ وَ الرَّقَّةِ و قَالَ أَبُو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ: عَيْنُ أَباغ ، لَيْسَتْ بعَيْنِ ماءٍ، و إِنّمَا هُوَ وادٍ وَراءَ الأَنْبَارِ، عَلَى طَرِيقِ الفُرَاتِ إلى الشّامِ.
وَ قالَ الرِّيَاشِيُّ هِيَ اسْمُ بَغْدَادَ وَ الرَّقَّةِ جَمِيعاً، وَ قالَ أَبو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ النَّسَّابُ: كانَتْ مَنَازِلُ إِيادِ بنِ نِزَارٍ بعَيْن أَباغ ، و أَباغُ : رَجُلٌ مِنَ العَمَالِقَةِ نَزَلَ ذََلِكَ الماءَ، فنُسِبَ إِلَيْهِ، قال ياقُوت: و قِيلَ في قَوْلِ أَبِي نُواس:
فَما نَجِدَتْ بالماءِ حَتَّى رَأَيْتُها # مَعَ الشَّمْسِ في عَيْنَيْ أَباغَ تَغُورُ
حُكَي أَنَّه قالَ: جَهِدْتُ عَلَى أَنْ يَقَعَ في الشِّعْرِ عَيْنُ أَباغَ ، فامْتَنَعَتْ عَلَيَّ، فَقُلْت: عَيْنَيْ أَباغَ ؛ ليَسْتَوِيَ الشِّعْرُ، قال: و كانَ عِنْدَها في الجاهِلِيَّةِ يَوْمٌ لَهُمْ بَيْنَ مُلُوكِ غَسّانَ وَ مُلُوكِ الحِيرَةِ، قُتِلَ فِيهِ المُنْذِرُ بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ اللَّخْمِيُّ، و قَدْ أَسْقَطَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ الهَمْزَةَ مِنْ أَوَّلِهِ، فقَالَ يَمْدَحُ آلَ غَسّانَ:
يَوْمَا حَليمَةَ كانَا مِنْ قَدِيمِهِمُ # وَ عَيْنُ باغَ فكانَ الأَمْرُ ما ائْتَمَرا
يَا قَوْمِ إِنّ ابْنَ هِنْدٍ غَيْرُ تارِكِكُمْ # فَلا تَكُونُوا لأَدْنَى وَقْفَةٍ جَزَرَا [4]
أرغ [أرغ]:
أَرْغَيانُ ، كأَصْبَهَانَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ، و قالَ ياقُوت وَ الصّاغَانِيُّ: ناحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ، وَ ضَبَطَهُ
[1] نص ياقوت على ضم أوله.
[2] و مثله ضبط ياقوت.
[3] قبله في اللسان:
وَ قالوا: فارسا منكم قتلنا # فقلنا: الرمح يكلف بالكريم
قالتهما امرأة من بني شيبان، كما في اللسان، و قال ابن بري: الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موته.
[4] ديوانه ط دار الفكر ص 241 وَ الضبط عنه، و فيه «لأدنى وقعة» بدل «لأدنى وقفة» . و ضبطت جُزُرا بالقلم بضمتين عند ياقوت.