نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 24
و قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: هُوَ في رَفْغٍ مِنْ قَوْمِه، و في رَفْغٍ مِنَ القَرْيَةِ، أيَ في ناحِيَةٍ مِنْهُم و مِنْهَا، و لَيْسَ في وَسَطِ القَرْيَةِ.
ج: أَرْفُغ كأَفْلُسٍ، قال رُؤْبَةُ:
لا جْتَبْتَ مَسْحُولاً جَدِيبَ الأَرْفُغِ
أَرادَ بالمَسْحُولِ: الطَّرِيقَ.
و قال أَبُو زَيْدٍ: الرَّفْغُ : الأَرْضُ السَّهْلَةُ و ج: رِفَاغٌ كجِبَال.و الرَّفْغُ : السِّقَاءُ الرَّقِيقُ المُقَارِبُ.و في اللِّسَانِ: الرَّفْغُ : الأَرْضُ الكَثِيرَةُ التُّرَابِ يُقَالُ:
جاءَ فُلانٌ بمَالٍ كرَفْغِ التُّرَابِ، أي: في كَثْرَتِهِ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ جَمَلاً بُخْتِيًّا:
و الرَّفْغُ : المَكَانُ الجَدْبُ الرَّقِيقُ المُقَارِبُ، كَما في اللِّسانِ.
و الرَّفْغُ : وَسَخُ الظُّفْرِ، و يُضَمُ و قِيلَ: هُوَ الوَسَخُ الَّذِي بَيْنَ الأَنْمُلَةِ و الظُّفْرِ، و مِنْهُ 14- الحَدِيثُ : «و كَيْفَ لا أُوِهِمُ و رُفْغُ أَحَدِكُمْ بَينَ ظُفُرِهِ و أُنْمُلَتِهِ» [2] . و قالَ الصّاغانِيُّ: و كأَنَّهُ أَرادَ وَسَخَ ظُفُرِهِ، فاخْتَصَرَ الكَلامَ، و مِمّا يُبَيِّنُ ذََلِكَ 14- حَدِيثُه الآخَر : «و اسْتَبْطأَ النّاسُ الوَحْيَ، فقَالََ: و كَيْفَ لا يَحْتَبِسُ الوَحْيُ و أَنْتُمْ لا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ، و لا تُنَقُّون بَراجِمَكُمْ» . أَرادَ أَنَّكُمْ لا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ، ثُمّ تَحُكُّونَ بِهَا أَرْفَاغَكُم ، فيَعْلَقُ بِهَا ما في الأَرْفَاغ .
أَو الرَّفْغُ : وَسَخٌ و عَرَقٌ يَجْتَمِعُ في المَغَابِنِ مِنَ الآباطِ وَ أُصُولِ الفَخِذَيْنِ و الحَوَالِبِ، و غَيْرِهَا مِن مَطَاوِي الأَعْضَاءِ.
و الرَّفْغُ : السَّعَةُ مِنَ العَيْشِ و الخِصْب، وَ قد رَفُغَ عَيْشُهُ، ككَرُمَ.
و قال ابنُ دُرَيْدٍ: الرَّفْغُ : أَصْلُ الفَخِذِ، و يُضَمُّ، قال غَيْرُه: الرَّفْغُ و الرُّفغُ : أُصُولُ الفَخِذَيْنِ مِنْ باطِنٍ، و هُمَا: مااكْتَنَفَا أَعالِي جانِبَي العانَةِ عِنْدَ مُلْتَقَى أَعالِي بَوَاطِنِ الفَخِذَيْنِ وَ أَعْلَى البَطْنِ، و قِيلَ: الرُّفْغُ : مِنْ باطِنِ الفَخِذِ عِنْدَ الأُرْبِيَّةِ.
قال ابنُ دُرَيْدٍ و قِيلَ: كُلُّ مُجْتَمَعِ وَسَخٍ مِنَ الجَسَدِ: رَفْغٌ ، و نَصُّ الجَمْهَرَةِ: كُلُّ مَوْضِعٍ مِنَ الجَسَدِ يَجْتَمِعُ فيهِ الوَسَخُ فهُوَ رَفْغٌ ، زادَ في اللِّسَانِ: كالإبْطِ و العُكْنَةِ، وَ نَحْوِهِما، و قولُه: و يُضَمُّ، هََذا راجِعٌ لقَوْلِهِ أَصْلُ الفَخِذِ، فإِنَّه الَّذِي ذُكِرَ فيهِ الوَجْهَانِ، و كَلامُ المُصَنِّفِ لا يَخْلُو عَنْ نَظَر، قال ابنُ دُرَيْدٍ: ج: أَرْفاغٌ ، و رُفُوغٌ زادَ غَيْرُه: و أَرْفُغٌ ، كَأَفْلُسٍ.
وَ في المِصْبَاحِ: الرُّفْغُ بالضَّمِّ: لُغَةُ أَهْلِ العالِيَةِ وَ الحِجَازِ، و الفَتْحُ لُغَةُ تَمِيمٍ. قُلْتُ: و هُوَ قَوْلُ أَبِي خَيْرَةَ.
و تُرَابٌ رَفْغٌ ، و طَعَامٌ رَفْغٌ ، و كِلْسٌ رَفْغٌ ، أي: لَيِّنٌ، وَ أَصْلُ الرَّفْغِ : اللِّينُ و السُّهُولَةُ، كما في اللِّسَانِ و العُبَابِ، وَ قَالَ شَيْخُنا: أَصْلُ الرَّفْغِ : اللِّينُ و القَذَرُ، كَمَا قالَهُ الرّاغِبُ وَ غَيْرُه.
قلتُ: القَذَرُ لَيْسَ مِنْ أُصُولِ مَعَانِي الرَّفْغِ ، و ما نَسَبَهُ إلى الرّاغِبِ فَغَيْرُ وَجِيهٍ، فإِنَّهُ لا يَذْكُرُ في كِتَابِهِ إلاّ لُغَاتِ القُرْآنِ، و لَيْسَ الرَّفْغُ فيهِ، و شَيْخُنَا-رَحِمَهُ اللََّه تَعالَى- أَحْيَانًا يَنْسبُ إِلَيْهِ-نَظَرًا إِلَى أَنَّهُ مِنْ أَئِمَّةِ الاشْتِقَاقِ-بَعْضَ التَّحْقِيقَاتِ مِن بابِ الحَدْسِ [3] و التَّخْمِينِ، فَتَأَمَّلْ.
و الرُّفْغُ بالضَّمِّ: الإِبْطُ عَن الفَرّاءِ، و رَوَى 16- الحَدِيثَ :
«عَشْرٌ مِنَ السَّنَةِ» فذَكَرَهُنَّ، و قالَ: «نَتْفُ الرُّفْغَيْنِ » . هََكَذَا رَواهُ، و فَسَّرَهُ بالإِبْطَيْنِ، و 14- المرْوِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللََّه عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صلّى اللّه عَلَيه و سلّم قالَ : خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ، و فِيهِ: «و نَتْفُ الإِبْطِ، و تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ» . و قِيلَ: الرُّفْغُ : أَصْلُ الإِبْطِ.
و قال ابنُ شُمَيْلٍ: الرُّفْغُ : ما حَوْلَ فَرْجِ المَرْأَةِ و في المِصْبَاحِ: و يُطْلَقُ عَلَى الفَرْجِ أَيْضاً، و 17- في حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللََّه عَنْهُ : إذَا الْتَقَى الرُّفْغَانِ فقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ» . يُرِيدُ:
إِذَا الْتَقَى ذََلِكَ مِن الرَّجُلِ و المَرْأَةِ، و لا يَكُونُ ذََلِكَ إِلاّ بالْتِقَاءِ الخِتانَيْنِ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، و اعْتَرَضَ صاحِبُ اللِّسَانِ، فقَالََ: و هََذا فِيهِ نَظَرٌ؛ لأنَّهُ قَدْ يُمْكِنُ الْتِقَاءُ الرُّفْغَيْنِ و لا يَلْتَقِي الخِتَانانِ، و لََكِنَّه أَرادَ الغَالِبَ مِنْ هََذِه الحالَةِ، و اللََّه أَعْلَمُ.