responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 226

قال: و مَعْنَى بيتِ خُزَيْمَةَ علَى ما حَكَاهُ عن أَبِي بكرِ بنِ السَّرَّاجِ، أنَّ الجَوْزَاءَ تَرْدُفُ الثُّرَيَّا في اشْتِدَادِ الحَرِّ، فتَتَكَبَّدُ السَّمَاءَ في آخِرِ اللَّيْلِ، و عندَ ذلك تَنْقَطِعُ المِيَاهُ، و تَجِفُّ، وَ تَتَفَرَّقُ النَّاسُ في طَلَبِ المِيَاهِ، فتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه، فلا يَدْرِي أَيْنَ مَضَتْ، و لا أَينَ نَزَلَتْ.

وَ قال شَمِرٌ: رَدِفْتَ و أَرْدَفْتَ : فَعَلتَ بنفسِك، فإِذا فَعَلْتَ بغَيْرِك، فأَرْدَفْتَ لا غيرُ، قال الزَّجَّاجُ: يُقَال: رَدِفْتُ الرَّجُلَ:

إذا رَكِبْتَ خَلْفَه، و أَرْدَفْتُه : أَرْكَبْتُه خَلْفي، قال ابنُ بَرِّيّ:

وَ أَنْكَرَ الزُّبَيْدِيُّ: أَرْدَفْتُه مَعَهُ‌ بمَعْنَى‌ أَرْكَبْتُهُ، قال: و صَوَابُهُ:

ارْتَدَفتُه ، فأَمَّا أَرْدَفْتُه ، و ردِفْتُه ، فهو أَن تكونَ أَنتَ رِدْفاً له، وَ أَنْشَدَ:

إذَا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا # لأَنَّ الجَوْزَاءَ خَلْفَ الثُّرَيَّا كالرِّدْفِ .

و أَرْدَفَتِ النُّجُومُ. إذا تَوَالَتْ. و مُرادَفَةُ الْمُلُوكِ: مُفَاعَلَةٌ مِن الرِّدَافَةِ ، وَ منه قَوْلُ جَرِيرٍ الذي تقدَّم ذِكْرُه: «رَبَعْنَا و أَرْدَفْنَا المُلُوكَ» ، و تقدَّم الكلامُ علَيْهِ.

و المُرَادَفَةُ مِن الْجَرَادِ: رُكُوبُ الذَّكَرِ الأُنْثَى، و رُكُوبُ الثَّالِثِ عَلَيْهِمَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

و يُقَال: هَذِه دَابَّةٌ لا تُرَادِفُ ، وَ هو الكلامُ الفَصِيحُ، وَ عليْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُ‌ و جَوَّزَ اللَّيْثُ: لا تُرْدِفُ ، وَ تَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، و الرَّاغِبُ، و قيل: هي‌ قَلِيلَةٌ، أو مُوَلَّدَةٌ مِن كَلامِ الحَضَرِ، كما قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ: أي‌ لا تَحْمِلُ، وَ في الأَسَاسِ: لا تَقبَلُ‌ رَدِيفاً [1] .

و ارْتَدَفَهُ : رَدِفَهُ ، وَ رَكِبَ خَلْفَهُ، قال الخليلُ: سَمِعْتُ رجلاً بمكَّةَ يَزْعُم أَنَّهُ مِن القُرَّاءِ، و هو يَقْرَأُ: مُرُدِّفِينَ ، بضَمِّ المِيمِ و الرَّاءِ و كَسْرِ الدَّالِ و تَشْدِيدِها-و عنه في هذا الوَجْهِ كَسْرُ الرَّاءِ-فالأولَى أَصْلُهَا: مُرْتَدِفِينَ ، لكنْ بعدَ الإِدْغَامِ حُرِّكتِ الرَّاءُ بحَرَكةِ المِيمِ، و في الثَّانِيَةِ، حَرَّكَ الرَّاءَ السَّاكِنَةَ بالكَسْرِ، و عنه في هذا الوجْهِ، و عن غيرِه بفَتْحِ الرَّاءِ، كأَنَّ حَرَكَةَ التَّاءِ أُلْقِيَتْ عليها، و عن الجَحْدَرِيِّ بسُكُونِ الراءِ و تشْدِيدِ الدَّالِ، جَمْعاً بيْنَ السَّاكِنَيْن. و ارْتَدَفَ الْعَدُوَّ: إذا أَخَذَهُ مِن وَرَائِهِ أَخْذاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن الكِسَائِيِّ.

و اسْتَرْدَفَهُ : سَأَلَهُ أَنْ يُرْدِفَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيِّ، فأَرْدَفَهُ .

و قال الأَصْمَعِيُّ: تَرَادَفَا عليه، و تَعاوَنَا بمَعْنًى وَاحِدٍ، وَ كذلك تَرَافَدَا.

و من المَجَازِ: تَرَادَفَا ، أي‌ تَنَاكَحَا، قال اللَّيْثُ: كِنَايَةً عن فِعْلٍ قَبِيحٍ.

و تَرَادَفَا أَيْضاً: تَتَابَعَا، يُقَال: تَرَادَفَ الشَّيْ‌ءُ، أي: تَبِعَ بَعْضُه بَعْضاً.

و مِن المَجَازِ: الْمُتَرَادِفُ مِن الْقَوَافي: ما اجْتَمَع فِيهَا، أي في آخِرِهَا، سَاكِنَانِ‌ و هي مُتَفَاعِلانْ، و مُسْتَفْعِلانْ، وَ مُفَاعِلانْ، و مُفْتعلانْ، و فاعِلَتَانْ، و فعْلَتانْ، و فعْليانْ، وَ مَفْعُولانْ، و فاعِلانْ، و فعْلانْ، و مَفَاعِيلْ، و فَعُولْ، سُمِّيَ بذلك لأَنَّ غَالبَ العَادةِ في أواخِرِ الأَبْيَاتِ أَن يكونَ فيها ساكنٌ واحِدٌ، رَوِيًّا مُقَيَّداً كان، أو وَصْلاً، أو خُرُوجاً، فلمَّا اجتَمَعَ في هذه القافِيَةِ سَاكِنَانِ مُتَرادِفانِ كان أَحَدُ السَّاكِنَيْن رِدْفَ الآخَرِ، و لاَ حِقًا بِه.

و المُتَرَادِفُ : أَنْ تَكُونَ أَسْمَاءٌ لِشَيْ‌ءٍ وَاحِدٍ، و هي مُوَلَّدَةٌ، و مُشْتَقَّةٌ مِن تَرَاكُبِ الأَشْيَاءِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ.

و رَدَفَانُ ، مُحَرَّكَةً: ع، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

و رِدْفَةُ ، بِالْكَسْرِ: ع‌ آخَرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

رِدْفُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ: مُؤَخَّرُه.

وَ الرِّدْفُ : الكَفَلُ: و العَجُزُ، و خَصَّ بَعْضُهم به عَجِيزَةَ المَرْأَةِ، و الجَمْعُ مِن كلِّ ذلك: أَرْدَافٌ .

وَ الرَّوادِفُ : الأَعْجَازُ، قال ابنُ سِيدَه: و لا أَدْرِي أ هو جَمْعُ رِدْفٍ ، نَادِرٌ، أم هو جَمْعُ رَادِفَةٍ [2] و كلُّه مِن الإتْباعِ.

وَ العَجَبُ مِن المُصَنِّفِ، كيف تَرَكَ ذِكْرَ الرِّدْفِ بمَعْنَى الكَفَلِ!، و قد ذَكَرَهُ اللَّيْثُ، و الجَوْهَرِيُّ، و الزَّمَخْشَرِيّ، وَ الصّاغَانِيُّ.


[1] و في التهذيب: أي لا يدع رديفاً يركبه.

[2] عن اللسان و بالأصل «جمع ردافة» .

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست