نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 165
الخَزَفيُّ ، حَدَّثَ ببُخَارَى عن أَبي الحسن عليِّ بنِ محمدٍ الخَزَفيِّ ، سمِعَ منه محمدُ بنُ أَبِي الفَتح النَّهَاوَنْدِيُّ، ذكَرَه ابنُ نُقْطَةَ، قالَهُ الحافظ.
و محمدُ بنُ علِيِّ بنِ خَزَفَةَ ، مُحَرَّكَةً، مُحَدِّثٌ هََكذا في النُّسَخِ، و الصَّوَابُ عليُّ بنُ محمدِ بن عليِّ بنِ خَزَفَةَ الوَاسِطِيُّ، رَاوِي تاريخِ ابنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، عن الزَّعْفَرانِيُّ، عنه، كما في التَّبْصِيرِ.
قال: و خَسَفَ الْقَمَرُ: مِثْلُ كَسَفَ.أَو كَسَفَ لِلشَّمْسِ، و خَسَفَ لِلْقَمَرِ، قال ثَعْلَبٌ: هََذا أَجْوَدُ الكلامِ.
أَو الخُسُوفُ : إذا ذَهَبَ بَعْضُهُمَا، و الْكُسُوفُ كُلُّهُمَا، قَالَهُ أَبو حاتمٍ.
وَ 14- في الحَدِيثِ : «إنَّ الشَّمْسَ و الْقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ [2] لِمَوْتِ أَحَدٍ و لا لِحَيَاتِهِ» . يقال: خَسَفَ القَمَرُ، بوَزْنِ ضرب: إذا كان الفِعْلُ له، و خُسِفَ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ و يُقَال: خُسُوفُ الشمسِ: دُخُولُهَا في السماءِ، كأَنَّهَا تَكَوَّرَتْ في جُحْرٍ.
قال ابنُ الأَثِيرِ: قد وَرَدَ الخُسُوفُ في الحديثِ كثيرًا للشَّمْسِ، و المعرُوفُ لها في اللُّغَةِ الكُسوفُ لا الخُسُوفُ ، فأَمَّا إِطْلاقُه في مِثْلِ هََذا فتَغْلِيباً للقمرِ، لِتَذكِيرِه، على تَأنِيثِ الشَّمْسِ فجَمَعَ بَيْنَهُمَا فيما يَخُصُّ القمرَ، و لِلْمُعَاوَضَةِ أَيضاً؛ فإِنَّه قد جاءَ 14- في رِوَايَةٍ أُخْرَى : «إنَّ الشَّمْسَ و الْقمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ» . و أَمّا إِطْلاقُ الخُسُوفِ عَلَى الشمسِ مُنْفَرِدَةً، فلاشْتِرَاكِ الخُسُوفِ و الكُسُوفِ في معنى ذَهَابِ نُورِهِما وَ إِظْلامِهِمَا.
و من المَجَازِ: خَسَفَ عَيْنَ فُلانٍ، يَخْسِفُها ، خَسْفاً : أي فَقَأَهَا، فهي خَسِيفَةٌ ، فُقِئَتْ حتى غابَتْ [3] حَدَقَتاهَا في الرَّأْسِ.
و مِن المَجَازِ: خَسَفَ الشَّيْءَ، يَخْسِفُهُ ، خَسْفاً : أي خَرَّقَهُ، فَخَسَفَ هو، كضَرَبَ، أي انْخَرَقَ، لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، وَ الشَّيْءَ: قَطعَهُ، و العَيْنُ: ذَهَبَتْ أو سَاخَتْ، و الشَّيْءُ، خَسْفاً : نَقَصَ[4] .
يُقَالُ: خَسَفَ السَّقْفُ نَفْسُه: أي انْخَرَقَ.
و خَسَفَ فُلاَنٌ: خَرَجَ مِن الْمَرَضِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَ هو مَجازٌ.
و خَسَفَ البِئْرَ، خَسْفاً : حَفَرَهَا في حِجَارَةٍ، فَنَبَعَتْ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَلاَ يَنْقَطِعُ، وَ قيل: هو أن يُنْقَب جَبَلُهَا [5] عن عَيْلَمِ الماءِ فلا يَنْزَحُ أَبَداً، و قيل: هو أَن يَبْلُغَ الحَافِرُ إِلَى مَاءٍ عِدٍّ.
وَ 17- في حديثِ الحَجَّاجِ ، قال لرَجُل بَعَثَهُ يَحْفِرُ بِئْرًا:
« أَخْسَفْتَ ، أَم أَوْشَلْتَ؟» . أي: أَأَطْلَعْتَ مَاءً كثيرًا أَم قَلِيلاً؟ وَ من ذلك أَيضاً ما 17- جاءَ في حديثِ عُمَرَ ، أنَّ العَبَّاسَ رَضِيَ اللََّه عنهما سَأَلَهُ عَن الشُّعَراءِ، فقَالَ: امْرُؤُ القَيْسِ سَابِقُهُم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِّعْرِ، فَافْتَقَرَ عَنْ مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ. أي: أَنْبَطَهَا لهم و أَغْزَرَهَا، يُرِيد أَنَّه ذَلَّلَها لهم، وَ بَصَّرَهُم بمَعَانِي الشِّعْرِ، و فَنَّنَ أَنْوَاعَهُ و قَصَّدَهُ، فاحْتَذَى الشُّعَراءُ علَى مِثَالِهِ، فاسْتَعَارَ العَيْنَ لذلك، و قد ذُكِرَ في «ف ق ر» [6] ، و في «ن ب ط» .
فهي خَسِيفٌ ، و خَسُوفٌ كأَمِيرٍ، و صَبُورٍ، و مَخْسُوفَةٌ ، وَ خَسِيفَةٌ ، وَ قال بعضُهم [7] : يُقَالُ: بِئْرٌ خَسِيفٌ ، لا يُقَالُ غير ذلك، و يُقَال: و ما كانَتِ البِئْرُ خَسِيفاً ، و لقد خُسِفَتْ ، قال: