نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 159
يَتَحَجَّرُ مِمَّا يُوقَدُ به على مِيَاهِ الحَمَّاماتِ مِن الأَزْبَالِ، نَقَلَهُ المَقْرِيزِيّ في الخِطَطِ، قال: و به سُمِّيَ خَطُّ الخُرُشْنُفِ بمِصْرَ.
قلتُ: و هو المَعْرُوفُ الآنَ بالخُرُنْفُشِ، و قد أَشَرْنَا إِليه في الشين المُعْجَمَةِ، فرَاجِعْهُ.
خرف [خرف]:
خَرَفَ الثِّمَارَ، يَخْرُفُها، خَرْفاً ، بالفَتْحِ، و مَخْرَفاً كمَقْعَدٍ، و خَرَافاً ، و يُكْسَرُ: جَنَاهُ هََكذا في النُّسَخِ، وَ الصَّوابُ: جَنَاهَا، و في المُحْكَمِ، خَرَفَ النَّخْلَ يَخْرُفُهُ خَرْفاً و خَرَافاً : صَرَمَهُ، و اجْتَنَاهُ، كاخْتَرَفَهُ و قال أَبو حَنِيفَةَ:
الاخْتِرَافُ : لَقْطُ النَّخْلِ [1] بُسْرًا كان أو رُطَبَا.
و قال شَمِرٌ: خَرَفَ فُلانًا، يَخْرُفُه ، خَرْفاً : لَقَطَ له التَّمْرَ، هََكذا بفَتْحِ التَّاءِ و سُكُونِ المِيمِ، و في بَعْضِ الأُصُولِ بالمُثَلَّثَةِ [2] مُحَرَّكَةً.
و المَخْرَفَةُ ، كمَرْحَلَةٍ: الْبُسْتَانُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و قَيَّدَهُ بعضُهُم مِن النَّخْلِ.
و قال شَمِرٌ: المَخْرَفَةُ : سِكَّةٌ بيْن صَفَّيْنِ مِن نَخْلٍ يَخْتَرِفُ الْمُخْتَرِفُ مِن أَيِّهِمَا شَاءَ، أي يَجْتَنِي، و بِهِ فُسِّرَ 16- حديثُ ثَوْبانَ رَضِيَ اللََّه عنه، رَفَعَهُ : «عَائِدُ المَرِيضِ علَى [3]
أنَّ العائدَ فيما يَحُوزُهُ مِن الثَّوَابِ كأَنَّهُ على نَخْلِ الجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمَارَهَا، قَالَهُ ابنُ الأَثِيرِ.
قلتُ: و 1- قد رُوِيَ أَيضاً عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللََّه عنه، رَفَعَهُ :
«مَنْ عَادَ مَرِيضاً إِيمَانًا بِاللََّه و رَسُولهِ، و تَصْدِيقًا لِكِتَابِهِ، كأَنَّمَا كانَ قَاعِداً في خِرَافِ الجَنَّةِ» . و 16- في رِوَايَةٍ أُخْرَى : «عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ في الجَنَّةِ» . أي: مَخْرُوفٌ مِن ثِمَارِهَا، وَ 16- في أُخْرَى : «عَلَى خُرْفَةِ الجَنَّةِ» .
و المَخْرَفَةُ : الطَّرِيقُ اللاَّحِبُ الوَاضِحُ، و منه 17- قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللََّه عنه : «تَرَكْتُكُمْ عَلَى [4] مَخْرَفَةِ النَّعَمِ، فَاتَّبَعُوا و لا تَبْتَدِعُوا» . قال الأصْمَعِيُّ: أَراد تَرَكْتُكُمْ علَى مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ، كالجَادَّةِ التي كَدَّتْهَا النَّعَمُ بأَخْفَافِها، حتى وَضَحَتْ وَ اسْتَبَانَتْ، و به أَيضاً فَسَّرَ بعضُهم الحديثَ المُتَقَدِّم، وَ المَعْنَى: عَائِدُ المَرِيضِ علَى طَرِيقِ الجَنَّةِ، أي: يُؤَدِّيهِ ذََلك إلى طُرُقِها، كَالْمَخْرَفِ ، كمَقْعَدٍ فِيهِمَا، أي: في سِكَّةِ النَّخْلِ، و الطَّرِيقِ.
فمِن الأَوَّل 14- حديثُ أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللََّه عنه ، لمَّا أَعْطاهُ رسولُ اللََّه صلّى اللّه عَلَيه و سلّم سَلَبَ القَتِيلِ، قال: فبِعْتُهُ، فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً ، فهو أَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُه في الإِسْلامِ» و رِوَايَةُ المُوَطَّأَ:
فإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ، و يُرْوَى: اعْتَقَدْتُهُ. أي اتَّخَذْتُ منه عُقْدَةً، كما في الرَّوْضِ، قال: و مَعْنَاه: البُسْتَانُ مِن النَّخْلِ، هََكذا فَسَّرُوهُ، و فَسَّره الحَرْبِيُّ و أَجَادَ في تَفْسِيرِه، فقَالَ: المَخْرَفُ : نَخْلَةٌ واحدةٌ، أو نَخَلاتٌ يَسِيرَةٌ إلى عَشَرَةٍ، فما فَوْقَ ذََلك فهو بُسْتَانٌ أو حَدِيقَةٌ، قال: و يُقَوِّي هََذا القَوْلَ ما قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ مِن أنَّ المَخْرَفَ مِثْلُ المَخْرُوفَةِ ، وَ هي النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرجلُ لِنَفْسِه و عِيَالِهِ، و أَنْشَدَ:
مِثْلِ المَخَارِفِ مِن جَيْلاَنَ أو هَجَرَا
وَ في اللِّسَانِ: المَخْرَفُ : القطعةُ الصّغِيرَةُ مِن النَّخْلِ، سِتٌ أو سَبْعٌ، يَشْتَرِيها الرَّجُلُ للخُرْفَةِ ، و قيل: هي جَمَاعَةُ النَّخْلِ مَا بَلَغَتْ.
وَ قال ابنُ الأَثِيرِ: المَخْرَفُ : الْحَائطُ مِن النَّخْلِ، و به فُسِّرَ أَيضاً 14- حديثُ أَبي طَلْحَةَ : «إنَّ لِي مَخْرَفاً ، و إِنِّي قد جَعَلْتُه صَدَقَةً» فقَالَ صلّى اللّه عَلَيه و سلّم: «اجْعَلْهُ في فُقَرَاءِ قَوْمِكَ» .
و قال أبو عُبَيْدٍ، في تَفْسِيرِ حدِيثِ: «عَائِد الْمَرِيضِ» ما نَصُّهُ: قال الأَصْمَعِيُّ: المَخَارِفُ : جَمْعُ مَخْرَفٍ ، كمَقْعَدٍ، هو جَنَى النَّخْلِ، إِنَّمَا سُمِّيَ مَخْرَفاً لأَنَّهُ يُخْرَفُ [5] منه، أي:
يُجْتَنَى.
وَ قال ابْنُ قُتَيْبَةَ، فيما رَدَّ علَى أَبي عُبَيْدٍ: لا يكونُ المَخْرَفُ جَنَى النَّخْلِ، و إِنَّمَا المَخْرَفُ النَّخْلُ، قال:
وَ مَعْنَى الحديثِ: عَائِدُ المَرِيضِ في بَسَاتِينِ الجَنَّةِ.
قال ابنُ الأَنْبَارِيِّ: بل هو المُخْطِىءُ؛ لِأَنَّ المَخْرَفَ يَقَعُ علَى النَّخْلِ، و علَى المَخْرُوفِ مِن النَّخْلِ، كما يَقَعُ