responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 63

التَّجَرُّعُ : شُرْبٌ في عَجَلَةٍ. و قِيلَ: هو الشُّرْبَ قَلِيلاً قَليلاً.

و جَرِعَ الغَيْظَ، كعَلِمَ: كَظَمَه، و هو مَجَازٌ. و يُقَالُ: ما مِن جُرْعَةٍ أَحْمَدَ عُقْبَاناً مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ تَكْظِمُهَا، و هُوَ مِنْ ذََلِكَ.

و أَجْرَعَ الحَبْلَ، أَو الوَتَرَ، إذا أَغْلَظَ بَعْضَ قُوَاهُ.

و الجَرَعُ ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعٌ، قَالَ لَقِيطٌ الإِيَادِيُّ:

يا دَارَ عَمْرَةَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الجَرَعَا # هاجَتْ لِيَ الهَمَّ و الأَحْزَانَ و الجَزَعَا

و يُرْوَى: «يا دارَ عَبْلَةَ» ، و «قَدْ هِجْتِ لِي» .

و يُقَالَ: «أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الرِّيقِ» ، إذا سَبَقَكَ فابْتَلَعْتَ رِيقَكَ عَلَيْهِ غَيْظاً.

و قَالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ: ما لَهُ به جُرَّاعَةٌ، بالضَّمِ مُشَدَّداً، و لا يُقَالُ: ما ذَاقَ جُرَّاعَةً و لََكِنْ جُرَيْعَة ، كمَا في العُبَابِ.

و هِجْرَعٌ ، كدِرْهَمٍ، هِفْعَلٌ مِنَ الجَرْعِ عَلَى قَوْلِ مَنْ قالَ بِزِيادَةِ الهاءِ، و سَيَأْتِي للْمُصَنِّف في الَّتِي تَلِيهَا الهِجْزَعُ، هِفْعَلٌ من الجَزَع، فهََذه مِثْلُ تِلْكَ.

جزع [جزع‌]:

جَزَعَ الأرْضَ و الوَادِيَ، كمَنَعَ، جَزْعاً : قَطَعَهُ، أَو جَزَعَهُ : قَطَعَه‌ عَرْضاً كما في الصّحاح، و كَذََلِكَ المَفَازَة و المَوْضِعُ إذا قَطَعْتَه عَرْضاً فقَدْ جزَعْتَهُ . قالَ الجَوْهَرِيُّ:

و مِنْهُ قَوْلُ امْرِى‌ءِ القَيْس:

فَرِيقَانِ: مِنْهُمْ سَالِكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ # و آخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ‌

و في العُبَابِ: و مِنْهُ 14- الحَدِيثُ «أَنَّهُ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وَقَفَ عَلَى وَادِي مُحَسِّرٍ [1] فقَرَعَ رَاحِلتَه، فخَبَّتْ حَتَّى جَزَعَهُ » . و قالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:

ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ # عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ و مُفْأَمِ‌

و الجَزْعُ ، بالفَتْحِ، و عَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، و يُكْسَرُ، عن كُرَاع، و نَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للعَامَّة: الخَرَزُ اليَمَانِيُّ، كما في الصّحاح، زادَ غَيْرُهُ: الصِّينِيُّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: هو الَّذِي‌ فيه سَوَادٌ و بَيَاضٌ تُشَبَّهُ به الأَعْيُنُ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

كأَنَّ عُيُونَ الوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا # و أَرْحُلِنَا الجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُثَقَّبِ‌

لِأَنَّ عُيُونَها ما دامَتْ حَيَّةً سُودٌ، فإذَا ماتَتْ بَدَا بَياضُهَا، و إنْ لَمْ يُثَقَّبْ كانَ أَصْفَى لَهَا.

و قَالَ أَيْضاً يَصِفُ سِرْباً:

فأَدْبَرْنَ كالجَزْعِ المُفَصَّلِ بَيْنَهُ # بجِيدِ مُعِمٍّ في العَشِيرَةِ مُخْوِلِ‌

و كانَ عِقْدُ عائشَةَ-رَضِيَ اللََّه عَنْهَا-مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ. قالَ المُرَقِّشُ الأَكْبَر:

تَحَلَّيْن يَاقُوتاً و شَذْراً و صِنْعَةً # و جَزْعاً ظَفَارِيّاً و دُرّاً تَوَائِمَا [2]

و قَالَ ابْنُ بَرِّي: سُمِّي جَزْعاً لِأَنَّهُ مُجَزَّعٌ ، أَيْ مُقَطَّعٌ بأَلْوَانِ مُخْتَلِفَةٍ، أَيْ قُطِّعَ سَوَادُهُ ببَيَاضِه و صُفْرَتِهِ، و التَّخَتُّمُ به‌ لَيْسَ بِحسَنٍ، فإِنَّهُ‌ يُورِثُ الهَمَّ و الحُزْنَ و الأَحْلامَ المُفَزِّعَةَ، و مُخَاصَمَةَ النَّاسِ، عن خاصَّةٍ فِيه، و مِنْ خَوَاصِّهِ‌ إنْ لُفَّ به شَعرُ مُعْسِرٍ وَلَدَتْ مِنْ سَاعَتِهَا. و جِزْعُ الوَادِي، بالكَسْرِ، كَما في الصّحاحِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ، و قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: اللائِقُ به أَنْ يَكُونَ مَفْتُوحاً، و هو مُنْعَطَفُ الوَادِي، كَما في الصِّحاحِ، زَادَ ابنُ دُرَيْدٍ: و قِيلَ:

وَسَطُهُ أَو مُنْقَطَعُه، ثَلاثُ لُغَاتٍ، أَو مُنْحَنَاهُ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ و قِيلَ: جِزْعُ الوادِي حَيْثُ يَجْزَعُه ، أَيْ يَقْطَعُه. و قِيلَ: هو ما اتَّسَعَ مِن مَضَايِقِهِ، أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ. و قِيلَ: هو إذا قَطَعْتَهُ إلَى جانِبٍ آخَرَ، أَوْ لا يُسَمَّى جِزْعاً حَتَّى تَكُونَ لَهُ سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ و غَيْرَه، نَقَلَهُ اللَّيْثُ عن بَعْضِهِم، و جَمْعُهُ أَجْزَاعٌ .

و احْتَجَّ بقَوْلِ لَبِيدٍ-رَضِيَ اللََّه عَنْه-:

حُفِزَتْ‌ [3] و زَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا # أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا و رُضَامُهَا

قالَ: أَلا تَرَى أَنَّهُ ذَكَرَ الأَثْل و هو الشَّجَرُ. و قَالَ آخَرُ: بَلْ يَكُونُ جِزْعاً بغَيْرِ نَبَاتٍ. و أَنْشَدَ غَيْرُهُ لِأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحُمُر:


[1] في النهاية و اللسان: على مُحَسِّرٍ.

[2] و يروي: و صيغة.

[3] عن الديوان و بالأصل «حفرت» .

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست