و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الجَرَاشِعُ : الجِبَالُ الصِّغَارُ الغِلاظُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ و لَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِداً، و الظّاهِرُ أَنَّهُ جُرْشُعٌ ، كقُنْفُذٍ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالمُنْتَفِخ الجَنْبَيْنِ مِن الإِبِلِ، فتَأَمّلْ.
جرع [جرع]:
الجَرْعَةُ ، بالفَتْحِ، و يحَرَّكُ: الرَّمْلَةُ العَذَاةُ الطَّيِّبَةُ المَنْبِتِ، الَّتِي لا وُعُوثَةَ فيهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ. أوْ هي الأَرْضُ ذَاتُ الحُزُونَةِ تُشَاكِلُ الرَّمْلَ، كَما في اللِّسان. و قِيلَ: هي الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ المُسْتَوِيَةُ، أَو الدِّعْصُ لا يُنْبِتُ شَيْئاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، و اقْتَصَرَ عَلَى التَّحْرِيكِ، و زادَ غَيْرُه: و لا تُمْسِكُ مَاءً. قُلْتُ:
و هي مُشَبَّهَةٌ بِجَرْعَةِ الماءِ، و ذََلِكَ لِأَنَّ الشُّرْب لا يَنْفَعُهَا، فكأَنَّهَا لَمْ تَرْوَ. أَو الكَثِيبُ جانِبٌ مِنْهُ وحْلٌ [3] و جانِبٌ حِجَارَةٌ، كالأَجْرَعِ ، و الجَرْعاءِ ، و في الكُلِّ. نَقَلَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا الجَرَعَةُ -مُحَرَّكَةً-و الجَرْعَاءُ . و قِيلَ: الجَرْعَاءُ و الأَجْرَعُ أَكْبَرُ مِن الجَرْعَةِ . و قَالَ ذُو الرُّمَّةِ في الأَجْرَعِ ، فجَعَله يُنْبِتُ النَّبَاتَ:
و لَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ في رَوْنَقِ الضُّحَى # بِجَرعَائكِ البِيضُ الحِسَانُ الخَرَائدُ
و قالَ أَيْضاً:
أَلا يَا اسْلَمِي، يا دارَمَيَّ، عَلَى البِلَى # و لا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعَائكِ القَطْرُ
و قِيلَ: الجَرْعاءُ : رَمْلٌ يَرْتَفِعُ وَسَطُهُ، و تَرِقُّ نَوَاحِيهِ. و قالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الأَجْرَعُ : المَكَانُ الوَاسِعُ الَّذِي فيه حُزُونَةٌ و خُشُونَةٌ.
و الجَرَعُ ، مُحَرَّكةً: الجَمْعُ، أَيْ جَمْعُ جَرَعَةٍ ، بحَذْفِ الهاءِ. و قِيلَ الجَرَعُ مُفْرَدٌ مِثْلُ الأَجْرَعِ ، و جَمْعُهُ أَجْرَاعٌ و جِرَاعٌ . و جَمْعُ الجَرْعَةِ ، بالفَتْحِ، جِرَاعٌ ، بالكَسْرِ. و جَمْعُ الجَرْعَاءِ جَرْعَاوَاتٌ . و جَمْعُ الأَجْرَعِ أَجَارِعُ . و جَمْع الجَرَعَةِ ، مُحَرَّكَة، جِرْعَانٌ ، بالكَسْرِ. و مِنْهُ 17- حَدِيثُ قُسٍّ :
«بَيْنَ صُدُورِ جِرْعَانٍ » . كما ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ، و كُلُّ ذََلِكَ قَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ.
و الجَرَعُ أَيْضاً: الْتِوَاءٌ في قُوَّةٍ مِن قُوَى الحَبْلِ، كما في الصّحاح، زَادَ غَيْرُهُ: أَو الوَتَرِ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: ظَاهِرَةٍ عَلَى سائِرِ القُوَى، و ذََلِكَ الحَبْلُ أَوِ الوَتَرُ مَجَرَّعٌ ، كمُعَظَّمٍ، و جَرِعٌ كَكَتِفٍ، يُقَالُ: وَتَرٌ جَرِعٌ ، أَي مُسْتَقِيمٌ، إلاَّ أَنَّ في مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءًا فيُمْسَحُ و يُمْشَقُ بقِطْعَةِ كِسَاءٍ حَتّى يَذْهَبَ ذََلِكَ النّتُوءُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
و قالَ ابنُ شُمَيْلٍ [4] : من الأَوْتَارِ: المُجَرَّعُ : و هو الَّذِي اخْتَلَفَ فَتْلُهُ، و فيه عُجَرٌ، و لَمْ يُجَدْ فَتْلُهُ، و لا إغَارَتُهُ، فظَهَرَ بَعْضُ قُوَاهُ علَى بَعْضٍ. يُقَالُ: وَتَرٌ مُجَرَّعٌ و مُعَجَّرٌ، و كَذََلِكَ المُعَرَّدُ.