أَشَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ ما أَشْنَعَا [1] # و غَضْبَةٌ فِي هَضْبَةٍ ما أَمْنَعَا
هََكَذَا أَنْشَدَهُ اللَّيْثُ، و قالَ: أَبَى أَنْ يُعْطَى أَجْرَ الحَازِي، هََكَذَا فَسَّرَه، و غَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في إِنشادِ الرَّجَزِ، فأَنْشَدَ على مَعْنًى ذَكَرَه، كَما تَقَدَّمَ، أَي: أَوْرَدَهُ تَحْتَ قَوْلهِ: و قدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ، و أَنْشَعْتُه ، مِثْلُ: وَجَرْتُه، و أَوْجَرْتُه، و في التَّكْمِلَةِ: قالَ رُؤْبَةُ: و «يا هِنْدُ... » مُقَدَّمٌ، و «قالَ الحَوَازِي.. » مُؤَخَّرٌ، و بَيْنَهُمَا أَكْثَرُ مِنْ مائَةٍ و خَمْسِينَ مَشْطُورًا. قلتُ: و لَمْ يُورِدِ الأَزْهَرِيُّ و لا ابْنُ سِيدَه هََذَا الرَّجَزَ إِلاّ الشّطْرَ الأَوَّلَ، هََكَذَا:
قالَ الحَوَازِي و اسْتَحَتْ أَنْ تُنْشَعَا
ثُمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: الحَوازِي: الكَوَاهِنُ، و اسْتَحَتْ أَنْ تَأْخُذَ أَجْرَ الكَهَانَةِ، و في التَّهْذِيبِ: «و اشْتَهَتْ أَنْ تُنْشَعَا » .
قلتُ: و في بَعْضِ نُسَخِ العَيْنِ: «و أَبَتْ أَنْ تُنْشَعَا » . و قالَ ابنُ بَرِّيّ: البَيْتَانِ اللَّذَانِ أَوْرَدَهُمَا الجَوْهَرِيُّ مِنَ الأُرْجُوزَةِ لا يَلِي أَحَدُهُما الآخَرَ، و الضَّمِيرُ فِي « يُنْشَعَا » غيرُ الَّذِي في «تَسَعْسَعَا» لأَنَّه يَعُودُ فِي « يُنْشَعَا » على تَمِيمٍ أَبِي القَبِيلَةِ، بِدَلِيلِ قَوْلِه. -قَبلَ هََذَا البَيْتِ-: «إِنَّ تَمِيماً... الخ» ثُمَّ قالَ بَعْدَه:
أَشَرْيَةٌ فِي قَرْيَةِ ما أَشْنَعَا
أَي: قالَتِ الحَوازِي هََذَا المَوْلُود شَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ، أَي:
حَنْظَلَةٌ فِي قَرْيَةِ نَمْلٍ، أَي: تَمِيمٌ و أَوْلادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ، كَثِيرُونَ كالنَّمْلِ، قال ابنُ حَمْزَةَ: و مَعْنَى: «أَن يُنْشَعَا » أَي أَنْ يُؤْخَذَ قَهْرًا، فتَأَمَّلْ ذََلِك.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَنْشَعَ فُلاناً بِشَرْبَةٍ : إِذا أَغاثَهُ بِهَا و هُوَ مَجَازٌ. و انْتَشَعَ الرَّجُلُ: مِثْلُ: اسْتَعَطَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
و انْتَشَعَ : انْتَزَعَ الشَّيْءَ بعُنْفٍ، و قد تَقَدَّمَ ذََلِكَ في كَلامِ المُصَنِّفِ عِنْدَ ذِكْرِ النُّشاعَةِ .
و المِنْشَعُ ، كمِنْبَرٍ: المُسْعُطُ عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، و ذَكَرَه ابنُ بَرِّيٍّ أَيْضاً، و لَيْسَ فِي نَصِّهِمَا ما يَدُلُّ عَلَى أَنَّه كمِنْبَرٍ، و المَعْرُوفُ أَنَّهُ كالمُسْعُطِ زِنَةً و مَعْنًى، فتأَمَّلْ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:
النَّشْعُ ، بالفَتْحِ: جُعْلُ الكاهِنِ، كما فِي المُحْكَمِ، و نَشَعَ الكاهِنَ نَشْعاً : جَعَلَ لَهُ جُعْلاً، كَما فِي الأَسَاسِ.
و ذَاتُ النُّشُوعِ : فَرَسُ بِسْطَامِ بنِ قَيْس، هُنَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، و قَدْ تَقَدَّمَ في «ن س ع» و «ن س ر» .
و قالَ أَبُو حَنِيفَةَ: قالَ الأَحْمَرُ: نَشَعَ الطِّيبَ: شَمَّهُ.
و النَّشْعُ ، مُحَرَّكَةً، مِنَ الماءِ، ما خَبُثَ طَعْمُه.
نصع [نصع]:
النّاصِعُ : الخالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُقَال: أَبْيَضُ ناصِعٌ ، و أَصْفَرُ نَاصِعٌ ، و قالَ الأَصْمَعِيُّ: كُلُّ ثَوْبٍ [2] خالِصِ البَيَاضِ، أَو الصُّفْرَةِ، أَو الحُمْرَةِ، فهُو ناصِعٌ ، كما فِي الصِّحاحِ، و فِي اللِّسَانِ: النّاصِعُ : البالِغُ مِنَ الأَلْوانِ، الخالِصُ مِنْهَا، الصّافِي، أَيّ لَوْنٍ كانَ، و أَكْثَرُ ما يُقَالُ فِي البَيَاضِ، قالَ أَبُو النَّجْمِ:
إِنَّ ذَوَاتِ الأُزْرِ و البَرَاقِعِ # و البُدْنِ فِي ذاكَ البَياضِ النّاصِعِ
لَيْسَ اعْتِذَارٌ عِنْدَها بنافِعِ
و قد نَصَع ، كمَنَعَ، نَصَاعَةً ، و نُصُوعاً : خلَصَ ، و مِنْهُ 16- الحَدِيثُ : «المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها، و تَنْصَعُ طِيبَها» .