نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 284
قالَ أَبُو عَمْرٍو: هو حَرْفٌ حَدِيدٌ مُنْفَرِدٌ من الجَبَلِ ، و هََذا يَقْتَضِي أَنَّ النُّونَ أَصْلِيَّةٌ، و الصَّوابُ أَنَّهَا زائِدَةٌ، و أَصْلُه صدع.
و صَنَع الشَّيْء صَنْعاً و صُنْعاً ، بالفَتْحِ و الضَّمِ ، أَي عَمِلَه ، فهو مَصْنُوعٌ ، و صَنِيعٌ .
و قَالَ الرّاغِبُ: الصُّنْعُ : إِجادَةُ الفِعْلِ، و كُلُّ صُنْعٍ فِعْلٌ، و ليسَ كُلُّ فِعْلٍ صُنْعاً ، و لا يُنْسَبَ إِلى الحَيواناتِ و الجَمَاداتِ، كما يُنْسَبُ إِليها الفِعْلُ انتهى.
و 16- في الحَدِيث : «إِذا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئتَ» . و هو أَمْرٌ مَعْنَاهُ الخَبَرُ، و قِيلَ: غيرُ ذََلِكَ ممّا هو مَذْكُورٌ في العُبَابِ و اللِّسَانِ [1] .
و ما أَحْسَن صُنْعَ اللََّه!بالضَّمِّ، و صَنيعَ اللََّه ، كأَمِيرٍ، عِنْدَكَ. و قولُه تَعَالَى: صُنْعَ اَللََّهِ اَلَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ[2] قالَ أَبو إِسحاقَ الزَّجّاجُ: القِرَاءَةُ بالنَّصْبِ، و يَجُوزُ الرَّفْعُ، فمَنْ نَصَبَ فعَلَى المَصْدَرِ، كأَنَّه قال: صَنَعَ اللََّه ذََلِكَ صُنْعاً ، و من قَرَأَ بالضَّمِّ فعَلَى مَعْنَى: ذََلِكَ صُنْعُ اللََّه. و الصِّنَاعَةُ ، ككِتَابَةٍ: حِرْفَةُ الصّانِعِ ، و عَمَلُه الصَّنْعَةُ ، بالفَتْحِ كما في الصّحاحِ.
قال: و صَنْعَةُ الفَرَسِ: حُسْنُ القِيَامِ عليهِ ، و هو مَجَازٌ، تقولُ منه: صَنَعْتُ فَرَسِي صَنْعاً ، و صَنْعَةً ، و ذََلِكَ الفَرَسُ صَنِيعٌ
6 *
، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و أَنْشَدَ للشّاعِرِ [3] -و هو عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
فنَقَلْنا صَنْعَهُ حَتَّى شَتَا # ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ
و خَصَّ بهِ اللِّحْيَانيُّ الأُنْثَى من الخَيْلِ.
و السَّيْفُ الصَّنِيعُ : الصَّقِيلُ ، و قالَ الجَوْهَرِيُّ: المَجْلُوُّ، و زادَ غيرُه: المُجَرَّبُ ، و في الأَساسِ: المُتَعَهَّدُ بالجِلاَءِ، قال عَمْرُو بن مَعْدِيكَرِبَ رضِيَ اللََّه عنه، يَصِفُ حِمَاراً أَقْمَرَ و أُتُنَه:
و في العُبَابِ: هو لِرَجُلٍ من بَكْرِ بنِ وائِلٍ يَمْدَحُ أُمَيَّةَ بنَ عَبْدِ اللََّه بنِ خالِدِ بنِ أَسِيدِ بنِ أَبِي العاصِ بنِ أُمَيَّةَ، و فِي اللِّسَانِ: هو لعَبْدِ الرَّحْمََنِ بنِ الحَكَم بنِ أَبِي العاصِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ، و صَدْرُه [5] .
أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُرَاهَا # تَكَشَّفُ عن مَنَاكِبِها القُطُوعُ
بأَبْيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ... الخ، 17- و وَجَدْتُ في هامِشِ الصّحاحِ ما نَصُّه : و كانَ مِنْ خَبَرِ هََذَا الشِّعْرِ أَنَّ مَرْوَانَ شَخَصَ إِلى مُعَاوِيَةَ، و مَعَه أَخُوه عبدُ الرَّحْمََنِ، فلمّا قَرُبَ قَدَّمَ عبدَ الرَّحْمََنِ أَمامَه، فلَقِيَ مُعَاوِيَةَ، فقالَ:
«أَتَتْك العِيسُ..
____________
[1] قال أبو عبيد: قال جرير (بن عبد الحميد) معناه: أن يريد الرجل أن يعمل الخير فيدعه حياء من الناس، كأنه يخاف مذهب الرياء، يقول:
فلا يمنعك الحياء من المضي لما أردت. قال أبو عبيد: و الذي ذهب إليه جرير معنى صحيح في مذهبه و لكن الحديث لا يدل سياقه و لا لفظه على هذا التفسير. قال أبو عبيد: و وجهه عندي أنه أراد بقوله:
إذا لم تستح فاصنع ما شئت إنما هو: من لم يستح صنع ما شاء، على جهة الذم، لترك الحياء. و لم يرد بقوله: فاصنع ما شئت أن يأمره بذلك أمراً، و لكنه أمر معناه الخبر، كقوله عليه السلام: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، ليس وجهه أنه أمره بذلك، إنما معناه من كذب عليّ تبوأ مقعده من النار، و الذي يراد من الحديث أنه حثَّ على الحياء و أمرَ به و عاب تركه. و قال ثعلب في قوله: إذا لم تسنح فاصنع ما شئت، قال: هذا على الوعيد، فاصنع ما شئت فإن اللََّه يجازيك، و أنشد (لأبي تمام) :
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي # و لم تستحِ فاصنع ما تشاء
و هو كقول اللََّه تعالى: فَمَنْ شََاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شََاءَ فَلْيَكْفُرْ (الكهف: