نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 269
و الصُّرْعَة ، بالضَمِّ: مَنْ يَصْرَعَهُ النّاسُ كَثِيراً.و الصُّرَعَة كهُمَزَةٍ: مَنْ يَصْرَعُهمْ ، و هو الكَثِيرُ الصَّرْعِ لأَقْرانِه، يَطَّرِدُ على هََذَيْن بابٌ، و قد تَقَدَّمَ تَحْقِيقه في «ل ق ط» و 16- في الحَدِيثِ : «ما تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكم؟قالوا:
الَّذِي لا يَصْرَعُهُ الرِّجالُ، قَالَ: ليسَ بِذاك، و لََكِنَّه الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَه عِنْدَ الغَضَبِ» و يُرْوَى: «الحَلِيمُ عندَ الغَضَبِ» .
و قالَ اللَّيْث: 17- قالَ مُعَاوِيَة رضِيَ اللََّه عنه : «لم أَكنْ صُرَعَةً و لا نُكَحَةً» . و في اللِّسَانِ: الصُّرَعَة : المُبَالِغ في الصِّرَاعِ ، الَّذِي لا يُغْلَبُ، وَ سَمَّى في الحَدِيثِ: «الحَلِيم عِنْدَ الغَضَبِ» [ صُرَعَةً ]لأَنَّ حِلْمَه يَصْرَع غَضَبَه، عَلَى ضِدِّ مَعْنَى قَوْلِهِم: الغَضَبُ غولُ الحِلْمِ، قال: فنَقَلَه إِلى الّذِي يَغْلِبُ نَفْسَه عندَ الغَضَبِ و يَقْهَرُهَا، فإِنَّه إِذا مَلَكَهَا كأَنَّه قَهَرَ أَقْوَى أَعْدَائِه، و شَرَّ خصُومهِ، و لذََلِكَ 16- قالَ : «أَعْدَى عَدُوٍّ لكَ نَفْسُك الَّتِي بينَ جَنْبَيْكَ» . و هََذَا من الأَلْفَاظِ الَّتِي نَقَلَهَا اللُّغَوِيُّون [1] من وَضْعِهَا لضَرْبٍ من التَّوَسُّعِ و المَجَازِ، و هُو من فَصِيحِ الكَلامِ؛ لأَنَّه لمّا كانَ الغَضْبانُ بحالَةٍ شَدِيدَةٍ من الغَيْظِ، و قد ثَارَتْ عَلَيْهِ شَهْوَة الغَضَبِ، فقَهَرَها بحِلْمِه، و صَرَعَهَا بثَبَاتِه، كان كالصُّرَعَةِ ، الذي يَصْرَع الرِّجَالَ و لا يَصْرَعُونَه ، كالصِّرِّيعِ و الصُّرّاعَةِ ، كسِكِّينٍ [2] و دُرّاعَة ، الثّانِيَة عن الكِسَائِيِّ، يُقَال: رَجُلٌ صِرِّيعٌ : شَدِيدُ الصِّراعِ ، و إِن لَمْ يَكنْ مَعْرُوفاً بذََلِكَ، و في التَّهْذِيبِ: هو إِذا كانَ ذََلِكَ صَنْعَتَه و حالَه الَّتِي يُعْرَف بِهَا.
و الصَّرِيع ، كأَمِيرٍ: المَصْرُوع ، ج: صَرْعَى ، يقال:
تَرَكْتُه صَرِيعاً ، و تَرَكْتُهم صَرْعَى ، و في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ:
و الصَّرِيعُ : القَوْسُ التي لَمْ يُنْحَتْ مِنْهَا شَيْءٌ ، و هو مَجَازٌ، أَو الَّتِي جَفَّ عُودُهَا عَلَى الشَّجَرِ ، و قيلَ: إِنَّما هو الصَّرِيفُ، بالفَاءِ، كما سَيَأْتِي، و كذََلِكَ السَّوْطُ إِذا لَمْ يُنْحَتْ منه، يُقَالُ له: صَرِيعٌ . و من المَجَازِ أَيضاً: الصَّرِيعُ : القَضِيبُ من الشَّجَرِ يَنْهَصِرُ ، أَي يَتَهَدَّلُ إِلى الأَرْضِ، فيَسْقُطُ عَلَيْهَا، و أَصْلُه في الشَّجَرَةِ، فيَبْقَى سَاقِطاً في الظِّلِّ، لا تُصِيبُه الشَّمْسُ، فيَكُونُ أَلْيَنَ من الفَرْعِ، و أَطْيَبَ رِيحاً ، و هو يُسْتَاكُ به، ج:
صُرْعٌ ، بالضَّمِّ، و منه 14- الحَدِيثُ : «أَنَّ النبيَّ صلّى اللََّه عليه و سلّم كانَ يُعْجِبُه أَنْ يَسْتَاكَ بالصُّرْع » . و في التَّهْذِيبِ: الصَّرِيعُ : القَضِبُ يَسْقُطُ من شَجَرِ البَشَامِ، و جَمْعُه: صُرْعَانٌ .
و الصَّرْعُ : عِلَّةٌ مَعْرُوفة، كما في الصّحاح. و قالَ الرَّئِيسُ: تَمْنَعُ الأَعْضَاءَ النَّفِيسَةَ [4] من أَفْعَالِها مَنْعاً غيرَ تامٍّ، و سَبَبُهُ سُدَّةٌ تَعْرِضُ في بَعْضِ بُطُونِ الدِّماغِ، و في مَجَارِي الأَعْصَابِ المُحَرِّكَةِ للأَعْضَاءِ من خِلْطٍ غَلِيظٍ، أَو لَزَجٍ كثيرٍ، فتَمْتَنِعُ الرُّوحُ عن السُّلُوكِ فيها سُلُوكاً طَبِيعِيًّا، فَتَتَشَنَّجُ الأَعْضَاءُ.و الصَّرْعُ ، بالفَتْحِ: المِثْلُ، و يُكْسَر ، قال الجَوْهَرِيُّ:
الصِّرْعَانِ ، بالكَسْر: المِثْلانِ، و يُقَال: هُمَا صِرْعَانِ ، و شِرْعانِ، و حِتْنَانِ [5] ، و قِتْلان، كُلُّه بمعنًى، أَي: مِثْلانِ.
قلتُ: و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ، و نَصُّه: يُقَالُ: هََذا صَرْعُه و صِرْعُه ، و ضَرْعُه و ضِرْعُه، و طَبْعُه و طِبَاعُه و طَبِيعُه، و طَلْعُه، و سِنُّه [6] ، و قِرْنُه، و قَرْنُه، و شِلْوُه، و شُلَّتُه، أَي: مِثْلُه، و قولُ الشّاعِر:
وَ مَنْجُوبٍ له مِنْهُنَّ صِرْعٌ # يَمِيلُ إِذَا عَدَلْتَ به الشّوارَا
هََكَذَا رَواهُ الأَصْمَعِيُّ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: و يروى:
«ضِرْعٌ» بالضَّادِ المُعْجَمَةِ، و فَسَّرَهُ بأَنَّه الحَلْبَة.
و الصّرْعُ أَيْضاً: الضَّرْبُ و الفَنُّ من الشَّيْءِ ، يُرْوَى بالفَتْحِ و الكَسْرِ، و إِعْجَامِ الضّادِ ج: أَصْرُعٌ ، و صُرُوعٌ ، قالَ لَبِيدٌ-رضِيَ اللََّه عنه-:
و خَصْمٍ كَنَادِي [7] الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ # بمُسْتَحْصِدٍ ذِي مِرَّةٍ و صُرُوعِ
[1] كذا بالأصل و اللسان و بهامشه: «قوله: نقلها اللغويون الخ كذا بالأصل، و الذي في النهاية: نقلها عن وضعها اللغوي، و المتبادر منه أن اللغوي صفة للوضع، و حينئذ فالناقل النبي (ص) و يؤيده قول المؤلف قبله: فنقله الى الذي يغلب نفسه» .