نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 212
الأَزْهَرِيِّ، قالَ: و هََذا مِثْلُ قولِه تَعالى: سَنَسِمُهُ عَلَى اَلْخُرْطُومِ[1]أَو المَعْنَى: لَنُذِلَّنَّه أَو لَنُقْمِئَنَّه ، من أَقْمَأَهُ، إِذا أَذَلَّه. كما في العُبَاب، و في بعضِ النُّسَخِ: أَو لَنُذِلَّنَّه و لَنُقْمِئَنَّه و مثلُه في اللِّسَانِ و غيرِه من أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ، قال الأَزْهَرِيُّ: و من قالَ: مَعناه لَنَأْخُذَنَّ بِها إِلى النّارِ، فحُجَّتُه قولُ الشّاعِرِ:
أَرادَ: و آخِذٍ بناصِيَتِه. و حكى ابنُ الأَعْرَابِيّ: و اسْفَعْ بِيَدِه، أَي خُذْه، و يُقَالُ: سَفَعَ بنَاصِيَةِ الفَرَسِ لِيَرْكَبَهُ، و منه 16- حَدِيثُ عَبّاسٍ الجُشَمِيِّ : «إِذا بُعِثَ المُؤْمِنُ من قَبْرِه كانَ عِنْدَ رَأْسِه مَلَكٌ، فإِذا خَرَج سَفَعَ بيَدِه، و قال: أَنا قَرِينُكَ في الدُّنْيَا» . أَي أَخَذَ بِيَدِه. قالَ الصّاغَانِيُّ: و كان عُبَيْدُ اللّهِ بن الحَسَنِ قاضِي البَصْرَةِ مُولَعاً بأَنْ يقولَ: اسْفَعَا بيَدِه. أَي:
خُذَا بِيَدِه، فأَقِيمَاه.
قلتُ: و هََذا يَدُلُّ على أَنَّ الصوابَ في النُّسْخَةِ «أَو لَنُقِيمَنَّه» من أَقامَه يُقِيمُهُ.
و رَجُلٌ مَسْفُوعُ العَيْنِ ، أَي: غائِرُها ، عن ابنِ عَبَّادٍ.
قال: و رجلٌ مَسْفُوعٌ ، أَي مَعْيُونٌ، أَصابَتْه سَفْعَةٌ ، أَي عَيْنٌ ، و الشِّينُ المُعْجَمَةُ لغةٌ فيه، عن أَبِي عُبَيْدٍ. و يُقَال: به سَفْعَةٌ من الشَّيْطَان أَي مَسٌّ، كأَنَّهُ أَخَذَ بناصِيَتِه. و 14- في حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ : «أَنَّهُ دَخَلَ عليها و عِنْدَها جَارِيَّةٌ بها سَفْعَةٌ ، فقال:
إِنَّ بها نَظْرَةً، فاسْتَرْقُوا لَها» . أَي عَلامةً من الشَّيْطَانِ، و قِيلَ:
ضَرْبةً وَاحِدَةً منه، يَعْنِي أَنَّ الشَّيْطَانَ أَصابَها، و هي المَرَّةُ من السَّفْعِ : الأَخْذ. المَعْنَى: أَنَّ السَفْعَةَ أَدْرَكَتْهَا من قِبَلِ النَّظْرَةِ، فاطْلُبُوا لها الرُّقْيَةَ، و قِيلَ: السَّفْعَةُ : العَيْنُ، و النَّظْرَةُ: الإِصابَةُ بالعَيْن.
و السَّوَافِعُ : لَوَافِحُ السَّمُومِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و في بعضِ النُّسَخِ لَوَائِحُ، و الأُولَى الصَّوَابُ.
و السَّفْعُ [3] : الثَّوْبُ أَيَّ ثَوْبٍ كانَ و أَكْثَرُ ما يُقَالُ في الثِّيَابِالمَصْبُوغَة، جَمْعُه [2] سُفُوعٌ ، قال الطِّرِمَّاحُ:
كَمَا بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيَةٍ نَضْحُ عَائِطٍ # يُزَيِّنُهَا كِنٌّ لها و سُفُوعُ
أَرادَ بالعَائِطِ: جَارِيَةً لم تَحْمِلْ، و سُفُوعُها : ثِيَابُهَا، أَي تَبُلُّ الخُوصَ لِتَعْمَلَهُ.
و السُّفْعُ : أُثْفِيَّةٌ من حَدِيدٍ تُوضَعُ عليها القِدْرُ، قال:
هََكَذَا أَصْلُ عَرَبِيَّتهِ.
أَو السُّفْعُ هي الأَثَافِيُّ، وَاحِدَتُهَا سَفْعَاءُ ، و إِنَّمَا سُمِّيَتْ لسَوَادِهَا. نَقَلَهُ اللَّيْثُ عن بَعْضِهِمْ، و الرّاغِبُ في المُفْرِدَاتِ.
قلتُ: و هو قولُ أَبِي لَيْلَى، و هي الَّتِي أُوقِدَ بَيْنَها النّارُ فسَوَّدَت صِفَاحَها الَّتِي تَلِي النارَ، ثُمَّ شَبَّهَه الشُّعَرَاءُ به فسَمَّوْا ثَلاثَةَ أَحْجَارٍ تُنْصَبُ عليها القِدْرُ سُفْعَاً ، قال النابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ:
فَلَمْ يَبْقَ إِلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ # و سُفْعٌ على أُُسٍّ و نُؤْيٌ مُعَثْلَبُ [5]
و قالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:
أَثافِيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلِ # و نُؤْياً كجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ
و السَّفَعُ ، بالتَّحْرِيكِ: سُفْعَةُ سَوادٍ و شُحُوبٌ في الخَدَّيْنِ من المَرْأَةِ الشّاحِبَةِ ، و لو قالَ: في خَدَّيِ المَرْأَةِ الشّاحِبَةِ كان أَخْصَر، و زادَ في العُبَابِ-بعدَ المَرْأَةِ: و الشَّاةِ-و منه 14- الحَدِيثُ : «أَنَا و سَفْعاءُ الخَدَّيْنِ الحانِيَةُ عَلَى وَلَدِهَا يومَ القِيَامَةِ كهَاتَيْنِ. و ضَمَّ إِصْبَعَيْهِ» . أَراد بسفْعَاءِ الخَدَّيْن امرأَةً سَوْداءَ عاطِفَةً على وَلَدِها، أَرادَ أَنَّهَا بَذَلَت نَفْسَها، و تَرَكَت الزِّينةَ و التَّرَفُّهَ حَتّى شَحَبَ لَوْنُهَا و اسْوَدّ؛ إِقَامَةً على وَلَدِهَا بعدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا.
و السُّفْعَةُ ، بالضَّمِّ: ما في دِمْنَةِ الدَّارِ من زِبْلٍ أَو رَمْلٍ أَو