نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 11 صفحه : 211
مِنْ بَعْدِ ما كانَ فَتًى سَرَعْرَعَا
أَخْبَرَتْ صاحِبَتَهَا عنه أَنَّهْ قد أَدْبَر و فَنِيَ إِلاّ أَقَلّه.
و السَّعْسَعَةُ : تَرْوِيَةُ الشَّعَرِ بالدُّهْنِ كالسَّغْسَغةِ، بالغينِ المُعْجَمَةِ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.
و من السَّعْسَعَةِ بمَعْنَى الفَناءِ قَوْلُهُم: تسَعْسَعَ الشَّهْرُ ، إِذا ذَهَب أَكْثَرُه ، كما في الصّحاحِ، و يُقالُ أَيْضاً: تَشَعْشع، بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، كما يَأْتِي للمُصنِّفِ. و قد ذكرَه أَيْضاً في «تَحْبِيرِ المُوَشِّين» قال الجَوْهَرِيُّ: و منه 17- حَدِيثُ عُمَرَ رَضِي اللّه عنه أَنَّه سَافرَ في عَقِبِ شهْرِ رَمَضانَ و قال: «إِنَّ الشَّهْرَ قد تَسَعْسَع ، فلو صُمْنَا بَقِيَّتَه» . فاسْتَعْمَلَ التَّسَعْسُعَ في الزَّمانِ، قال الصّاغَانِيُّ: و في الحَدِيثِ حُجَّةٌ لمَنْ رَأَى الصَّوْمَ في السَّفَرِ أَفْضَلَ من الإِفْطارِ.
و يُقال: تَسَعْسَعَت حالُه ، إِذا انْحَطَّتْ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ و قال أَبُو الوَازِعِ: يُقَالُ: تَسَعْسَعَ [1]الفَمُ : إِذا انْحَسَرَتْ شَفَتُه عن الأَسْنَان. و كُلُّ شَيْءٍ بَلِيَ و تَغَيَّرَ إِلى الفَسَادِ فقد تَسَعْسَعَ .
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
السُّعْسُعُ ، بالضَّمِّ: الذِّئْبُ. حَكَاه يَعْقُوبُ، و أَنْشَدَ:
و السُّعْسُعُ الأَطْلَسُ في حَلْقِه # عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ
أَراد «تَنْعِقُ» فأَبْدَل.
و في الكَشّافِ: سَعْسَعَ اللَّيْلُ، إِذا أَدْبَرَ. فخَصَّهُ بإِدْبارِهِ، دُونَ إِقْبَالِه، بخِلافِ عَسْعَسَ، فإِنَّهُ بمَعْنَى أَدْبَرَ اللَّيْلُ، و أَقْبَل، ضِدٌّ، أَو مُشْتَرَكٌ مَعْنَوِيٌّ، فليسَ سَعْسَعَ مَقْلُوباً منه، كما زَعَمَه أَقْوَامٌ، نَقَلَه شيخُنا.
سفع [سفع]:
سَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه، كمَنَع: لَطَمَهَا بِجَناحَيْهِ ، و في بَعْض نُسَخ الصّحّاحِ: بجَنَاحِه.
و سَفَعَ فُلانٌ فُلاناً وَجْهَهُ بيَدِهِ سَفْعاً : لَطَمه ، و سَفَعَهُ بالعَصَا: ضَربَهُ. و يُقَال: سَفَعَ عُنُقَه: ضَرَبَهَا بكِّفهِ مَبْسُوطَةً، و هو مَذْكُورٌ في حرف الصّاد.
و سَفَعَ الشِّيْءَ سَفْعاً : أَعْلمَه ، أَي جَعَلَ عَلَيْهِ عَلامةً و وَسَمَهُ ، يُرِيدُ أَثَراً من النّارِ، و 16- في الحَدِيثِ : «لَيُصِيبَنَّ أَقْوَاماً سَفَعٌ من النَّارِ» . أَي علامَةٌ تُغَيِّرُ أَلْوَانَهم، و قال الشّاعِرُ:
و كُنْتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيِّ نَزَتْ بِهِ # سَفَعْتُ على العِرْنِينِ مُنْهُ بمِيسَمِ [2]
و سَفَعَ السَّمُومُ وَجْهَه ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: و النّارُ، و زَادَ غَيْرُه: و الشَّمْسُ: لَفَحَه لَفْحاً يَسِيراً. هََكذا في النُّسَخِ، و صَوَابُه: لَفَحَتْه، كما في العُبابِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: فَغَيَّرَتْ لَوْنَ البَشَرَة، زادَ غيرُه: وَ سَوَّدَتْهُ، كسَفَّعَه تَسْفِيعاً، قال ذو الرُّمَّة:
و سَفَعَ بِنَاصِيَتِه و بِرِجْلِه يَسْفَع سَفْعاً : قَبَض عَلَيْهَا فاجْتَذَبَها قالَهُ اللَّيْثُ.
و في المُفْرَدَاتِ: السَّفْعُ : الأَخْذُ بسُفْعَةِ الفَرَسِ، أَي سَوَادِ نَاصِيَتِه و منه قَوْلُه تَعَالَى: لَنَسْفَعاً بِالنََّاصِيَةِ *`نََاصِيَةٍ كََاذِبَةٍ[3] ناصِيَتُه: مُقَدَّمُ رَأْسِه، أَي لَنَجُرَّنَّه بها كما في العُبَابِ. و في اللِّسَانِ: لنَصْهَرَنَّهَا، و لَنَأْخُذَنَّ بِها إِلى النّارِ ، كما قالَ تَعالَى: فَيُؤْخَذُ بِالنَّوََاصِي وَ اَلْأَقْدََامِ[4]أَو المَعْنَى:
لَنُسَوِّدَنَّ وَجْهَهُ. و إِنّمَا اكْتَفَى بالناصِيَةِ لأَنَّهَا مُقَدَّمُهُ ، أَي في مُقَدَّمِ الوَجْهِ، نَقَلَهَ الأَزْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ. قال الصّاغَانِيُّ:
و العَرَبُ تَجْعَلُ النُّونَ السَّاكِنَةَ أَلِفاً، قال:
و قُمَيْرٌ بَدا ابنَ خَمْسٍ و عِشْرِيـ # نَ فقَالَتْ له الفَتَاتَانِ قُومَا
أَي «قُوماً» بالتَّنْوِين، أَو المَعْنَى لَنُعْلِمَنَّه عَلامَةَ أَهْلِ النارِ ، فَنُسَوِّد وَجْهَه و نُزَرِّق عَيْنَيْهِ. كما في العُبَاب. و لا يَخْفَى أَنَّه داخلٌ تَحْتَ قوله: «لَنُسَوِّدَنَّ وَجْهَه» كما هو صَنِيعُ
[1] عن التكملة، و بالأصل «تسعسعت» و في التهذيب: «و تسعسعت فمه» و ما أثبت الصواب فالفم مذكر.
[2] البيت للأعشى، ديوانه ص 182 ط بيروت من قصيدة يهجو عمير بن عبد اللّه بن المنذر بن عبدان مطلعها:
ألا قل لتيّا قبل مرتها اسلمي # تحية مشتاق إليها متيمِ