responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 151

دَناءَةٌ و شَرَهٌ‌ و إِسْفَافٌ لمَدَاقِّ المَطَامِعِ‌ ، يُقَال مِن ذََلِكِ: هو رَاضِعٌ رَاثِعٌ ، و قد رَثِعَ رَثَعاً ، من حدِّ فَرِحَ.

رجع [رجع‌]:

رَجَعَ بنَفْسِه‌ يَرْجِعُ رُجُوعاً و مَرْجِعاً ، كمَنْزِلٍ، و مَرْجِعَةً ، كمَنْزِلَةٍ. و منه قَولُه تعالَى: ثُمَّ إِلى‌ََ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ * [1] شاذّانِ؛ لأَنَّ المَصَادِرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ‌ ، أَي بفَتْحِ العَيْنِ في الماضِي و كَسْرِهَا في المُضَارِعِ‌ إِنَّمَا تَكُونُ بالفَتْح‌ ، كما في الصّحاحِ، و في اللِّسَانِ: قَوْلُه تَعَالَى: إِلَى اَللََّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً* [2] أَي رُجُوعُكم ، حكاه سِيبَوَيْه فيما جاءَ من المَصادِرِ التي من فَعَل يَفْعِلُ على مَفْعِل بالكَسْرٍ، و لا يَجُوزُ أَنْ يَكُون هنا اسمَ المكان؛ لأَنَّهُ قد تَعَدَّى بِإِلى، و انتَصَبَ عنه الحالُ، و اسمُ المَكانِ لا يَتَعَدَّى بحرفٍ، و لا يَنْتَصِبُ عنه الحالُ. إِلاّ أَنَّ جُمْلَة البابِ في فَعَل يَفْعِلُ أَن يكونَ المَصْدَرُ على مَفْعَل، بفتحِ العَينِ، و رُجْعَى و رُجْعَاناً ، بضَمِّهِما: انْصَرَفَ‌ ، و في التَّنْزِيل: إِنَّ إِلى‌ََ رَبِّكَ اَلرُّجْعى‌ََ [3] أَي الرُّجُوعَ .

و رَجَعَ الشَّيْ‌ءَ عن الشَّيْ‌ءِ، و رَجَعَ إِلَيْهِ‌ ، و هََذِه عن ابن جِنِّي‌ رَجْعاً و مَرْجِعاً ، كمَقْعَدٍ و مَنْزِلٍ: صَرَفَه و رَدَّهُ، كأَرْجَعَهُ‌ و هََذِهِ لغةٌ هُذَيْلٍ، كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قال شيخُنَا: و هي ضَعِيفَةٌ رَدِيئَةٌ، كما صَرَّح به غيرُ وَاحِدِ، فلا اعْتِدَادَ بإِطْلاقِ المُصَنِّف إِيّاها، كالمَشْهُور. قلت: أَمّا كونُها لغةَ هُذَيْل فقد صرَّح بهِ غيرُ وَاحِدٍ، و أَما كَوْنُهَا ضَعِيفَةً ردِيئَةً فلم أَرَ أَحَداً من الأَئمَّةِ صَرَّح بذََلِكَ، كيفَ و قد حَكَى أَبو زَيْدٍ عن الضَبِّيِّينَ أَنَّهم قَرَأُوا أَ فَلاَ يَروْنَ أَنْ لاَ يُرْجِعَ إِلَيْهِم قَوْلاً [4] ، و قوله عَزّ و جلَّ: قالَ رَبِّ أَرْجِعُونِ [5] .

و قالَ الرّاغِبُ في المُفْرَداتِ: الرُّجُوع : العَوْدُ إِلى ما كانَ مِنْهُ البَدْءُ، أَو تَقْدِيرُ البَدْءِ مكاناً كان أَو فِعْلاً أَو قَوْلاً، و بذَاتِه كان رُجُوعه أَو بجُزْءٍ من أَجْزائِه، أَو بِفِعْلٍ من أَفْعَالِه، فالرُّجوع : العَوْدُ، و الرَّجْعُ : الإِعَادةُ. قلتُ: أَيّ رَجَعَ كان:

لازماً، أَو وَاقِعاً، فمصدرُه لازِماً الرُّجُوعُ ، و مَصْدَرُه واقِعاً الرَّجْعُ ، يقال: رَجَعْتُه رَجْعاً ، فرَجَع رُجُوعاً . قال شَيْخُنَا:

هََذا هو المَشْهُور المَعْرُوف سَمَاعاً و قِياساً، و زَعَمَ بعضُ أَنَ‌ الرَجْعَ يَكُونُ مَصْدراً لللاَّزِمِ. قال الراغِبُ: فمِنَ الرُّجُوعِ قَولُه تَعالى: لَئِنْ رَجَعْنََا إِلَى اَلْمَدِينَةِ [6] ، فَلَمََّا رَجَعُوا إِلى‌ََ أَبِيهِمْ [7] ، وَ لَمََّا رَجَعَ مُوسى‌ََ إِلى‌ََ قَوْمِهِ [8] ، وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ اِرْجِعُوا فَارْجِعُوا [9] و من الرَّجْع قولُه تَعَالَى: فَإِنْ رَجَعَكَ اَللََّهُ إِلى‌ََ طََائِفَةٍ [10] ، و قولُه تَعَالَى: ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ [11] يَصِحُّ أَنْ يكونَ من الرُّجُوعِ ، و يَصِحُّ أَنْ يكونَ من الرَّجْع . و قُرِى‌ء وَ اِتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اَللََّهِ [12]

بِفَتْحِ التاءِ و ضَمِّها، و قوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * [13] أَي عن الذَّنْبِ، و قولُه تَعالى‌ََ: وَ حَرََامٌ عَلى‌ََ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنََاهََا أَنَّهُمْ لاََ يَرْجِعُونَ [14] أَي: حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ أَنْ يَتُوبُوا و يَرْجِعُوا عن الذَّنْب تَنْبِيهاً على أَنّه لا تَوْبَةَ بعدَ المَوْتِ، كما قيل:

اِرْجِعُوا وَرََاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً [15] و قولُه تَعالَى: بِمَ يَرْجِعُ اَلْمُرْسَلُونَ [16] فمن الرُّجُوعِ ، أَو من رَجْع الجَوَابِ، و قولُه تَعالَى: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مََا ذََا يَرْجِعُونَ [17] فمن رَجْع الجَوَابِ لا غَيْرُ، و كذا قولُه: فَنََاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ .

اَلْمُرْسَلُونَ .

قلتُ: و من المُتَعَدِّي حَدِيث السُّجُودِ [18] : فإِنَّه يُؤَذِّن بلَيْلٍ ليَرْجِعَ قائِمَكُم و يوقِظَ نائِمَكم» و القائِمُ: هو الَّذِي يُصَلِّي صَلاَةَ اللَّيْلِ، و رُجُوعه : عَوْدُه إِلى نَوْمِه، أَوْ قُعُودُه عن صَلاتِه إِذا سَمِعَ الأَذانَ.

و قال ابنُ الفَرَج: سَمِعْتُ بعضَ بَنِي سُلَيْم يَقُولُ: قد رَجَعَ كَلامِي فيه‌ و نَجَع، بمَعْنَى‌ أَفَادَ ، و هو مَجَاز.

و رَجَعَ العَلَفُ في الدَّابَّةِ و نَجَعَ‌ : إِذا تَبَيَّن أَثرُهُ فِيها، و هو مَجَازٌ.

و يُقال: أَرْسَلْتُ إِليْك فما جَاءَنِي رُجْعَى رِسَالتِي‌ ،


[1] سورة الأنعام الآية 164.

[2] سورة المائدة الآية 48 و 105.

[3] سورة العلق الآية 8.

[4] سورة طه الآية 89.

[5] سورة «المؤمنون» الآية 99.

[6] سورة «المنافقون» الآية 8.

[7] سورة يوسف الآية 63.

[8] سورة الأعراف الآية 150.

[9] سورة النور الآية 28.

[10] سورة التوبة الآية 83.

[11] سورة الأنعام الآية 60.

[12] سورة البقرة الآية 281.

[13] سورة آل عمران الآية 72.

[14] سورة الأنبياء الآية 95.

[15] سورة الحديد الآية 13.

[16] سورة النمل الآية 35.

[17] سورة النحل الآية 28.

[18] في النهاية و اللسان: السحور.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 11  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست