و قالَ أَبُو عَمْرٍو: جُوعٌ برْقُوعٌ ، كعُصْفُورٍ، و صَعْفُوقٍ، جاءَ الأَخِيرُ نَادِراً نَدْرَةَ صَعْفُوقٍ، و كَذََلِكَ جُوعٌ يُرْقُوعٌ بالياءِ التَّحْتِيَّةِ المَضْمُومَةِ، و لَيْسَ بِتَصْحِيف، بل هي لُغَةٌ ثالِثَةٌ، و كذََلِكَ بُرْكُوع و بَرْكُوعٌ كُلُّ ذََلِكَ بمَعْنًى وَاحِدٍ، أَيْ شَدِيدٌ.و البُرْقعُ كزِبْرِجٍ، و قُنْفُذٍ: اسمٌ للسَّمَاءِ. و قالَ أَبُو عَلِيّ الفَارِسِيّ: هي السَّمَاءُ السّابِعَةُ لا يَنْصَرِفُ، و نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً هََكَذَا.
أَوْ هي اسْمُ السّمَاءِ الرّابِعَةِ ، كما نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ عن اللَّيْثِ، و قالَ جاءَ ذِكْرُهُ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ.
أَوْ هي اسْمُ السّمَاءِ الأُولَى و هي سَمَاءُ الدُّنْيا، كَما قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: الدُّنْيا، كَما قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: زَعَمُوا، و كَذََلِكَ قَالَهُ ابنُ فارِس، قالَ: و الباءُ زائدَةٌ، و الأَصْلُ الرّاءُ و القَافُ و العَيْنُ، لِأَنَّ كُلَّ سَمَاءٍ رَقِيعٌ، و السَّمََوَاتُ أَرْقِعَةٌ، و صَوَّبَ الصَّاغَانِيّ قَوْلَ الأَزْهَرِيِّ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ:
هََكَذا هو في نُسَخِ الصّحاحِ، و هو غَلَطٌ، و الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ «أَجْرَدُ» بالدَّالِ، كما نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ و الصّاغَانِيّ، و القَصِيدَةُ دالِيَّةٌ. و زادَ ابنُ بَرِّيّ: و ما وَصَفَهُ الجَوْهَرِيّ في تَفْسِيرِ هََذا البَيْتِ هَذَيَانٌ مِنْهُ [3] ، و سَمَاءُ الدُّنْيَا هي الرَّقِيعُ. قُلْتُ: و قَدْ تَقَدَّم البَحْثُ في ذلك في «س د ر» فراجِعْهُ.
و بِرْكَةُ بُرْقُع ، كقُنْفُذٍ، بِأَعْلَى الشّامِ ، و قَدْ أَهْمَلَهُ ياقُوتٌو الصّاغَانِيّ، و هو غَيْرُ الَّذِي ببَطْنِ الشُّرَيْفِ، فإِنّ ذََلِكَ بنَجْدٍ.
و المُبَرْقَعَة ، بفَتْحِ القافِ: الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قالَ: و بكَسْرِها: غُرَّةُ الفَرَسِ الآخِذَةُ جَمِيعَ وَجْهِهِ غَيْرَ أَنَّه يَنْظُر في سَوادٍ، زادَ غَيْر، و قَدْ جاوَزَ بَياضَ الغُرَّةِ سُفْلاً إلى الخَدَّيْنِ من غَيْرِ أَنْ يُصِيبَ العَيْنَيْنِ. يُقالُ:
فَرَسٌ مُبَرْقَعٌ ، و غُرَّةٌ مُبَرْقِعَةٌ .
و مِنَ المَجَازِ: بَرْقَعَ لِحْيَتَهُ، أَي صارَ مَأْبُوناً، مَعْنَاه تَزَيَّا بزِيِّ مَنْ لَبِس البُرْقُعِ ، و مِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ:
و من المَجَازِ: بَرْقَع فُلاناً بالعَصَا بَرْقَعَةً : ضَرَبَهُ بها بَيْنَ أُذُنَيْهِ، أَي حَتَّى صارَ كالبُرْقُعِ عَلَى رَأْسِهِ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قال الفَّرَاءُ: بِرْقَعُ ، نادِرٌ نُدْرَة هِجْرَع: اسْمٌ للسَّماءِ عن ابنِ عَبَّادٍ، و نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً، و قالَ: جَاءَ على فَعْلَلِ، و هو غَرِيبٌ نادِرٌ. قُلْتُ: و لَعَلَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ في اسْمِ السّمَاءِ و كَقُنْفُذٍ تَصْحِيفٌ عَنْ هََذا، فَتَأَمَّلْ.
و المُبَرْقَعُ : لَقَبُ مُوسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوسَى الكاظِم، الحُسَيْنِيّ، المَدْفُونُ بِقُمّ، و يُقَالُ لِوَلَدِهِ الرّضَوِيُّونَ.
بركع [بركع]:
البُرْكُع ، كقُنْفُذ: الرَّجُلُ القَصِيرُ ، و كَذا الجَمَلُ القَصِيرُ، كَذا قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. بَلْ في اللِّسَان: البُرْكُعُ :
القَصِيرُ من الإِبِلِ خاصَّةً، فاقْتِصارُ المُصَنِّفِ عَلَى الرَّجُلِ قُصُورٌ.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً: البُرْكُعُ : فَصِيلٌ لا يَصِلُ[4]عُنُقُهُ إِلَى الأَرْضِ.و بَرْكَعَ بالسَّيْفِ: ضَرَبَ و قَطَعَ ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، و كَذََلِكَ بَلْكَعَ. و بَرْكَع : صَرَعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و كَذََلِكَ كَرْبَعَ.
و بَرْكَعَ بَرْكَعَةً : قَامَ عَلَى أَرْبَعٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
و يُقَالُ: بَرْكَعَ الرَّجُلُ، إِذا سَقَطَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، كَذَا في اللِّسَانِ و المُحِيطِ.
[1] قيدها ياقوت: البَرْقَعة بفتح فسكون ففتح، ضبط قلم، و زيادة هاء في آخرها.
[3] قال الجوهري في شرحه للبيت: قوله: سدر أي بحرٌ، و أجرب صفة البحر المشبه به السماء، فكأنه وصف البحر بالجرب لما يحصل فيه من الموج أو لأنه ترى فيه الكواكب كما ترى في السماء، فهي كالجرب له.