responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 66

حتى إِني حين أَعدت دَرْسه في زَبيد حرسها اللََّه تعالى على سيّدنا الإِمام الفقيه اللغوي رضي الدين عبد الخالق بن أَبي بكر الزبيدي الحنفي متع اللََّه بحياته، و حضرت العلماء و الطلبة، فكان كل واحد منهم بيده نسخة.

ثم قال: و مع كثرة ما في القاموس من الجمع للنوادر و الشوارد، فقد فاته أَشياء ظفرت بها في أَثناء مطالعتي لكتب اللغة حتى هممت أَن أَجمعها في جزء مُذَيّلاً عليه.

قلت: و قد يُسِّر هذا المقصد للفقير، فجمعت ما ظفِرت من الزوائد عليه في مُسْوَدَّة لطيفة، سهل اللََّه عليّ إِتمامها وَ مََا ذََلِكَ عَلَى اَللََّهِ بِعَزِيزٍ* .

المقصد التاسع في ترجمة المؤلف‌

هو الإِمام الشهير أَبو طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إِبراهيم بن عمر بن أَبي بكر بن محمود ابن إِدريس بن فضل اللََّه بن الشيخ أَبي إِسحاق إِبراهيم بن علي بن يوسف قاضي القضاة مجد الدين الصِّدّيقي الفيروزابادي الشيرازي اللغوي، قال الحافظ ابنُ حجر:

و كان يرفع نسبه إِلى أَبي بكر الصدّيق رضي اللََّه عنه، و لم يكن مدفوعاً فيما قاله. ولد بكَارِزِين‌ [1] سنة 729 و نشأَ بها، و حفظ القرآن و هو ابن سبع، و كان سريع الحِفظ بحيث إِنه يقول: لا أَنام حتى أَحفظ مائتي سطر، و انتقل إِلى شيراز و هو ابن ثمان سنين، و أَخذ عن والده، و عن القوام عبد اللََّه بن محمود و غيرهما من علماء شيراز، و انتقل إِلى العراق، فدخل واسط و بغداد، و أَخذ عن قاضيها و مدرس النظامية بها الشرف عبد اللََّه بن بكتاش، و جال في البلاد الشرقية و الشاميّة، و دخل بلاد الروم و الهند، و دخل مصر و أَخذ عن علمائها، و لقي الجمَّاءَ الغَفير من أَعيان الفضلاء، و أَخذ عنهم شيئاً كثيراً بيّنه في فهرسته، و برع في الفنون العلمية و لا سيما اللغة، فقد برَّز فيها وفاق الأَقران، و جمع النظائر، و اطلع على النوادر، و جوّد الخَط، و توسع في الحديث و التفسير، و خدمه السلطان أَبو يزيد بن السلطان مراد العثماني، و قرأَ عليه، و أَكسبه مالاً عريضاً، و جاهاًعظيماً، ثم دخل زَبيد في رمضان سنة 796 فتلقاه الملك الأَشرف إِسماعيل، و بالغ في إِكرامه، و صرف له أَلف دينار، و أَمَر صاحب عدن أَن يجهزه بأَلف دينار أُخرى، و تولى قضاءَ اليمن كلّه، و قرأَ عليه السلطان فمن دونه، و استمرّ بزبيد عشرين سنة، و قدم مكّة مراراً، و جاوَرَ بها، و أَقام بالمدينة المنورة، و بالطائف و عمل بها مآثر حسنة، و ما دخل بلدة إِلا أَكرمه أَهلها و متولّيها و بالغ في تعظيمه، مثل شاه منصور بن شاه شجاع في تبريز، و الأَشرف صاحب مصر، و أَبي يزيد صاحب الروم، و ابن إِدريس في بغداد، و تيمور لنك و غيرِهم، و قد كان تيمور مع عُتوّهِ يبالغ في تعظيمه، و أَعطاه عند اجتماعه به مائة أَلف درهم، هكذا نقله شيخنا، و الذي رأَيته في معجم الشيخ ابن حجر المكي أَنه أَعطاه خمسة آلاف دينارٍ، و رام مَرّةً التوجُّهَ إِلى مكة من اليمن، فكتب إِلى السلطان يستأْذنه و يُرغّبه في الإِذن له بِكتاب من فصولِه-و كانَ مِنْ عادَة الخُلفاءِ سلفاً و خلفاً أَنهم كانوا يُبْرِدُون البريدَ بقصْدِ تبليغِ سلامهم إِلى حضرة سيّد المرسلين-: فاجعَلْني-جَعلني اللََّه فداك-ذلك البريد، فإِني لا أَشتهي شيئاً سواه و لا أُريد.

فكتب إِليه السلطان.

إِن هذا شي‌ءٌ لا ينطق به لساني، و لا يجري به قلبي، فباللََّه عليك إِلا ما وَهَبْتَ لنا هذا العُمر، و اللََّهِ يا مجدَ الدين يميناً بارّة، إِني أَرى فِراقَ الدنيا و نعيمها و لا فراقَك أَنت اليمن و أَهله.

و كان السلطان الأَشرف قد تزوّج ابنته، و كانت رائعة في الجمال، فنال بذلك منه زيادة البِرّ و الرِّفعه، بحيث إِنه صنف له كتاباً و أَهداه له على طِبَاق، فملأها له دراهم.

كان واسع الرِّواية، سمع من محمد بن يوسف الزرندي المدني صحيح البخاري، و من ابن الخبّاز، و ابن القيم، و ابن الحموي، و أَحمد بن عبد الرحمن المرداوي، و أَحمد بن مظفّر النابلسي، و التقي السبكي، و ولده التاج، و يحيى بن علي الحدّاد و غيرهم بدمشق، و في القدس من العلائي، و البياني، و ابن القلانسي، و غضنفر، و ابن نباتة، و الفارقي، و العزّ بن جماعة، و بكر بن خليل المالكي، و الصفي الحراوي، و ابن جهبل، و غيرهم، و له التصانيف


[1] في المطبوعة المصرية «كازرين»تحريف. انظر معجم البلدان و فيه كارزين بلد بفارس.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست