responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 57

و المنكر أَضعف منه و أَقلّ استعمالاً.

و المتروك ما كان قديماً من اللغات ثم تُرك و استُعمِل غيرُه.

و أَما الفصيح من اللغة، ففي المزهر ما نصه: المفهوم من كلام ثعلب أَن مَدارَ الفصاحةِ على كثرةِ استعمال العرب لها، انتهى. و مثله قال القزوينيُّ في الإِيضاح. و قالوا أَيضاً:

الفصاحةُ في المفرَد خُلوصُه من تَنافر الحروف، و من الغرابة، و من مخالفة القياس اللغويّ، و بيان ذلك مذكورٌ في محلّه.

قال ابن دريد في الجمهرة و اعلم أَن أَكثر الحروف استعمالاً عند العرب الواو و الياء و الهمزة، و أَقلُ ما يستعملون لِثقَلِها على أَلسنتهم الظاءُ، ثم الذال، ثم الثاء، ثم الشين، ثم القاف، ثم الخاء، ثم العين، ثم النون، ثم اللام، ثم الراء، ثم الباء، ثم الميم، فأَخفّ هذه الحروف كلِّها[ما]استعملتْه العربُ في أُصول أَبنيتهم من الزوائد، لاختلاف المعنى، انتهى.

و في عروس الأَفراح: رُتَب الفصاحة منها متقاربة، فإن الكلمة تخِفّ و تَثقُل بحسب الانتقالِ من حَرْف إِلى حرفٍ لا يلائمه قُرْباً أَو بُعداً، فإِن كانت الكلمة ثلاثيَّة فتراكيبها اثنا عشر فذكرها، ثم قال: و أَحسَنُ هذه التراكيبِ و أَكثرُها استعمالاً ما انحدَرَ فيه من الأَعلَى إِلى الأَوسط إلى الأَدْنى، ثم ما انتقلَ فيه من الأَوسط إلى الأَدنى إِلى الأَعلى، ثم من الأَعلى إِلى الأَدنى، و أَقلّ الجميع استعمالاً ما انتقل فيه من الأَدنى إِلى الأَعلى إِلى الأَوسط، هذا إذا لم ترجع إِلى ما انتقلت عنه، فإن رجعت فإن كان الانتقال من الحرف إِلى الحرفِ الثاني في انحدارٍ من غير طفْرةٍ، و الطفرةُ الانتقالُ من الأَعلى إِلى الأَدنى أَو عكسه، كان التركيب أَخفَّ و أَكثرَ، و إِلا كان أَثقلَ و أَقلَّ استعمالاً. فيه أَيضاً أَن الثلاثيَّ أَفصحُ من الثنائيّ و الأُحاديّ، و من الرباعي و الخماسي، انتهى. و ذكر حازمٌ القُرْطَاجنِّيُّ و غيرُه: من شروط الفصاحةِ أَن تكون الكلمةُ متوسِّطةً من قلَّة الحروف و كثرتها، و المتوسطة ثلاثةُ أَحرف.

المقصد الخامس في بيان الأَفصح‌

قال أَبو الفضل: أَفصحُ الخلقِ على الإِطلاق سيِّدُنا و مولانا رسول اللََّه، صَلَّى اللََّهُ عَلَيهِ وَ سَلَّم، 14- قال صَلَّى اللََّهُ عَلَيهِ وَ سَلَّم : «أَنا أَفصحُ العَرَب» رواه أَصحاب الغَرِيب 14- و رَوَوْه أَيضاً بلفظ «أَنا أَفصحُ منْ نطقَ بالضّادِ بيْد أَنِّي مِنْ قُرَيشِ». و إِن تُكُلِّم في الحديث.

17- و نُقِل عن أَبي الخطَّابِ بن دِحْية : اعْلمْ أَن اللََّه تعالى لما وضَع رسولَه صَلَّى اللََّهُ عَلَيهِ وَ سَلَّم مَوْضِعَ البلاغِ مِنْ وَحْيِه، و نَصَبَه مَنْصِبَ البيانِ لدينه، اختار له من اللُّغَاتِ أَعرَبَها، و من الأَلسن أَفصحها و أَبيَنَها، ثم أَمدَّه بجَوامِع الكَلِم، انتهى.

ثم قال: و أَفصحُ العربِ قُرَيشٌ، و ذلك لأَن اللََّه تعالى اختارَهم من جميع العرب، و اختار منهم محمَّداً صَلَّى اللََّهُ عَلَيهِ وَ سَلَّم، فجعل قريشاً سُكَّانَ حرَمِه وَ وُلاةَ بيتِه، فكانتْ وُفودُ العربِ مِن حُجَّاجِها و غيرِهم يفِدُون إِلى مكَّةَ للحَجِّ، و يَتَحاكمون إِلى قريش، و كانت قريش مع فَصَاحتهَا، و حُسْنِ لُغَاتِها، و رِقَّةِ أَلسِنَتِها، إِذا أَتتْهم الوفودُ من العَربِ تَخيَّروا من كلامِهم و أَشعارِهم أَحسنَ لُغاتِهم، و أَصفى كلامِهِم، فاجتمع ما تَخيَّروا من تِلك اللغاتِ إِلى سَلائِقهم التي طُبعوا عليها، فصاروا بذلك أَفصح العرب، أَلاَ تَرى أَنك لا تَجد في كلامِهم عنعنَةَ تَميمٍ و لا عَجْرفة قيسٍ و لا كَشْكَشَة أَسد و لا كَسكَسةَ ربِيعة.

قلت: قال الفراءُ.

العنعنة في قيس و تميم تَجعل الهمزة المبدوءَة بها عيناً، فيقولون في إِنك عِنّكَ، و في أَسلم عَسلم.

و الكشكشة في ربيعة و مضر يَجعلون بعد كافِ الخِطاب في المؤنث شيناً، فيقولون رأَيتُكِش و مررتُ بكِش.

و الكسكسة فيهم أَيضاً يجعلون بعد الكاف أَو مكانها سيناً في المذكّر.

و الفحفحة في لغة هذيل يجعلون الحاءَ عيناً.

و الوَكَم و الوَهَم كِلاهما في لُغةِ بني كَلْب، من الأَوّل يقولون علَيكِمْ و بِكِمْ، حيث كان قَبل الكاف ياءٌ أَو كسرةٌ، و من الثاني يقولون مِنهِمْ و عنهِمْ و إِن لم يكن قبل الهاء ياءٌ و لا كسرةٌ.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست