نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 492
و الذَّبُّ بالفَتْحِ: الثَّوْرُ الوَحْشِيُالنَّشِيطُ و يقال لهأَيضاً ذَبُّ الرِّيَادِغير مهموزٍ، و هو مجاز، سمِّيَ بذلك لأَنَّهُ يَخْتَلِفُ و لا يَسْتَقِرُّ في مكانٍ واحِدٍ و قيل: لِأَنَّهُ يَرُودُ فَيَذْهَبُ و يَجِيءُ، قال ابنُ مُقْبِل:
و قال أَبو سعيد: إِنما قيل له: ذَبُّ الرِّيَادِ لِأَنَّ رِيَادَه: أَتَانُهُ التي تَرُودُ مَعَهُ، و إِنْ شئتَ جعلتَ الرِّيَادَ: رَعْيَهُ نَفْسهِ لِلْكَلإِ، و قال غيرُه: قيل[له] [1] ذَبُّ الرِّيَادِ لأَنَّه لا يَثْبُتُ في رَعْيِهِ في مكانٍ واحد، وَ لاَ يُوطِنُ مَرْعًى واحِداً. و الأَذَبُّ ، سمَّاه [2]
مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ و قال:
بلاَدٌ بها تَلْقَى الأَذَبَّ كأَنهُ # بها سابِرِيٌّ لاَحَ منه البَنَائِقُ [3]
و أَرَادَ: تَلْقَى الذَّبَّ ، فقَالَ: الأَذَبَّ ، لِحَاجَتِهِ، قال الأَصمعيّ، و فلانٌ ذَبُّ الرِّيَادِ، و من المجاز: فُلاَنٌ ذَبُّ الرِّيَادِ: يَذْهَبُ و يَجِيءُ، هذهِ عن كُراع. و الذُّنْبُبُ كقُنْفُذٍ [أيضاً]، [4] و هذه عن الصاغانيّ.
و شَفَةٌ ذَبَّانَةٌ ، كريَّانَةٍو يوجدُ في بعض النسخِ ذَبَّابَةٌ بباءَيْنِ، و هو خطأٌ، قال شيخنا: يعني أَنها من الأَوصاف التي جاءَت على فَعْلاَنَةٍ، و هي قليلةٌ عند أَكثرِ العربِ، قِيَاسِيَّةٌ لِبَنِي أَسَدٍ، أَي ذَابِلَةٌ.
و الذُّبَابُ مو هو الأَسوَدُ الذي يكون في البيوت يَسْقُطُ في الإِناءِ و الطَّعَامِ، قال الدَّمِيرِيُّ في حياة الحيوان: سُمِّيَ ذُبَاباً لكَثْرَةِ حَرَكَتِه، و اضْطِرَابِه، أَو لأَنَّه كُلَّمَا ذُبَّ آبَ قال:
و الذُّبَابُ أَيضاً: النَّحْلقال ابنُ الأَثير: و 17- في حديث عُمَرَ رضي اللََّه عنه [كتب إلى عامِلِه بالطَّائِفِ في خَلاَيا العَسَلِ و حمايَتها: إنْ أَدَّى ما كان يؤَدِّيه إلى رسول اللََّه صلّى اللََّه عليه و سلّم من عُشُور نحله] [5] «فَاحْمِ لَهُ فإِنَّمَا هُوَ ذُبَابُ الغَيْثِ [6] ». يَعْنِي النَّحْلَ، أَضَافَهُ إِلى الغَيْثِ على معنى أَنه يكونُ مع المَطَرِ حيث كان، و لأَنه يعيشُ بأَكلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ الوَاحِدَةُمن ذُبابِ الطَّعَامِ ذُبَابَةٌ بهاءٍو لا تقل: ذِبَّانَةٌ أَي بِشَدِّ المُوَحَّدَةِ و بعدَ الأَلفِ نُونٌ، و قال في ذُبَابِ النَّحْلِ: لاَ يُقَالُ ذُبَابَة في شيْءٍ من ذلك، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ روى عن الأَحْمَرِ ذُبَابَة ، هكذا وقع في كتاب المُصَنَّفِ روايةِ أَبِي عليٍّ، و أَما في رواية عليِّ بنِ حَمْزَةَ فَحَكَى عن الكسائيّ الشَّذَاةُ [7] : ذُبَابَةُ بعضِ الإِبِلِ، و حُكِيَ عن الأَحْمَرِ أَيْضاً النُّعَرَةُ [8] : ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ على الدَّوَاب، فَأَثْبَتَ الهَاءَ فيهما، و الصوابّ:
ذُبَابٌ ، و هو واحدٌ، كذَا في لسان العرب. و في التهذيب:
وَاحِدُ الذِّبَّانِ ، [ ذُبابٌ ] [9] بِغَيْرِ هَاءٍ، قال: وَ لاَ يُقَالُ: ذُبَابَةٌ ، و في التنزيل وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ اَلذُّبََابُ شَيْئاً[10] فسَّرُوه للواحِدِ ج أَذِبَّةٌ في القِلَّةِ مثلُ غُرَابٍ و أَغْرِبَة قال النابغة:
ضَرَّابَة بالمِشْفَرِ الأَذِبَّهْ
و ذِبَّانٌ بالكَسْرِمثل غِرْبَانٍ، و عن سيبويهِ: و لم يقتصروا به على أَدْنَى العَدَدِ، لأَنهم أَمِنْوا التضعِيفَ، يَعْنِي أَنَّ فُعَالاً لا يُكْسَّرُ في أَدنى العدد على ذِبَّانٍ ، و لو كان مما يُفْضِي [11] بِه إِلى التضعيف كَسَّرُوه على أَفْعِلَةٍ وقد حكى سيبويه مع ذلك: ذُبٌّ ، بالضمفي جمع ذُبابٍ فهو مع هذا الإِدغام على اللغة التميمية، كما يرجعون إِليها فيما كان ثانيه واواً
[3] بالأصل «النبائق»بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بلاد كذا بخطه و في التكملة بلادا بالنصب. و قوله النبائق الصواب البنائق بتقديم الباء على النون جمع بنيقة و هي لبنة القميص».