responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 48

الفنّ و بُسِطَتْ أَياديه، و اشتهر في المدارِس اشتهارَ أَبي دُلَفَ بين مُحتضَره و بادِيه، و خفّ على المدرِّسين أَمْرُه إِذ تناولوه، و قَرُب عليهم مَأْخَذُه فتداوَلُوه و تَنَاقَلُوه.

و لما كان إِبرازُه في غاية الإِيجاز، و إِيجازه عن حدِّ الإِعجاز، تَصدَّى لكشف غوامضه و دقائقه رجالٌ من أَهل العلم، شكر اللََّه سَعْيَهم، و أَدامَ نَفْعَهم، فمنهم من اقتصر على شرح خُطبته التي ضُرِبت بها الأَمثال، و تداولها بالقَبولِ أَهلُ الكَمال، كالمُحِبِّ ابنِ الشِّحنة، و القاضي أَبي الروح عيسى بنِ عبد الرحيم الكَجَراتي، و العَلاَّمة مِيرزا علي الشّيرازيّ، و منهم من تَقيَّد بسائر الكتاب، و غرَّدَ على أفنانِه طائرُه المُستطاب، كالنُّور عليِّ بن غانم المقدسيّ، و العلامّة سَعدي أَفندي، و الشيخ أبي محمد عبد الرؤُوف المَناويّ، و سمّاه «القوْلَ المأْنوس»وَصَلَ فيه إِلى حرف السين المهملة، و أَحيا رُفاتَ دارس رُسومِه المُهملة، كما أَخبرني بعضُ شُيوخ الأَوان، و كم وجَّهْت إِليه رائد الطلب، و لم أَقِف عليه إِلى الآن، و السيّد العلامة فخر الإِسلام عبد اللََّه، ابن الإِمام شرف الدين الحَسني مَلك اليَمن، شارح «نظام الغريب»المتوفّى بحِصن ثُلا، سنة 973، و سماه «كَسْر الناموس». و البدْر محمد بن يحيى القَرافي، و سماه «بهجة النفوس، في المُحاكمة بين الصّحاح و القاموس»جمعها من خُطوط عبد الباسط البَلْقِينِيّ و سعدي أَفندي، و الإِمام اللغوي أَبي العباس أَحمد بن عبد العزيز الفَيْلالي، المتشرّف بخلْعة الحياة حينئذ، شرحه شرحاً حسنَا، رَقَى به بين المحقّقين المقامَ الأَسنى، و قد حدَّثنا عنه بعضُ شيوخنا.

و من أجمع ما كُتِب عليه مما سمعتُ و رأَيتُ شرحُ شيخنا الإِمام اللغويّ أَبي عبد اللََّه محمد بن الطَيِّب بن محمد الفاسيّ، المتولّد بفاس سنة 1110، و المتوفَّى بالمدينة المنوَّرة سنة 1170، و هو عُمدتي في هذا الفنّ، و المقلِّد جِيدي العاطل بِحُلَى تقريرِه المستحسن، و شَرحُه هذا عندي في مجلّدين ضخمين.

و منهم كالمستدرِك لما فات، و المُعترِض عليه بالتعرُّضِ لما ليأت، ، كالسيد العلامة عليّ بن محمد مَعصوم الحُسيني الفارسيّ، و السيد العلامة محمد بن رَسول‌البَرَزنجيّ، و سماه «رجل الطاووس»، و الشيخ المَناويّ في مجلّد لطيف، و الإِمام اللغوي عبد اللََّه بن المَهديّ بن إبراهيم بن محمد بن مسعود الحواليّ الحِميريّ، الملقب بالبحر، من علماء اليمن، المتوفى بالظهرين من بلاد حَجَّة سنة 1061، استدرك عليه و على الجوهريّ في مجلد، و أَتهَم صِيتُه و أَنجد، و قد أَدركه بعض شيوخ مشايخنا، و اقتبس من ضوء مشكاته السنا، و العلامة ملاّ علي بن سلطان الهروي و سماه «الناموس»، و قد تكفل شيخُنا بالرّدّ عليه، في الغالب، كما سنوضحه في أَثناءِ تحرير المطالب، و لشيخ مشايخنا الإِمام أَبي عبد اللََّه محمد بن أَحمد المسناوِيّ عليه كتابةٌ حسنة، و كذا الشيخ ابن حجر المكّيّ له في التحفة مناقشات معه و إِيرادات مستحسنة، و للشهاب الخفاجي في العِناية محاورات معه و مطارحات، ينقل عنها شيخنا كثيراً في المناقشات، وَ بلغني أن البرهان إِبراهيم بن محمد الحلبي المتوفى سنة 900 قد لخّص القاموس في جزءٍ لطيف.

و أيم اللََّه إِنه لمَدْحضَة الأَرْجُل، و مخبرةَ الرِّجال، به يتخلّص الخبيثُ من الإِبريز، و يمتاز الناكِصون عن ذوي التبرِيز.

فلما آنست من تَناهِي فاقَةِ الأَفاضل إِلى استكشافِ غوامِضه، و الغوْص على مُشكِلاتِه، و لا سيّما من انتدب منهم لتدريس علم غريب الحديث، و إِقراء الكُتب الكبار من قوانينِ العربية في القديم و الحديث، فنَاط به الرغبةَ كلُّ طالب، و عشا ضوءَ نارِه كلُّ مُقتبِس، و وجّه إِليه النُّجعةَ كلُّ رائدِ، و كم يتلقّاك في هذا العصرِ الذي قَرِعَ فيه فِناءُ الأَدب، و صَفِر إِناؤه، اللهم إِلا عن صَرِمَة لا يُسْئِر مِنها القابِض، و صُبابة لا تَفْضُل عن المُتبرِّض من دَهْماءِ المنتحلين بما لم يُحسنوه، المتشبِّعين بما لم يَملِكُوه، من لو رجعْتَ إِليه في كَشْفِ إِبهام مُعضِلة لَفتَلَ أَصابِعه شَزْراً، و لا حمرَّت دِيباجتَاه تَشرُّراً، أَو تَوقَّح فَأَساءَ جابةً، فافتضح و تكشف عَواره، قرَعْتُ ظُنبوب اجتهادي، و استسعَيْتُ يَعْبوب اعتنائي، في وضع شرحٍ عليه، ممزوجِ العبارة، جامعٍ لموادّه بالتصريح في بعضٍ و في البعض بالإِشارة، وافٍ ببيان ما اختلَف من نُسخه، و التصويب لما صحّ منها مِن صحيح الأُصول، حاوٍ لذِكْر نُكَتِه و نوادِره، و الكشفِ عن‌

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست