و 16- في حديث حُنَيْن «ثمَّ انْتَزَعَ طَلْقاً مِنْ حَقَبِهِ » [2] . أَي منَ الحَبْلِ المَشْدُودِ على حَقْوِ البَعِيرِ أَو من حَقِيبَتِه ، و هي الرِّفَادَةُ [3] التي تُجْعَلُ في مُؤَخَّرِ القَتَبِ وَ الوِعَاءُ الذي يَجْعَلُ فيه الرَّجُلُ زَادَهُ.
و المُحْقِبُ[4] كمُحْسِنٍ: المُرْدِفُ، و أَحْقَبَه : أَرْدَفَهُ، و 16- في حديث ابن مَسْعُودٍ [5] «فيكمُ اليوْمَ المُحْقِبُ النَّاسَ دِينَهُ» [6] .
أَرَادَ الذي يَجْعَلُ دِينَهُ تابعاً لدِينِ غَيْرِه بلا حُجَّةٍ و لا بُرْهَانٍ و لا رَوِيَّةٍ، و هو من الإِرْدَافِ عَلَى الحَقِيبَةِ .
و المُحْقَبُ بفَتْحِ القَافِ: الثَّعْلَبُلِبَيَاضِ إِبْطَيْهِ [7] ، و أَنْشَدَ بعضُهم لأُمِّ الصَّرِيحِ الكِنْدِيَّةِ، و كانَتْ تَحْتَ جَرِيرٍ فَوَقَعَ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ أُخْتِ جريرِ لِحَاءٌ و فخَارٌ فقالَتْ:
أَ تَعْدِلِينَ مُحْقَباً بِأَوْسِ # و الخَطَفَى بِأَشْعَثَ بنِ قَيْسِ
مَا ذَاكِ بالحَزْمِ و لاَ بالكَيْسِ
عَنَتْ بذلكَ أَنَّ رِجَالَ قَوْمِهَا عِنْدَ رِجَالِهَا كالثَّعْلَبِ عند الذِّئْبِ، و أَوْسٌ هو الذِّئبُ.
و احْتَقَبَهُ على ناقَتِه: أَرْدَفَهُ خَلْفَهُ على حَقِيبَةِ الرَّحْلِ، و هو مَجَازٌ، و احْتَقَبَ فلانٌ الإِثْمَ: جَمَعَهُ، و احْتَقَبَه من خَلْفِهِ، و قال الأَزهريّ: الاحْتِقَابُ : شَدُّ الحَقِيبَةِ من خَلْفٍ، و كذلك ما حُمِلَ من شيءٍ من خَلْف، يقال احْتَقَب و استَحْقَبَ ، و احْتَقَبَ خَيْراً أَوْ شَرَّاً.
و اسْتَحْقَبَه : ادَّخَرَه، على المَثَلِ، لأَنَّ الإِنسانَ حَامِلٌ لِعَمَلِه و مُدَّخِرٌ له، و في الأَساس: و من المجاز: احْتَقَبَهُ و اسْتَحْقَبَهُ أَي احْتَمَلَهُ [8] ، قال الأَزهريّ: و مِنْ أَمْثَالِهِم « اسْتَحْقَبَ الغَزْوُ أَصْحَابَ البَرَاذِينِ» [9] يقالُ ذلكَ عند تَأْكِيدِ كُلِّ أَمْرٍ ليس منه مَخْرَجٌ.
و الحِقْبَةُ ، بالكَسْرِ، من الدَّهْرِ: مُدَّةٌ لا وَقْتَ لها، و السَّنَةُ، ج حِقَبٌ كِعنَبٍ، و حُقُوبٌ مِثْلٌ حُبُوبٍكحِلْيَةٍ و حُلِيٍّ.
و الحُقْبَةُ بالضَّمِ: سُكُونُ الرِّيحِ، يَمَانِيَةٌ، يقال: أَصَابَتْنَا حُقْبَةٌ في يَوْمِنَا.
و الحُقْبُ بالضَّمِ و الحُقُبُ بِضَمَّتَيْنِ: ثَمَانُونَ سَنَةًو السَّنَةُ ثَلاَثمائَة و سِتُّونَ يَوْماً، اليَوْمُ منها: أَلْفُ سَنَةٍ من عَدَدِ الدُّنْيَا، كذا قالَهُ الفَرَّاءُ في قوله تعالى لاََبِثِينَ فِيهََا أَحْقََاباً[10] و مثلُه قال الأَزهريُّ، أَوْ أَكْثَرُمن ذلك، و الحُقْبُ : الدَّهْرُ و الحُقْبُ : السَّنَةُ أَو السِّنُونَ، و هما لِثَعْلَبٍ، و منهم من خَصَّصَ في الأَوّل لُغَةَ قَيْسٍ خَاصَّةً ج الحُقْبِ : حِقَابٌ ، مِثْلُ قُفٍّ و قِفَاف، و جَمْعُ الحُقُبِ بضَمَّتَيْنِ أَحْقَابٌ و أَحْقُبٌ حَكَاهُ الأَزهريُّ، و قال الأَحْقَابُ : الدُّهُورُ، و قِيلَ: بلِ الأَحْقَابُ و الأَحْقُبُ جَمْعُهُمَا.
و الحَقْبَاءُ : فَرَسُ سُرَاقَةَ بن مِرْدَاسٍأَخِي العَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ، لِمَا بِحَقْوَيْهَا مِن البَيَاضِ و الحَقْبَاءُ القَارَة المَسْتَرِقَّة [11]الطَّوِيلَةُ في السَّمَاءِقال امرؤ القَيْسِ: