responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 419

اَلْحِسََابِ * [1] أَيْ حِسَابُهُ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ، و كُلُّ وَاقِع فهو سَرِيعٌ، و سُرْعَةُ حِسَابِ اللََّهِ أَنَّهُ لاَ يَشْغَلُهُ حِسَابُ وَاحِدٍ عَن مُحَاسَبَةِ الآخَرِ، لأَنَّه سُبْحَانَه لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ و لا شَأْنٌ عن شأَنٍ، و قولُه تعالى‌ يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ بِغَيْرِ حِسََابٍ * [2] أَيْ بِغَيْرِ تَقْتِيرٍ و لا تَضْيِيقٍ‌ [3] ، كقولك: فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِغَيْرٍ حِسَابٍ ، أَيْ يُوَسِّعُ النَّفَقَةَ و لاَ يَحْسُبُهَا ، و قد اخْتُلِفَ في تفسيرِه فقال بعضُهُم: بغَيْرِ تَقْدِيرٍ على أَحَدٍ بالنُّقْصَانِ، و قال بعضُهم: بغَيْرِ مُحَاسَبَةٍ ، أَي لا يَخَافُ أَنْ يُحَاسِبَهُ أَحَدٌ عليه، و قِيلَ: بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ [3] ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَ لاَ يَظُنُّهُ كَائِناً، مِنْ حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ، و جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ أَحْسُبُ ، أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ. كذا في لسان العرب، و قد أَغْفَلَهُ شَيْخُنَا و حَسَبَهُ أَيْضاً حِسْبَةً مِثْل القِعْدَةِ و الرِّكْبَةِ، حَكَاهُ الجوهريُّ، و ابنُ سِيدَه في المحكم، و ابنُ القَطَّاعِ و السَّرَقُسْطِيُّ و ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ و صاحِبُ الوَاعِي، قال النابغةُ:

فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا # و أَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذلك العَدَدِ

أَيْ حِسَاباً ، وَ رُوِيَ الفَتْحُ، و هو قَلِيلٌ، أَشَار له شَيْخُنَا.

و الحِسَابُ و الحِسَابَةُ : عَدُّكَ الشَّي‌ءَ و حَسبَ الشي‌ءَ، يَحْسُبُهُ حَسْباً و حِسَاباً و حِسَابَةً أَوْرَدَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ و ابنُ القَطَّاع و الفِهْرِيُ‌ بِكَسْرِهِنَ‌أَي في المَصَادِرِ المَذْكُورَةِ ما عَدَا الأَوَّلَيْنِ: عَدَّهُ‌أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد الأَسَدِيِّ:

يَا جُمْلُ أُسْقِيتِ بِلاَ حِسَابَهْ # سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ

قَتَلْتِنِي بِالدَّلِّ و الخِلاَبَهْ‌

وَ أَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ: يا جُمْلُ أَسْقَاكِ و الصَّوَابُ ما ذَكَرْنَا، و الرِّبَابَةُ بالكسْرِ: القِيَامُ عَلى الشَّيْ‌ءِ بإِصلاَحِهِ و تَرْبِيَتِهِ، و حَاسَبَهُ مِن المُحَاسَبَةِ . و رَجُلٌ حَاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وَ حُسَّابِ و المَعْدُودُ: مَحْسُوبٌ يُسْتَعْمَلُ على أَصْلِهِ. وعلى‌ حَسَبٌ ، مُحَرَّكةًو هو فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ بمَعْنَى منْفُوضٍ، حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ، و صَرَّحَ به كُرَاع في المُجَرَّدِ و منه‌قَوْلُهُمْ: لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ، أَي على قَدْرِهِ و عَدَدِهِ، و هذَا بِحَسَبِ ذَا أَي بِعَدَدِهِ و قَدْرِهِ‌و قال الكِسَائِيُّ: ما أَدْرِي مَا حَسَبُ حَدِيثكَ أَيْ ما قَدْرُهُ، وَ قَدْ يُسَكَّنُ‌في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. و من سَجَعَاتِ الأَسَاس: و مَنْ يَقْدِرُ على عَدِّ الرَّمْلِ و حَسْبِ الحَصَى، و الأَجْرُ على حَسَبِ المُصِيبَةِ أَي‌[على‌] [4] قَدْرِهَا. و في لسان العرب: الحَسَبُ :

العدد [5] المعدود. و الحَسَبُ و الحَسْبُ : قَدْرُ الشَّيْ‌ءِ كقَوْلك:

الأَجْرُ بِحَسَبِ ما عَمِلْتَ و حَسْبِه [أَي قدره‌] [6] ، و كَقَوْلِك عَلَى حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إِلَيَّ شُكْرِي لك. يقول: أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بَلاَئِكَ عندي أَي على قَدْرِ ذلك.

و الحَسَبُ مُحَرَّكَةً: مَا تَعُدّهُ مِن مَفَاخِرِ آبَائِكَ‌، قاله الجَوْهَرِيُّ و عليه اقْتَصَرَ ابن الأَجْدَابِيّ في الكفايَةِ، و هو رَأْيُ الأَكْثَرِ، و إِطْلاَقُه عليه على سَبِيلِ الحَقِيقَةِ، و قال الأَزهريُّ:

إِنَّما سُمِّيَتْ مَسَاعِي الرَّجُل و مَآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً لِأَنَّهُمْ كانوا إِذا تَفَاخَرُوا عَدَّ الفَاخِرُ [7] منهم مَنَاقِبَهُ وَ مآئِرَ آبَائِهِ و حَسَبَهَا ، أَو الحَسَبُ : المالُ‌و الكَرَمُ: التَّقْوَى، كَمَا وَرَدَ في الحَدِيثِ يَعْنِي: الذي يَقُومُ مَقَامَ الشَّرَفِ و السَّرَاوَةِ إِنَّمَا هو المَالُ، كذا في الفَائِقِ، و 16- في الحَدِيثِ « حَسَبُ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ».

أَيْ أَنَّهُ يُوَقَّرُ لِذلك حيث هو دَلِيلُ الثَّرْوَةِ و الجِدَةِ أَوِ الحَسَبُ :

الدِّينُ‌، كِلاَهُمَا [8] عن كُرَاع، و لاَ فِعْلَ لهما، أَو الحَسَبُ :

الكَرَمُ أَوهو الشَّرَفُ في الفِعْلِ‌حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ، و تَصَحفَّ على شَيْخِنَا فَرَوَاهُ: في العَقْلِ و احْتَاجَ إِلى التَّكَلُّفِ‌ أَوهو الفَعَالُ الصَّالِحُ‌، و في نُسْخَةٍ: الفِعْلُ، و النَّسَبُ: الأَصْلُ الحَسَنُ مِثْلُ الجُودِ و الشَّجَاعَةِ و حُسْنِ الخُلُقِ و الوَفَاءِ. و في الحَدِيثِ «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِمَالِهَا و حَسَبِهَا و مِيسَمِهَا و دِينِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»قالَ ابنُ الأَثِيرِ قِيلَ النَّسَبُ‌ [9] هَاهُنَا: الفَعَالُ الحَسَنُ، قال الأَزهريُّ:

و الفُقَهَاءُ يَحْتَاجُونَ إِلى مَعْرِفَةِ الحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ به مَهْرُ


[1] سورة البقرة الآية 202.

[2] في اللسان: «و تضييق».

[3] في اللسان نقل هذا القول عن الأزهري في تفسيره لقوله تعالى:

وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاََ يَحْتَسِبُ .

[4] عن الأساس.

[5] اللسان: العدّ.

[6] عن اللسان.

[7] اللسان: المفاخر.

[8] كذا، و في اللسان: و الحسب الدين، و الحسب: البال (عن كراع) .

[9] في النهاية و اللسان: «الحسب».

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست