و الأَحْدَبُ : الشِّدَّةُ، و خُطَّةٌ حَدْبَاءُ ، و أُمُورٌ حُدْبٌ ، و سَنَةٌ حَدْبَاءُ : شَدِيدَةٌ، بارِدَةٌ، شُبِّهَتْ بالدَّابَّةِ الحَدْبَاءِ و الأَحْدَبُ :
و حَدَابِ كقَطَامِمَبْنِيٌّ على الكَسْرِ. السَّنَةُ المُجْدِبَةُ الشَّدِيدَةُ القَحْطِ، و حَدَابِ : ع، و يُعْرَبُأَي يُسْتَعْمَلُ مُعْرَباً أَيضاً، نَقَلَه الفراء، و هو المعروفُ المشهورُ، قال جرير:
و الحُدَيْبِيَةُ مُخَفَّفَةً كدُوَيْهِيَةٍنقَلَه الطُّرْطُوشِيُّ في التفسير، و هو المنقول عن الشافعيّ، و قال أَحْمَدُ بنُ عِيسَى [3] :
لاَ يَجُوزُ غيرُهُ، و قال السُّهَيْلِيُّ: التَّخْفِيفُ أَكْثَرُ [4] عندَ أَهلِ العربية، و قال أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: سأَلتُ كلَّ مَنْ لَقيتُ ممن وَثِقْتُ [5] بعِلْمِه من أَهلِ العَرَبِيّة عنِ الحُدَيْبِيةِ فلم يَخْتَلِفوا علَى أَنَّهَا مُخففَةٌ، و نقَلَه البَكْرِيُّ عنِ الأَصمعيِّ أَيضاً، و مِثْلُه في المَشَارِق و المَطَالع، و هو رأْيُ أَهْلِ العِرَاقِ و قَدْ تُشَدَّدُ يَاؤُهَا، كما ذَهَب إِليه أَهلُ المَدِينَةِ، بَلْ عامَّةُ الفُقَهَاءِ و المُحَدِّثِينَ، و قال بعضُهُم: التَّخْفِيفُ هو الثَّابِتُ عند المُحَقِّقِينَ، و التثقيل عندَ أَكْثَرِ المُحَدِّثِينَ، بل كثيرٌ من اللُّغَوِيِّينَ و المُحَدِّثِينَ أَنْكَرَ التخفيفَ، و في العناية:
المُحَقِّقُونَ على التَّخْفِيفِ كما قاله الشافعيُّ و غيرهُ، و إِن جَرى الجمهورُ على التشديدِ، ثم إِنهم اختلفوا فيها، فقال في المصباح: إِنَّهَا بِئرٌ قُرْبَ [6] مَكَّةَ، حَرَسَهَا اللََّه تعالى، على طَرِيقِ جُدَّةَ دُونَ مَرْحَلَةٍ، و جَزَمَ المُتَأَخِّرُونَ أنها قَرِيبَةَ من قَهْوَة الشُّمَيْسِيّ، ثم أُطلِق على المَوْضِعِ، و يقال:
بعضُها [7] في الحِلِّ و بعضُهَا [7] في الحَرَمِ، انتهى، و يقال، إِنَّها وادٍ بَيْنَهُ و بينَ مَكَّةَ عَشَرَةُ أَميالٍ أَو خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلاً، على طريق جُدَّةَ، و لذا قيل: إِنَّهَا على مَرْحَلَةٍ من مَكَّةَ أَو أَقلَّ من مَرْحَلَةٍ، و قيل: إِنها قَرْيَةٌ ليست بالكَبِيرَةِ سُمِّيَتْ بالبِئرِ التي هُنَاكَ عندَ مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، و بينَهَا و بينَ المَدِينَةِ تِسْعُ مَرَاحِلَ، و مَرْحَلَةٌ إِلى مكةَ، و هي أَسْفَل مَكَّةَ، و قال