قال ابن بَرِّيّ: المَشْهُورُ عند الرُّوَاةِ مِنْ حِبَابِكِ ، بكسر الحاءِ، و فيه وَجْهَانِ، أَحدُهما أَن يكون مصدرَ حَابَبْتُه مُحَابَّةً و حِبَاباً ، و الثاني أَنْ يَكُونَ جَمْعَ حُبٍّ ، مثل عُشّ و عِشَاش، و رواهُ بعضُهُم: من جَنَابِكِ، بالجيم و النون، أَي من نَاحِيَتِك و قال أَبو زيد: أَحَبَّه اللََّهُ، و هو مُحِبٌّ بالكسْرِ، و مَحْبُوبٌ على غير قياسٍهذَا الأَكثرُ قال: و مِثْلُهُ مَزْكُومٌ و مَحْزُونٌ و مَجْنُونٌ و مَكْزُوزٌ وَ مَقْرُورٌ، و لذلك [2] أَنهم يقولون: قَد فُعِلَ، بغير أَلِفٍ في هذا كله، ثم بُنِيَ [3] مفْعُولٌ على فُعِلَ و إِلاّ فلا وَجْهَ له، فإِذَا قالُوا: أَفْعَلَه اللََّهُ فهو كله بالأَلف، و حكى اللِّحْيَانِيُّ عن بني سُلَيْمٍ: ما أَحَبْتُ ذلكَ أَي ما أَحْبَبْتُ ، كما قالوا: ظَنْتُ ذلك، أَي ظَنَنْتُ، و مثلُه ما حكاه سيبويه من قولهم: ظَلْتُ، و قال:
فِي سَاعَةٍ يُحَبُّهَا الطَّعَامُ
أَي يُحَبُّ فِيهَا وقد قِيلَ مُحَبٌّ بالفَتْح على القياسِ و هو قليلٌقالَ الأَزهريُّ: و قد جاءَ المُحَبُّ شاذًّا في قولِ عنترةَ [4] :
وحكى الأَزهريُّ عن الفراء قال: و حَبَبْتُه أَحِبُّه بالكَسْر
9 *
لُغَةٌ حُبًّا بالضَّمِّ و الكَسْرِفهو مَحْبُوبٌ ، قال الجوهريّ: و هو شَاذٌّ لأَنَّهُ لا يَأْتِي في المضاعف يَفْعِلُ بالكَسْرِ إِلاّ و يَشْرُكُه [5]
يَفْعُلُ بالضَّمِّ إِذا كان مُتَعَدِّياً، ما خَلا هذَا الحَرْفَ، و كَرِهَ بعضُهُمْ حَبَبْتُه و أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيح، و هو قولُ غَيْلاَنَ بنِ شُجَاعٍ النَّهْشَلِيِّ:
و كان أَبو العباس المبرِّدُ يَرْوِي هذا الشِّعْرَ:
وَ كَانَ عِيَاضٌ منه أَدْنَى و مُشْرِقُ.
و عَلَى هذه الرِّوَاية لا يكون فيه إِقْوَاءٌ. وحكى سيبويهِ:
حَبَبْتُهُ و أَحْبَبْتُه بِمَعْنًى و اسْتَحْبَبْتُه كَأَحْبَبْتُهُ ، و الاسْتحْبَابُ كالاستِحْسَانِ.
و الحَبِيبُ و الحُبَابُ بالضَّمِّ، وكَذَا الحِبّ بالكَسْرِ، و الحُبَّةُ بالضَّمِمع الهاء كُلُّ ذلك بمعنى المَحْبُوب ، و هي أَي المَحْبُوبَةُ بهاء، و تَحَبَّب إِليه: تَوَدَّدَ، و امرأَةٌ مُحِبَّةَ لزَوْجِهَا، و مُحِبٌّ أَيضاً، عن الفراء، و عن الأَزهريّ: حُبَّ الشَّيءُ فهو مَحْبُوبٌ ثم لا تَقُلْ [6] : حَبَبْتَهُ ، كما قالوا جُنَّ فهو مَجْنُونٌ، ثم يقولون: أَجَنَّه اللََّهُ، و الحِبُّ بالكَسْرِ: الحَبِيبُ ، مثل خِدْنٍ و خَدِينٍ، و كان زيدُ بنُ حارِثَةَ يُدْعَى حِبَّ رَسُولِ اللََّهِ صلّى اللّه عليه و سلّم، و الأُنْثَى بالهاء، و 14- في الحديث «و مَنْ يَجْتِرِئُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رسولِ اللََّه صلّى اللّه عليه و سلّم»أَي مَحْبُوبُهُ ، و كان صلّى اللّه عليه و سلّم يُحِبُّه كَثِيراً. و 14,15- في حديث فاطمةَ رضي اللََّه عنها قالَ لَهَا رسولُ اللََّه صلّى اللََّه عليه و سلّم[عَنْ عائشة] [7] «إِنَّهَا حِبَّةُ أَبِيكِ». الحِبُّ بالكسر: المَحْبُوبُ و الأُنْثَى: حِبَّةٌ و جَمْعُ الحِبِّ بالكسر أَحْبَابٌ و حِبَّانٌ بالكسر و حُبُوبٌ و حِبَبَةٌ[8] بالكسر مُحَرَّكَةً، و حُبٌّ بالضمو هذه الأَخيرةُ إِما أَنها جَمْعٌ عَزِيزٌ أَو أَنها اسمُ