أَي جاع حتى كأَنَّه يَمْشِي في [2] جانِب مُتَعَقِّباً، بالباء المُوحَّدِة، كذا في النَّسخ عن ابن الأَعرابيّ و مثله في المُحْكَم، و في لسان العرب متَعَقِّفاً بالفَاءِ بدَلَ البَاءِ، و قَالوا:
الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ، أَي ناحِيَتَيْهِ، و هو أَشَدُّ الحَرِّ.
و جانَبَه مُجَانَبةً و جِنَاباً بالكسر: صارَ إِلى جَنْبِه ، و في التنزيل: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يََا حَسْرَتىََ عَلىََ مََا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللََّهِ[3] أَي جانِبِه و حقِّهِ، و هو مجازٌ كما في الأَساس، و قال الفرّاءُ: الجَنْبُ : القُرْبُ، و في جَنْبِ اللََّهِ أَي في قُرْبِه و جِوارِه، و قال ابن الأَعرابيّ: فِي جَنْبِ اَللََّهِ أَي في قُرْبِ اللََّهِ منَ الجَنَّةِ، و قال الزجّاج: في طَرِيقِ اللََّه الذي دعَانِي إِليه، و هو تَوْحِيدُ اللََّهِ و الإِقْرارُ بِنُبُوَّةِ رسُولِهِ محمدٍ صلّى اللََّه عليه و سلّم. و جانَبَه أَيضاً: باعَدَهأَي صار في جانبٍ غيرِ جانِبِه فهو ضِدُّ، وقَوْلهم اتَّقِ اللََّه في جَنْبِهِ أَي فلانِ و لاَ تَقْدَحْ في ساقِهِأَي لا تقْتُلْهُكذا في النُّسخِ، من القَتْلِ، و في لسان العرب:
لاَ تَغْتَلْهُ [4] مِنَ الغِيلَةِ، و هو في مُسوَّدَةِ المُؤَلّفِ و لاَ تَفْتِنْه، و هو المثَل و قَدْ فُسِّر الجَنْبُ هاهنا بالوَقِيعةِ و الشَّتْمِو أَنشد ابن الأَعرابيّ:
خَلِيلَيَّ كُفَّا و اذْكُرَا اللََّه فِي جنْبِي
أَي فِي الوَقِيعةِ فيَّ، قال شيخُنَا نَاقِلاً عن شيخِه سيِّدِي محمدِ بنِ الشاذِلِيِّ: لَعَلَّ مِنْ هذَا قَوْلَ الشاعرِ:
و قال في شطر ابنِ الأَعرابيّ: أَي في أَمْرِي، قلتُ: و هذا الذي ذهبَ إِليه صحيحّ، 16- و في حديث الحُديْبِيَةِ كأَنَ [5]
اللََّه قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المُشْرِكِينَ. أَراد بِالجَنْبِ الأَمْرَ أَوِ القِطْعَةَ [من الشيء] [6] ، يقالُ ما فَعلتَ في جَنْبِ حاجتِي، أَي في أَمْرهَا، كذا في لسان العرب، وكذلك جارُ الجَنْبِ أَيِ اللاَّزِقُ بكَ إِلى جَنْبِكَ ، وقِيلَ الصَّاحِبُ بالجَنْبِ هو صاحِبُكَ فِي السَّفَرو قِيلَ: هو الذي يَقْرُبُ منكَ و يكونُ إِلى جَنْبِكَ ، و فُسِّر أَيضاً بالرّفِيقِ في كلّ أَمرٍ حَسَنٍ، و بالزَّوْجِ، و بِالمرْأَةِ، نَصَّ على بعضِه في المحكم وكذلك: جارٌ جُنُبٌ ذُو جَنَابةٍ مِنْ قومٍ آخَرِينَ، و يضافُ فيقال: جارُ الجُنُب ، و في التهذيب الجارُ الجُنُبُ بِضَمَّتَيْنِهو جارُكَ مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَو في نسخة التهذيب: منْ جَاوَرَكَ و نَسَبُهُ في قَوْم آخَرِينَ، و قيل هو البعِيدُ مُطْلَقاً، و قِيلَ: هُوَ مَنْ لاَ قَرابةَ له حقِيقَةً، قاله شيخُنا.
و جَنَابَتَا الأَنْفِ و جَنْبَتَاهُ بسُكُونِ النُّونِ و يُحرَّكُ: جنْبَاهُ و قال سيبويه: هُما الخَطَّانِ اللذانِ اكْتَنَفَا جَنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيَةِ، و الجمْعُ: جَنَائِبُ .
و المُجَنَّبةُ بفَتْح النونِأَي مع ضَمِّ الميم على صِيغةِ اسم المفعول: المُقَدَّمةُمن الجيْشِ و المُجَنِّبَتَانِ بالكسر، مِنَ الجيْشِ: المَيْمَنَةُ و المَيْسَرةُو 14- في حديث أَبي هُريرةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صلّى اللّه عليه و سلّم بعَثَ خَالِدَ بنَ الولِيدِ يوْمَ الفَتْحِ علَى المُجَنِّبةِ اليُمْنَى، و الزَّبيْرَ علَى المُجَنِّبةِ اليُسرَى، و اسْتَعْمَلَ أَبا عُبيْدةَ علَى البَياذِقَةِ، و هُمُ الحُسَّرُ». و عن ابن الأَعرابيّ: يقالُ:
أَرْسَلُوا مُجَنِّبتَيْنِ ، أَي كتيبَتَيْنِ أَخَذَتَا و جَنْبَتَا [7] الوادِي:
ناحِيَتَاهُ، و كَذَا جانِباه ، و المُجَنِّبَةُ اليُمْنَى هي مَيْمَنةُ العسْكَرِ، و المُجنِّبَةُ اليُسْرَى هي المَيْسَرةُ، و هُما مُجنِّبَتَانِ ، و النُّونُ مكْسُورةٌ، و قيلَ هي الكَتِيبَةُ التي تأْخُذ إِحْدَى نَاحِيَتَيِ الطَّرِيقِ، قال: و الأَوَّلُ أَصحُّ، و الحُسَّرُ: الرَّجَّالَةُ، و منه 16- حديث «الباقِيَات الصَّالحَات هُنَّ مُقَدِّماتٌ و هُنَّ مُعقِّبَاتٌ و هُنَّ مُجَنِّبَاتٌ ».
و جَنَبَهُ أَيِ الفَرَس و الأَسِيرَ يَجْنُبُه جَنَباً مُحرَّكَةً و مَجْنَباً
[7] بهامش المطبوعة المصرية: «كذا بخطه بالألف على لغة من يلزم المثنى الألف اهـ»و في اللسان: أخذتا ناحيتي الطريق (هذا عن ابن الأعرابي) و فيه: و جنبتا الوادي....
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 378