وَ ببَّةُ الجُهِنيُّ: صَحَابِيٌّ، و يُقَالُ فيه نَبَّةُ بالنُّونِ و نُبَيْة مُصَغَّراً أَيْضاً، كَذَا في مُعْجَمِ ابْنِ فَهْد.
و البَبُّ : البَأْجُ، و الغُلاَمُالسَّائِلُ و هو السَّمِينُ، عن ابن الأَعْرَابيّ.
17- و جَاءَ في كِتَابِ البُخَارِيِّ «قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عنه : لَئنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأُلْحِقَنَّ آخِرَ النَّاسِ بِأَوَّلِهِمْ حَتَّى يَكُونُوا بَبَّاناً وَاحِداً». و فِي طَرِيقٍ آخَرَ «إِنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ النَّاسَ بَيَّاناً وَاحِداً».ويُقَالُ هُمْ بَبَّانٌ وَاحدٌ، وهُمْ عَلَى بَبَّانٍ وَاحِدٍ هذَا هو المشهُورُ و يُخَفَّفُ، مَالَ إِليه أَبُو عَليٍّ الفارسيُّ، بَلْ رَجَّحَه حَيْثُ نقلَ عنه ابنُ المُكرَّمِ [2] أَنَّه فَعّالٌ من بَابِ كَوْكَبٍ و لا يَكونُ فَعْلاَناً [3] لأَنَّ الثلاَثَةَ لا تَكُونُ مِن مَوْضِعٍ واحِدٍ، قال [4] : و بَبَّةُ يَرُدُّ قَوْلَ أَبِي عَلِيٍّ.
قُلْتُ: هُوَ اسْمُ صَوْت لاَ يُعْتَدُّ بِهِ. أَيْعَلَى طَرِيقَةو هُمْ بَبَّانٌ وَاحِدٌ أَيْ سَوَاءٌ كَمَا يُقَالُ: بَأْجٌ وَاحدٌ. و في قوْل عُمَرَيُرِيدُ التَّسْوِيَةَ في القَسْمِ و كَانَ يُفَصِّلُ المُجَاهدينَ [5] و أَهْلَ بَدْر في العَطَاءِ، قال أَبُو عَبْدِ الرَّحْمََنِ بنُ مَهْدِيّ: أَيْ [6] شَيْئاً وَاحداً، قال أَبُو عُبَيْدٍ: وَ لاَ أَحْسَبُ الكَلِمَةَ عَرَبِيَّةً، قَالَ: و لَمْ أَسْمَعْهَا في غَيْرِ هذَا الحَديث، و قال أَبُو سَعيدٍ الضَّرِيرُ: لاَ يُعْرَفُ بَيَّانٌ في كَلاَمِ العَرَبِ، قال: و الصَّحيحُ عِنْدَنَا «بَيَّاناً وَاحداً»قَالَ و أَصْلُ هذه الكَلِمَة أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ إِذَا ذَكَرَتْ مَنْ لاَ يُعْرَفُ: هَذَا هَيَّانُ بْنُ بَيَّان ، كَمَا يُقَالُ: طَامرُ بْنُ طَامِرٍ. قَال: فالمَعْنَى لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي العَطَاءِ حَتَّى يَكُونُوا شَيْئاً وَاحِداً، وَ لاَ أُفَضِّلُ أَحَداً عَلَى أَحَدِ، قال الأَزْهَرِيُّ:
لَيْسَ كَمَا ظَنَّ، وَ هذَا حديث مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهْلُ الإِتْقَان، و كَأَنَّها لُغَةٌ يمانيَةٌ و لم تَفْشُ في كلام مَعَدٍّ، و قال الجوْهرِيّ:
هذا الحرْفُ هكذا سُمِعَ، و نَاسٌ يَجْعَلُونَهُ من هيَّانَ بن بَيَّانَ، قال: و لا أَراهُ محْفُوظاً عن العَرب، قال أَبُو مَنْصُورٍ: بَيَّانُ حَرْفٌ رواهُ هِشَامُ بنُ سعْدٍ و أَبُو مَعْشَرٍ عن زيد بن أَسْلَمَ عن أَبِيهِ: سمعْتُ عُمَر. و مثْلُ هؤُلاَءِ الرُّوَاةِ لاَ يُخْطئونَ فيُغَيِّرُوا، و بَبَّانُ و إِنْ لَمْ يكُنْ عربِيًّا مَحْضاً فهو صحِيحٌ بهذَا المَعْنَى، و قال الليثُ: بَبَّانُ علَى تَقْدير فَعْلاَنَ، و يقال عَلى تَقْدِيرِ فَعَّالٍ، قال: و النُّونُ أَصْلِيَّةٌ و لا يُصَرَّفُ منه فعْلٌ، قال: و هُو و البَأْجُ بمَعْنًى وَاحِدٍ، و قال الأَزْهَريّ وَ بَبَّانُ كَأَنَّهَا لُغَةٌ يَمَانيةٌ، و حَكَى ثَعْلَبٌ: النَّاسُ بَبَّانٌ وَاحِدٌ لاَ رَأْسَ لَهُمْ، و قال شيخُنَا: و اخْتَلَفُوا في مَعْنَاهُ عَلَى ثَلاَثَة أَقْوَال:
أَحدُهَا و هو قَوْلُ الأَكْثَرِ أَنَّهُ الشَّيْءُ الوَاحدُ، و قال الزمخشريُّ: الضَّرْبُ الوَاحِدُ.
و ثانِيهِمَا: الجَمَاعَةُ و الاجْتِمَاع، و إِليهِ مَالَ أَبُو المُظَفَّر و غيرُه.
ثَالِثَها أَنَّهُ المُعْدِمُ الذِي لا شَيْءَ له، كما نقله عيَاض عنِ الطَّبْرِيّ، و ذكرَهُ في التوشيح أَيضاً، و إِنْ أَغْفَلُوه تقْصيراً، انتهى.
و البأْبَبَة : هَدِيرُ الفَحْلِفي تَرْجيعه تَكْرَاراً له [7] ، قال رُؤبة: