أَرُبُوا أَي وَثِقُوا أَنِّي لهم واحِدٌ، و أَنَاصِيرِي ناؤُونَ عَنِّي، و كَأَنَّ أَرُبوا من تَأْرِيبِ العُقْدَةِ أَيْ من الأَرْبِ . و قال أَبو الهَيْثَم: أَي أَعْجَبَهُم ذاكَ فصارَ كأَنه حَاجَةٌ لهم في أَن أَبقَى مُغْتَرِباً نَائِياً عن أَنْصَارِي.
و أَرَبَ فُلاَناً: ضَرَبَه [1] عَلَى إِرْبٍ ، بالكَسْر، أَي عُضْوٍ لَهُ. و قال ابنُ شُمَيْل: أَرِبَ في الأَمْرِ، أَي بَلَغَ فيه جُهْدَه وَ طَاقَتَه و فَطنَ له، و قد تَأَرَّبَ في أَمْرِه.
و الأُرَبَى بفَتْح الرَّاءِو الموحَّدةِ مع ضَمّ أَوله مَقْصُوراً، هكذا ضبطه ابنُ مالكٍ و أَبو حَيَّانَ و ابنُ هِشَام: الدَّاهِيَةُأَنشد الجوهريُّ لابنِ أَحْمَرَ:
و هِيَ أَحَدُ أَيْسَارِ الجَزُورِ، و هي الأَنْصباءُ.
و التَّأْرِيبُ أَيضاً: الشُّحُّ و الحِرْصُ، قاله أَبُو عُبَيْدٍ، و أَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعَهُ مُوَفَّراً يُقَالُ: أَعْطَاهُ عُضْواً مُؤَرَّباً ، أَي تَامًّا لم يُكْسَرْ، و عُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ 16- و في الحديثِ «أَنَّهُ أَتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبَة فأَكَلَهَا و صَلَّى و لَمْ يَتَوَضَّأْ». المؤَرَّبَةُ هِيَ المُوَفَّرَةُ التي لم يَنْقُصْ منها شَيءٌ و قد أَرَّبْته تَأْرِيباً إِذا وَفَّرْته، مأْخوذ منَ الإِرْبِ ، و هو العُضْوُ و قيلَ: كلُّ مَا وُفِّر [3] فقد أَرَّبَ ، و كُلُّ مُوَقَّرٍ: مُؤَرَّبٌ .ومِنَ المَجَازِ: تَأَرَّبَ علينا فلان، أَي تَأَبَّى و تَشَدَّدَ و تَعَسَّرَ [4] ، و تَأَرَّبَ عَلَيَّ إِذا تَعَدَّى، و كأَنَّه من الأُرْبَةِ :
العُقْدَةِ. 17- و في حديث سَعِيد بن العَاصِ قَالَ لابْنِه عمْرٍو «لا تَتَأَرَّب عَلى بَنَاتِي». أَيْ لاَ تَشَدَّدْ [5] و تَتَعَدَّ.
و تَأَرَّبَ أَيْضاً: تَكَلَّفَ الدَّهَاءَو المَكْرَ و الخُبْثَ، قال رُؤبَة:
و المُسْتَأْرَبُ ، بفتح الراء على صيغة المَفْعُولِ، كذا ضبطه الجوهريّ، مِن اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ إذا اشتدّ، و هو الذي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيرُه من النَّوَائب بآرَابِه من كلِّ ناحيَة. و رَجُلٌ مُسْتَأْرَبُ ، و هو المدْيُونُكأَنَّ الدَّيْنَ أَخَذَ بآرَابِهِ ، قال:
[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله و أرمى كذا بخطه و لا وجود لها في القاموس و لا في اللسان و لا غيرهما و لعلها أدمى بالدال المهملة أو أرنى بالراء فقد ذكر الأشموني أن أدمى اسم موضع و أرنى حَب يعقد به اللبن فراجعه فإن فيه زيادة عما ذكره اهـ.
قلت و في معجم البلدان: أُرَمَى بالضم ثم الفتح و القصر، موضع قالوا: و ليس في كلامهم على فُعلى إلا أرمى و شعبى: موضعان، و أربى اسم للداهية.
[3] قال أبو منصور: هذا تصحيف و الصواب التأريث بالثاء (عن اللسان) .