و مِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه أَذرب [1]17- قال ابنُ الأَثِيرِ في حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه «لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوف الأَذْرَبِيِّ كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ على حَسَكِ السَّعْدَانِ».
الأَذْرَبِيُّ : منسوب إِلى أَذْرَبِيجَانَ ، على غَيْر قياس، قال:
هكذا يَقُولُه العَرَبُ، و القِيَاسُ أَنْ يقولَ: أَذْرِيٌّ [2] ، بغير بَاءٍ كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَهُرْمُزَ: رَامِيٌّ، قال: و هو مُطَّرِدٌ في النسب إِلى الأَسْمَاءِ المُرَكَّبَةِ، و ذكره الصَّغانِيُّ.
أرب [أرب]:
الإِرْبُ ، بالكَسْرِو السُّكُونِ هو: الدَهاءو البَصَرُ بالأُمُورِ كالإِرْبَةِ، بالكَسْرِ و يُضَمُفيقال: الأُرْبَةُ ، و زاد في لسان العرب: و الأَرْب [3] ، كالضَّرْب. و النُّكْرُهكذا في النسخ بالنون مضمومة، و الذي في «لسان العرب»و غيره من الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ: المَكْر، بالميم و الخُبْثُو الشَّرُّ و الغَائِلَةُ14- ورَدَ في الحديث أَن النبيَّ صلّى اللّه عليه و سلّم ذَكَرَ الحَيَّاتِ فقال «مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وَ شَرَّهُنَّ و إِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا». أَصْلُ الإِرْب بكَسْرٍ.
فسُكُونٍ: الدَّهَاءُ و المَكْرُ، أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا، قال ابنُ الأَثِيرِ: أَي مَنْ خَشِيَ غَائِلَتَهَا و جَبُنَ عن قَتْلِهَا الذي [4] قيل في الجاهلية إِنها تُؤْذِي قَاتِلَهَا أَو تُصِيبُه بخَبَل فَقَدْ فَارَقَ سُنَّتَنَا و خَالَفَ ما نحنُ عليه، 17- و في حديث عَمْرِو بن العَاصِ « فَأَرِبْتُ بأَبِي هُرَيْرَةَ و لمْ تَضْرُرْ بي [5] . أَي احْتَلْتُ عليه و هو من الإِرْبِ : الدَّهاءِ و المَكْرِ [6] ، و العُضْوُالمُوَفَّرُ الكَامِلُ الذي لم ينقص منه شيءٌ و يقال لِكُلِّ عُضْوٍ إِرْبٌ ، يقال قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً ، أَي عُضْواً عُضْواً، و عُضْوٌ مُؤَرَّبٌ : مُوَفَّرٌ، و الجَمْعُ آرَابٌ يقال: السُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ ، و أَرْآبٌ أَيضاً، و أَربَ الرَّجُلُ، إِذا سجَدَ على آرَابِه مُتَمَكِّناً، 16- و في حديث الصَّلاَةِ «كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ ».
أَيْ أَعْضَاءٍ، واحدُهَا إِرْبٌ ، بكَسْرٍ فسُكُون، قال: و المرادُ بالسَّبْعَةِ: الجَبْهَةُ و اليَدَان و الرُّكْبَتَانِ و القَدَمَان. و الآرابُ :
قِطَعُ اللَّحْم و العَقْلُ و الدِّينُكلاَهُمَا عن ثعلب، و ضُبِطَ في بَعْضِ النُّسَخ: الدَّيْنُ بفتح الدَّالِ المُهْمَلَةِ، و الفَرْجُقاله السُّلَمِيّ في تفسير الحديث الآتي، قيل: و هو غير معروف، و في بعض النسخ: الفَرَحُ، محَركَةً آخرُه حاءٌ مهملة و الإِرْبُ الحَاجَةُ كالأُرْبَةِ بالكسر و الضَّمِّ، وفيه لُغَاتٌ أُخَرُ غير ما ذكرت منها الأَرَبِ مُحَرَّكَةً و المَأْرُبَةِ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ كالمَأْدُبَةِ مُثَلَّثَةَ الدَّالِ، 14- و في حديث عائشةَ رضي اللّه عنها «كَانَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ ». أَيْ لِحَاجَتِه، تَعْنِي أَنَّهُ صلّى اللّه عليه و سلّم كَانَ أَغْلَبَكُمْ لِهَوَاهُ و حَاجَتِه، أَيْ كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه و هَوَاهُ، و قال السُّلميّ: هُوَ الفَرْجُ هاهنا و قال ابنُ الأَثيرِ: أَكْثَرُ المُحَدِّثينَ يَرْوُونَه بفَتْح الهَمْزَةِ و الرَّاءِ يَعْنُونَ الحَاجَة، و بعضُهم يَرْوِيهِ بكَسْرِهَا و سكون الرَّاءِ و له تَأْوِيلاَنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّه الحَاجَة، و الثاني أَرَادَتْ[بِه] [7] العُضْوَ، و عَنَتْ[بِه] [7] مِنَ الأَعضَاءِ الذَّكَرَ خَاصَّةً، و قوله 16- في حديثِ المُخَنَّثِ «كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ ». أَي النِّكَاحِ، و الإِرْبَةُ و الأَرَبُ و المَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ ، تَقُولُ العَرَبْ في المَثَل « مَأْرُبَةٌ لاَ حَفَاوَةٌ» قال الزَّمَخْشَرِيُّ و المَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لِأَرَبٍ لَهُ فيكَ لاَ مَحَبَّةً. و المَأْرُبَةُ : الحَاجَةُ. و الحَفَاوَةُ: الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ و المُبَالَغَةُ في السُّؤَال عنه، و هي الآرَابُ و الإِرَبُ و الْمَأْرُبَةُ و المَأْرَبَةُ قَالَه ابنُ مَنْظُورٍ و جَمْعُهَا مَآرِبُ ، قال اللّهُ تعالَى وَ لِيَ فِيهََا مَآرِبُ أُخْرىََ[8] و قَالَ تَعَالَى: غَيْرِ أُولِي اَلْإِرْبَةِ مِنَ اَلرِّجََالِ[9] قال سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ: هُوَ المَعْتُوهُ.