نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 296
و التَأَتَّبُ : الاسْتِعْدَادُ و التَّصَلُّبُأَيضاً، نقله الصَّغَانِيّ وعن أَبي حَنِيفَةَ: هو أَنْ تَجْعلَ حِمالَ القَوْس[1] بالكَسْر، في صَدْرِكَ و تَخْرجَ منْكِبَيْكَ مِنهَافَيَصِيرَ القَوْسُ على مَنْكِبَيْكَ [2] .
و رَجُلٌ مُؤَتَّبُ الظَّهْرِ[3] كمُعَظَّم: مُعْوَجُّهُ، نقله الصاغانّي.
أثب [أثب]:
المِئْثَبُ بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ، كَمِنْبَرأَهمله الجوهريّ، و قال غيره: هو المشْمَلُوَزْناً و مَعْنًى، و كأَنَّ الصحيح عند الجوهريّ أَنه بالتاءِ المُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ، كما هو رأْي كثيرين [4] ، وقال الليث: المِئْثَبُ : الأَرْضُ السَّهْلَةُ، وقال أَبو عمرو: المِئْثَبُ : الجَدْوَلُأَي نَهْرٌ صغيرٌ، وفي نَوَادِر الأَعراب المئْثَبُ : ما ارتَفَعَ من الأَرْض، و قال ثَعْلب عن ابن الأَعرابيّ في هذا كله بترك الهَمْزِ، نقله الصاغانيّ و المَآثِبُ جَمْعُهُ، و: عقال كُثَيّرُ عزّةَ، و أَنْشدَه أَبُو حَنِيفَةَ في كتاب الأَنواءِ:
و زَعَم شيخُنا أَنه في شِعْرِ كُثَيِّر اسمٌ لِمَاءٍ كما قاله شُرَّاحُه.
قُلْتُ: بَلْ هو وَاد من أَوْدِيَةِ الأَعْرَاضِ التي تَسيلُ مِن الحِجَاز في نَجْد، اخْتَلَطَ فيه عَقْلُ بن كَعْب و زَبِيد من اليَمَن، أَو جَبلٌ كان فيه صَدَقَاتُه صلّى اللّه عليه و سلّم.
و الأَثَبُ مُحَرَّكَةً: شَجَرٌ، مُخَفَّفُ الأَثْأَبِبوزْن أَفْعَل، و نظيرُه شَمَل و شَمْأَل، فإِنَّ الأَوَّلَ: لغةٌ في الثاني الذي هي الرِّيحُ الشَّامِيَّةُ ثم نقلوا الهمزةَ إِلى الساكن قبلها، فبقي شَمَل، كما ذكره النحاةُ و بعض اللغويين، قاله شيخنا، و سيأْتي في «أَثأَب»أَنها ليست بلغة في أَثَب، و مَن ظَنَّها لغةً فقد أَخطأَ.
*و مما يستدرك عليه:
الأُثَيْبُ : مُوَيْهَةٌ في رَمْلِ الضّاحِي قرب رمّان في طرفسَلْمَى أَحدِ الجَبَلَيْنِ، كذا في معجم البلدان.
أدب [أدب]:
الأَدَبُ ، مُحرَّكَةً: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس، سُمّيَ به لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى المَحَامِدِ وَ يَنْهَاهُم عن المَقَابحَ، و أَصلُ الأَدَبِ : الدُّعَاءُ، و قال شيخنا ناقلاً عن تقريراتِ شيوخه: الأَدَبُ مَلَكَةٌ تَعْصِمُ مَنْ قامت به عمَّا يَشِينُه، و في المصباح: هو تَعَلُّمُ رِيَاضَةِ النَّفْسِ و مَحَاسِن الأَخْلاَقِ. و قال أَبو زيد الأَنصاريّ: الأَدبُ يَقَع على كل رِيَاضَةٍ مَحْمُودَةٍ يَتَخَرَّجُ بها الإِنسانُ في فَضِيلةٍ من الفَضَائِلِ، و مثله في التهذيب، و في التوشيح: هو استعمالُ ما يُحْمَدُ قَوْلاً و فعْلاً، أَو الأَخذُ أَو الوُقُوفُ مع المُسْتَحْسَنَات أَو تَعْظِيمُ مَنْ فوقَك و الرِّفْق بمَنْ دُونَكَ، و نَقَل الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة عن الجَوَالِيقي في شرحِ أَدَبِ الكَاتِبِ: الأَدَبُ في اللغة: حُسْنُ الأَخلاق و فِعْلُ المَكَارِم، و إِطلاقُه على عُلُومِ العَرَبِيَّة مُوَلَّدٌ حَدَثَ في الإِسلام، و قال ابنُ السِّيدِ البَطَلْيَوْسِيُّ: الأَدَبُ أَدَبُ النَّفْسِ و الدَّرْسِ [5] . و الأَدَبُ :
الظَرْفُبالْفَتْح، و حُسْنُ التَّنَاوُلِ، و هذا القَوْلُ شَاملٌ لغَالِبِ الأَقْوَالِ المذكورة، و لذا اقْتَصَرَ عليه المُصَنِّف، و قال أَبو زيد: أَدُبَ الرَّجُلُ كَحسُنَ يَأْدُبُ أَدَباً فهو أَديبٌ ، ج أُدبَاءُ و قال ابنُ بُزُرْج: لَقَدْ أَدُبْت [6] أَدَباً حسَناً، و أَنْت أَدِيبٌ ، و أَدَّبَه أَي عَلَّمه، فَتَأَدَّب تعلّم، و استَعْمَلَهُ الزجَّاجُ في اللّهِ عزَّ و جَلَّ فقال: و الحَقُّ في هذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
وفُلاَنٌ قَد اسْتَأْدَبَ بمعْنى تَأَدَّبَ ، و نقل شيخنا عن المصباح: أَدَبْتُه أَدْباً ، منْ باب ضَرَب: عَلَّمْتُه رِيَاضَةَ النَّفْسِ و مَحَاسِن الأَخلاق، و أَدَّبْتُه تَأْدِيباً مُبَالَغَةٌ و تَكْثِيرٌ، و منه قيل:
أَدَّبْتُه تَأْدِيباً ، إِذا عَاقَبْتَه على إِسَاءَتِهِ، لأَنه سبَبٌ يدعو إِلى حَقِيقَةِ الأَدَب ، و قال غيرُه: أَدَبَه ، كضَرَبَ و أَدَّبَه : راضَ أَخْلاَقَه و عَاقَبَه على إِساءَته لِدُعَائِه إِيَّاهُ إِلى حَقِيقَةِ الأَدَب ، ثم قال: و به تَعْلَمُ أَنَّ في كلام المصنف قُصُوراً من وَجْهَيْنِ.
و الأُدْبَةُ ، بالضَّمِّ، و المَأْدُبَةُ ، بضم الدال المهملة، كما هو المشهور، و صَرَّح بأَفْصَحيَّتِه ابنُ الأَثير و غيرهُ وأَجَازَ بعضُهم المَأْدَبَة بفتحها، و حكى ابن جني كَسْرَها أَيضاً، فهي مُثَلَّثَةُ الدالِ، و نصُّوا على أَن الفَتْحَ أَشْهَرُ من الكَسْرِ: كلُ طَعَام