نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 263
و النِّسْءُ بالكسرهو الرجلُ المُخالِطُللناس و يقال: هو نِسْءُ نِسَاءٍ أَي حِدْثُهُنَّ و خِدْنُهُنَبكسر أَوَّلهما.
و النَّسَاء كالسَّحاب: طُولُ العُمُرو نَسَأَ اللّهُ فِي أَجَلِه:
أَخَّره، و حكى ابنُ دُرَيْدٍ: أَمَدَّ له [1] في الأَجلِ: أَنْسَأَهُ فيه، قال ابنُ سِيدَه: و لا أَدري كيف هذا، و الاسمُ النَّسَاءُ ، و أَنْسَأَه اللّهُ أَجَلَه، و نَسَأَه في أَجلِه بمعنًى، كما في الصحاح، 16- و في الحديث عن أَنس بن مالكٍ : «مَنْ أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ له في رِزْقِه، و يُنْسَأَ في أَجَلِه، فَلْيَصِلْ رَحِمَه». النَّسْءُ : التأْخيرُ يكون في العُمُرِ و الدَّيْنِ، و منه 16- الحديث «صِلَةُ الرَّحِم مَثْرَاةٌ في المالِ، مَنْسَأَةٌ في الأَثَر». هي مَفْعَلَة منه، أَي مَظِنَّةٌ له و مَوْضِع، و في 16- حديث ابنِ عَوْفٍ «و كان قد أُنْسِئ له في العُمُرِ». أَي أُخِّر، و النُّسْأَة ، بالضمّ مثلُ الكُلْأَةِ: التأْخيرُ، 1- و قال فَقِيهُ العربِ [2] : من سَرَّه النَّساءُ و لا نَساءَ ، فليُخَفِّف الرِّداءَ، و لْيُبَاكِر الغَدَاءَ، وَ لْيُكْرِ العَشَاءَ، و لْيُقِلَّ غِشْيَانَ النِّساءِ [3] . أَي تأَخّر [4] العُمَر و البَقاء و مَصْدَرُ نَسَأَ الرجلُ دَيْنَه أَخَّرَه، و يقال إِذا أَخَّرْتَ الرجل بِدَيْنِه قُلْتَ: أَنْسَأْتُه ، فإِذا زِدْتَ [5] في الأَجل زِيادَةً يقَعُ عليها تَأْخِيرٌ قُلْتَ: قد نَسَأْتُك في أَيَّامِك، و نَسَأْتُك في أَجَلِك، و كذلك تقول للرجل: نَسأَ اللّه في أَجَلِك، لأَن الأَجَل مَزِيدٌ فيه، و لذلك قيل للَّبَنِ النَّسِيءُ ، لِزيادةِ الماءِ فيه.
و نَسَأٌ كجَبَلٍ، مهموزٌ، كما صرَّح به الإِسنويُّ و ابنُ خِلّكان و السُّبْكِي، و هي بلَدٌ بِخُرَاسانَ، منها صاحبُ السُّنَنِ الإِمامِ الحافظُ أَبو عَبد الرحمن أَحمد بن شُعَيْبٍ النَّسَائِي ، تُوُفِّي سنة 330.
ومن النَّسْءِ بمعنى السِّمنِ كُل نَاسِئٍ مِن الحيوان:
سَمِينٌ، و عبارة اللسان: و كُلُّ سَمِينٍ نَاسِئ ، و هي أَوْلَى.
و انْتَسَأَ القومُ إِذا تباعَدَوا، 17- و في حديث عُمرَ رضي اللّه عنه : ارْمُوا فَإِنَّ الرَّمْيَ جَلاَدَةٌ، و إِذا رَمَيْتُم فَانْتَسُوا عَنالبُيُوتِ. أَي تَأَخَّرُوا، قال ابنُ الأَثير: يُرْوَى هكذا بلا همز، قال: و الصوابُ انتسِئُوا ، بالهمز، و يروى فَبَنِّسوا أَي تأَخَّروا، و يقال: بَنَّسْتُ، أَي تأَخَّرْت [6] و انتسأَ البعيرُ في المَرْعَىأَي تَبَاعَدَو انْتَسأْتُ عنه تَأَخَّرْتُ و تَباعَدْتُ. قال ابنُ مَنْظُور:
و كذلك الإِبل إِذا تباعَدَتْ في المرعى، و يقال: إن لي عَنْكَ لَمُنْتَسَأً [7] أَي مُنْتَأًى وسَعَةً.
وقيل نُسِئَت المرأَةُبالبناءِ للمفعول كعُنِيَ تُنْسَأُ نَسْأً و ذلك عند أَوَّل حَبَلِها، و ذلك إِذا تَأَخَّرَ حَيْضها عَنْ وَقْتِهالمعتادِ لأَجْلِ الحَمْل فَرُجِيَ أَنَّها حُبْلَى، نقله السُّهَيْلي عن الخليل، و قيل: تأَخَّر حَيْضُها وَ بَدَأَ حَمْلُها، و قال الأَصمعي: يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تَحْمِل: قد نُسِئَتْ . و نُسِئَت المرأَةُ إِذا حَبِلَت، جُعِلَت زِيادَةُ الوَلَد فيها كزِيادة الماءِ في اللبن، و هي امرأَةٌ نَسْءٌ ، و الجمع أَنْسَاءٌ و نُسُوءٌ ، بالضم، و قد يقال: نِسَاءٌ نَسْءٌ على الصِّفة بالمصدر لا نَسِيءٌ كأَمير، كذا ظاهرِ السِّياق، و الصَّواب بالكسر و المدّ و وَهِمَ الجوهريُحيث جَوَّزه تبعاً لابنِ الأَعرابيّ، و المُصَنِّف في هذا التوهيم تابعٌ لابن بَرِّي، حيث قال: الذي قالَه ابنُ الأَعرابيّ خَطَأٌ، لأَن فِعِيلاً ليس في الكلام إِلا أَن يكون ثاني الكلمة أَحدَ حُرُوف الحَلْق، فالصواب الفتح.
و قال كُراع في المُجَرَّد: مالَه نَسَأَه اللّهُ، أَي أَخزاه، و يقال أَخَّره اللّهُ، و إِذا أَخَّرَه اللّهُ فقد أَخزاه.
و أَنْسَأْتُ سُرْبَتِي: أَبْعَدْتُ مَذْهَبي، قال الشَّنْفَري يَصِف خُروجه و أَصحابه إِلى الغَزْوِ و أَنَّهم أَبْعَدُوا المَذْهَبَ:
و يروى: أَنْشأْتُ، بالشين المُعجمة، فالسُّرْبَة في رِوايته بالسين المُهمَلَة: [المَذْهب] [8] و في رِوَايته بالشين المُعجمة: الجَمَاعَةُ، و هي رِوَايَةُ الأَصمَعي و المُفَضَّل، و المعنى عندهما: أَظْهَرْت جَمَاعتي مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ لِمَغْزًى بَعِيد. قال ابن بَرِّيّ: أَوْرَدَه الجوهريُّ: عَدَوْنَ مِنَ الوادِي.
[2] في النهاية و حديث علي: «من سره النساء و لا نساء»و في الصحاح:
«و منه قولهم».
[3] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الرداء المراد به الدين كما في المناوي، و في محشى القاموس، و قال المجد: و فلان خفيف الرداء قليل العيال و الدين اهـ. و قوله ليكر العشاء أي يؤخره من أكرى اهـ.