و الكَلَأُ كجَبَلٍ، عند العرب يقع على العُشْبُو هو الرُّطْبُ، و على العُرْوَةِ [1] و النَّصِيِّ و الصِّلِّيَانِ [2] ، و قيلَ: الكَلأُ مقصورٌ مهموزٌ: ما يُرْعَى، و قيل: الكَلأُ : العُشْبُ رَطْبُه وَ يَابسُه[3] و هو اسمٌ للنَّوْعِ و لا واحد له كَلِئَتِ الأَرْضُ، بالكَسْرِأَي كَثُرَ الكَلأُ بِهَا كأَكْلأَتْ و كَلأَتْ ، و قد تقدّم ذِكرُهما، و ذكره في المحلَّيْنِ يُشْعِر بالتغايُرِ، و ليس كذلك كَاسْتَكْلَأَتْ صارت ذاتَ كَلإٍ و كَلأَت الناقةُو أَكلأَتْ : أَكَلَتْهُ أَي الكَلأَ ، و ذِكْرُ الناقةِ مِثالٌ.
و أَرْضٌ كلئيةٌ[4] على النسب و مَكْلأَةٌ كمَزْرَعَة، كلتاهما:
كَثِيرَتُهُأَي الكَلإِ ، و يقال فيه أَيضاً مُكْلِئَة ، كمُحْسِنة، ذكره الجوهريّ و غيرُه، و يستوي فيه اليابِس و الرَّطْبُ، و قيل:
الكَلأُ يَجمعُ النَّصِيَّ و الصِّلِّيَانَ و الحَلَمَةَ و الشِّيحَ و العَرْفَجَ و ضُرُوبَ العُرَا، و كذلك العُشْبُ و البَقْلُ و ما أَشبهها. و أَرضٌ مُكْلِئَةٌ ، أَي بالضمّ و هي التي قد شَبع إِبلُها، و ما لم يُشْبِع الإِبلَ لم يَعُدُّوه إِعشاباً و لا إِكلاءً و إِن شَبعت الغَنمُ [5] . قال غيره: الكَلأُ : البَقْلُ و الشَّجَر، 16- و في الحديث «لا يُمْنَعُ فَضْلُ المَاءِ لِيُمْنَعَ بِه الكَلأُ »و في روايةٍ «فَضْل الكَلإِ ». معناه أَن البئرَ تَكون في البادِيَة، و يكون قريباً منها كَلأٌ ، فإِذا وَرَدَ عليها وارِدٌ فَغَلَبَ على مَائِها و مَنَع مَنْ يأْتي بَعْدَه من الاسْتقاءِ منها فهو بِمَنْعِه الماءَ مَانِعٌ من الكلإِ ، لأَنه متى وَرَد رَجُلٌ بِإِبِلِه فأَرْعَاها ذلك الكَلأَ ثمَّ لمْ يَسْقِها قَتَلها العَطَشُ، فالذي يَمْنَعُ ماءَ البِئْرِ يَمْنَعُ النَّباتَ القريبَ منه. الكَالِئُ و الكُلْأَةُ ، بالضَّمِّ: النَّسِيئَةُ و العَرَبُونُأَي السُّلْفَة قال الشاعر:
أَي كالنَّسِيئَة التي لا تُرْجَى، و ما أَعطيتَ في الطعامِ نسيئَةً من الدراهمِ فهو الكُلْأَةُ ، بالضمّ، 16- و في الحديث نَهَى عن الكَالِئِ بالكالِئِ . يَعني النَّسِيئَة بالنَّسِيئَة، و كان الأَصمعيُّ لا يَهْمِز و يُنْشِد لِعَبِيد بنِ الأَبرصِ:
: أَنْهَاهُ[8] وَ بَلَغَ اللّه بك أَكْلأَ العُمرِ، أَي أَقصاه و آخِرَه و أَبْعَدَه، و هما من المجاز و كان الأَصْمعي لا يهمزه.
و اكْتَلأَ كُلْأَةً و تَكَلَّأَهَا أَي تَسَلَّمَهَا، و كَلأَ القَوْمَ: كَانَ لهم رَبِيئَةً، و يقال: عَيْنٌ كَلُوءٌ ، و ناقَةٌ كَلُوءُ العَيْنِ وَ رجُلٌ كَلُوءُ العَيْنِأَي شَدِيدُهَا لا يَغْلِبُها النَّوْمُو في بعض النسخ
[6] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله المضمار هكذا بخطه و الذي في الصحاح و اللسان الضمار، قال صاحب اللسان: و الضمار خلاف العيان»و هو ما ورد في مادة «ضمر»و مادة «كلأ»في اللسان، أما في الصحاح «المضمار»و الصواب «الضمار».