responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 20

يقول الشدياق‌ [1] ، عن لسان العرب: إنه كتاب لغة و فقه و نحو و صرف و شرح للحديث و تفسير للقرآن.

يقول ابن منظور في مقدمته على لسان العرب: لا أدّعي فيه دعوى، فأقول: شافهت أو سمعت أو فعلت أو صنعت أو شددت الرحال أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت، فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها الأزهري و ابن سيده لقائل مقالا، و لم يخليا لأحد فيها مجالا، فإنهما عيّنا في كتابيهما عمن رويا، و برهنا عما حويا، و نشرا في خطبهما ما طويا، و لعمري لقد جهدا فأوعيا و أتيا بالمقاصد و وفيا.

يعترف صاحب اللسان بأنه لم يأت بشي‌ء من عنده مما حصّله أو سمعه أو شافه به أحدا، و لم يتح له عصره أن يتبدى و يخالط الأعراب فيأخذ عنهم كالأزهري و لا كانت له حافظة ابن سيده ليعي ما وعى، و يحصل ما حصل و لا كان له مثل شيوخه فيسمع منهم و يروي عنهم، و إنما هو جامع لما تفرق في أصول سابقة لعصره. و قد ذكر هذه الأصول التي ضمها إلى كتابه فجعلها خمسة و هي: تهذيب اللغة للأزهري، و المحكم لابن سيده، و الصحاح للجوهري و حاشيته لابن بري، و النهاية لابن الأثير الجزري على أن الناظر في لسان العرب يتبين له أنه يشتمل على أصل سادس، و إن لم يذكره في مقدمته و هو جمهرة اللغة لابن دريد [2] ، و بذلك استطاع ابن منظور أن يتنصل من تبعة ما في كتابه من زلل، لأنه لم يكن في وضعه إلا ناقلا عن غيره. يقول في مقدمته: و ليس في الكتاب فضيلة أمت بها. و لا وسيلة أتمسك بسببها، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم... فمن وقف فيه على صواب أو زلل أو صحة أو خلل فعهدته على المصنّف الأول، و حمده و ذمّه لأصله الذي عليه المعول.

جرى ابن منظور على طريقة الجوهري في الصحاح، و نهج نهجه. و قد صرح كما ذكرنا أنه رجع إلى خمسة مصادر لتهذيب الكلمة، و يرد تساؤل، لماذا يعود إلى غريب الحديث، خاصة أن الخلاف كبير بشأن الحديث و مصدره و تأويل اشتقاقاته، و الأقاويل بشأنه كثيرة، و هذا ما جعل الكثيرين قبله يهربون مذعورين من اللجوء إلى الحديث و غريبه، و بولوجه هذا الباب أفهمنا ابن منظور شيئين هامين:

-أنه لا يقتصر على اللغة بشكلها الحرفي.

-أنه ينبغي علينا أن نذكر أشياء تتعلق بصميم اللغة التي انتشرت مع الإسلام، و مع تواتر


[1] الجاسوس على القاموس ص 79.

[2] قيل إن ما ورد في اللسان من ذكر لابن دريد إنما جاء عن طريق المحكم لابن سيده، و قد كانت الجمهرة من مراجعه، انظر تاج العروس ط الكويت مقدمة المحقق الجزء الأول.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست