responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر    جلد : 1  صفحه : 5

.....


و الذي يراه الماتن: ان هذه العوارض كلها ذاتية، لأنها جميعا ليست نسبتها إلى العروض بحسب النظر العرفي بالعرض و المجاز، كنسبة الجريان إلى الميزاب، و انها منسوبة اليه بحال متعلقه لا بحال نفسه. كيف و الحرارة تعرض على نفس الماء حقيقة و الحيوان الموجود في ضمن الانسان متكلم حقيقة ايضا، و الناطق متحرك بالارادة حقيقة.

و مما يدل على ما ادعاه (قدّس سرّه): ان الوجوب و الحرمة العارضين للصلاة و لشرب الخمر في علم الفقه قد عرضا عليهما بواسطة المصالح و المفاسد- كما هو رأي مشهور العدلية- مع ان المصالح و المفاسد مباينان لهما. و على ما التزم به المشهور في العرض الذاتي تكون اعراضا غريبة، و الالتزام بكونها غريبة غريب جدا، إلّا أن يلتزموا: بان الموضوع ليس هو فعل المكلف مطلقا، بل المتغير بالمصلحة أو المفسدة، و الحال لم يصرح احد بهذا القيد.

و الذي يزيد المسألة اشكالا: ان اهل المعقول فسروا العرض الذاتي بما فسره الماتن، و مع ذلك التزموا: بان العارض للشي‌ء بواسطة امر أعم أو اخص داخليا كان أو خارجيا عرض غريب، لأن مرادهم من الواسطة في العروض المقابلة للعرض الذاتي ما كانت بحسب النظر الدقي لا العرفي، فان النظر العرفي يرى: ان الوصف وصف له بحال نفسه لا بحال متعلقه. فعروض الضحك- مثلا- للحيوان الذي هو جزء من الانسان ليس بحسب النظر العرفي وصفا له بحال متعلقه، و ليس هو عندهم كوصف الجريان للنهر، و ليس هذا من الواسطة في العروض. نعم بحسب النظر الدقي ليس عرضا ذاتيا، اما بحسب العرف فهو عرض ذاتي، و لذلك لو كان بحسب النظر الدقي للزم خروج جملة من العوارض المبحوث عنها في هذا العلم و غيره عن كونها اعراضا لموضوع العلم. فالرفع المبحوث عنه في باب الفاعل يعرض موضوع علم النحو و هو الكلمة و الكلام بواسطة الفاعلية و هي اخص من الكلمة و الكلام، و مثل مقدمة الواجب المبحوث عن الملازمة فيها في علم الاصول، فانها إنما يعرضها

نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست