نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 437
الفورية (1). و فيه منع، ضرورة أن سياق آية وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْو كذا آية فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ*إنما هو البعث نحو المسارعة إلى المغفرة و الاستباق إلى الخير، من دون استتباع تركهما للغضب و الشر، ضرورة أن تركهما لو كان مستتبعا للغضب و الشر، كان البعث بالتحذير
(1) استدل القائلون بالفورية بادلة عمدتها الآيات: و هي آية فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ*[1]، و آية وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ[2] بتقريب دلالتهما على الامر بالسبق و الامر بالمسارعة، و الامر يدل على الوجوب.
اما آية الاستباق، فلان فعل المامور به من الخير فتدل آية الاستباق على وجوب السبق اليه، و ليس الفورية الّا وجوب السبق الى فعل المامور به.
و اما آية المسارعة فدلالتها على المطلوب: بان نقول: لا شبهة في ان فعل المغفرة من افعال اللّه تبارك فليست من مقدور العبد، فلا بد و ان يكون المتعلق للمسارعة هو فعل المكلف، و فعل المكلف الذي هو سبب المغفرة و رضى اللّه تعالى عنه هو فعل المامور به، فاتضح ايضا دلالة الآية على الفورية، اذ ليس الفور الّا المسارعة.
لا يقال: ان آية المسارعة الى المغفرة منحصرة في المسارعة الى التوبة و لا تشمل فعل المامور به، لانه لو كان فعل المامور به سببا للمغفرة للزم الاحباط الباطل عند الامامية، لأن المغفرة انما هي للذنوب التي فعلها العبد، و سقوط الذنوب اذا كانت بفعل الواجبات المامور به فمعناه ان فعل الواجب و الاتيان به يسقط الذنوب التي اقترفها، و ليس الاحباط إلا سقوط السيئة بفعل الحسنة.
فانه يقال: الاحباط الذي هو من المحال عند الامامية هو سقوط الاستحقاق لا فعل سبب المغفرة التي هي من افعال اللّه، و الّا فالامر في التوبة كذلك و لا اشكال في وجوب التوبة عند الامامية.