responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر    جلد : 1  صفحه : 188

ثم لا باس بصرف عنان الكلام إلى بيان ما به يمتاز الحرف عما عداه، بما يناسب المقام، لاجل الاطراد في الاستطراد في تمام الاقسام.

فاعلم أنه و إن اشتهر بين الاعلام، أن الحرف ما دل على معنى في غيره، و قد بيناه في الفوائد بما لا مزيد عليه، إلا أنك عرفت فيما تقدم، عدم الفرق بينه و بين الاسم بحسب المعنى، و أنه فيهما لم يلحظ فيه الاستقلال بالمفهومية، و لا عدم الاستقلال بها، و إنما الفرق هو أنه وضع ليستعمل و أريد منه معناه حالة لغيره و بما هو في الغير، و وضع غيره ليستعمل و أريد منه معناه بما هو هو. و عليه يكون كل من الاستقلال بالمفهومية، و عدم الاستقلال بها، إنما اعتبر في جانب الاستعمال، لا في المستعمل فيه، ليكون بينهما تفاوت بحسب المعنى، فلفظ الابتداء لو استعمل في المعنى الآلي، و لفظة (من) في المعنى الاستقلالي، لما كان مجازا و استعمالا له في غير ما وضع له، و إن كان بغير ما وضع له (1)


طرف، و يكون المتكلم في مقام البيان و يكون لها ظهور في ان طرفها هو زمان التكلم- كما مر- و انما ذكر هذا تأييدا، لا دليلا، لجواز ان يدعى ان مراد النحويين من اقتران الفعل بالزمان هو المضي و الاستقبال الاضافيان، و ان كان ظاهر كلامهم هو الحقيقيان، فلا تغفل.

(1)

[امتياز الحرف عن الامر و الفعل‌]

و لعل السبب في تعرضه للمعنى الحرفي في المقام مع انه قد ذكره- فيما تقدم- مفصلا: هو أنه كما وقع الخطأ في تعريف الفعل باخذ الاقتران في تعريفه، كذلك وقع الخطأ في فهم مراد من قال: ان الحرف ما دل على معنى في غيره، بخلاف الاسم: فإنه ما دل على معنى في نفسه ان حقيقة المعنى في الحرف غير حقيقته في الاسم. و هو توهم، بل المعنى في الحرف و في الاسم واحد حقيقة، و ان الموضوع له لفظ (من) حقيقة هو الموضوع له لفظ (الابتداء)، و لا فرق بينهما من ناحية ذات الموضوع له اصلا، سوى شرط الواضع: استعمال الحروف في مقام كان المعنى ملحوظا بتبع الغير

نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست