responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 92

ظهور الكلام و كشفه عن الإرادة الاستعمالية للمتكلم فإننا نستظهر من كلامه، انّه لا يقوله، مجرد لقلقة لسان، و إنّما يقوله ليخطر في ذهننا معنى من المعاني، و إنّما سمّيت تصديقيّة، لأنّنا نصدّق و نستكشف أمرا واقعيا في نفس المتكلم، فننتقل من التصور البحت إلى التصديق.

و مرجع هذه الدلالة إلى ما يسمى باصالة الحقيقة، لأنّ عملها تعيين المراد الاستعمالي، و انه هو المعنى الموضوع له، لأنّ الأصل في الكلام انه ظاهر في أنّ المستعمل إنّما استعمله في المعنى الحقيقي.

و الدلالة الثانية: هي الدلالة التصديقيّة في مرحلة المراد الجدّي، أي ظهور الكلام في أن هذا الذي أخطر في ذهننا، مراد للمتكلم حقيقة و جدا، فمرجع هذه الدلالة إلى ما يسمى باصالة الجد، أو اصالة التطابق بين مقامي الإثبات و الثبوت، لأنّ الأصل أنّ كلّ ما يذكره المتكلم إثباتا هو، واقع في صميم نفسه ثبوتا.

إذن، هناك ثلاث دلالات، تصورية، و تصديقيّة استعمالية، و تصديقية جديّة.

و بناء على هذا، إذا قال المولى: «أكرم كل عالم»، ثم ورد مخصص و هو «لا تكرم العلماء النحويين»، فنرى أنّ هذا المخصص لا يزاحم العام في أي مرحلة من هذه الدلالات الثلاث.

أمّا عدم مزاحمته مع الدلالة الأولى، فلوضوح أنّ المتكلم عند ما قال «أكرم كلّ عالم»، فقد وقع في ذهننا العموم و الاستغراق.

و أمّا عدم مزاحمته الدلالة الثانية، أي الدلالة التصديقيّة الاستعمالية، فلأنّ المتكلم يجوز له استعمال اللفظ في العموم مريدا إخطاره، و لكن مع هذا، لا يريد العموم جدا، و هذا معقول، لما عرفت من أنّ الإرادة الجديّة قد تنفك عن الإرادة الاستعمالية، و المخصص لا ينفي أن يكون مرادا بالإرادة الاستعمالية، و إنّما ينفي أن يكون مرادا بالإرادة الجديّة.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 7  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست