responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 63

مذهب الأشعري، يكون، فعل المولى، و اقترانه بالإرادة مجرد صدفة، دون أن يكون للإرادة و مبادئها دخل في صدور الفعل أصلا [1]، و أمّا على هذا الاحتمال الرابع، فالأمر ليس كذلك، بل الفعل و إن كان فعل المولى، لكن الإرادة مقدمة إعدادية من أجل قابلية المحل، و لأجل أن يفاض عليه هذا الفعل من المولى، و فرق هذا الاحتمال عن الاحتمال الثالث، هو أنه في الاحتمال الثالث، كان الفاعل للفعل هو الإنسان و قوى الإنسان، و فاعل الفاعل هو المولى، أمّا هنا في هذا الاحتمال الرابع فيقال، بأن فاعل الفعل مباشرة، هو المولى، و لكن الإرادة لها مقدمية إعدادية من أجل أن يكون المحل قابلا ليفاض عليه الفعل من قبل المولى، و هذا الاحتمال الرابع هو أحد وجوه الأمر بين الأمرين، بين الأشعري و المعتزلي.

الاحتمال الخامس:

و هذا الاحتمال ذهب إليه عرفاء الفلاسفة و متصوفوهم، و حاصله، أن هذا الفعل له فاعلان، و هما المولى و العبد، و لكن هذين الفاعلين ليسا طوليين، كما هو الحال في الاحتمال الثالث، كما أنهما ليسا عرضيين، كما هو الحال في الاحتمال الرابع، و إنما هي فاعلية واحدة، بحيث أن هذه الفاعلية الواحدة، بنظر تنسب إلى العبد، و بنظر آخر تنسب إلى المولى تعالى، بناء منهم على تصور [2] عرفاني للعبد و للمخلوقات، لأنها معان حرفية و استهلاكية [3]، إذن فنسبتها إلى الباري تعالى، نسبة المعنى الحرفي إلى المعنى الاسمي عند الأصوليين، فكما أن المعنى الحرفي ليس له هوية استقلالية، بل هو فان و مستخدم بين يدي المعنى الاسمي، فكذلك الموجودات بالنسبة إلى خالقها، فإذا نظر إلى هذه الموجودات بما هي‌


[1] مقالات الإسلاميين- الأشعري ج 1 ص 326.

[2] رسالة في سريان الوجود- صدر المتألهين ص 142- 144.

[3] رسائل صدر المتألهين الشيرازي ص 11- 12.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست