الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد الخلق و أعز المرسلين سيدنا و نبيّنا محمد (صلى اللّه عليه و آله) الطيبين الطاهرين.
و بعد، فهذا الجزء الثاني من «بحوث علم الأصول» التي كان قد ألقاها علينا سيدنا و أستاذنا الأعظم شهيد الإسلام آية اللّه العظمى، السيد محمد باقر الصدر ((قدّس سرّه)).
و هذا الجزء بتمامه لم يكف لاستيعاب جميع بحوث الأوامر، و إنما استوعب جلّها، ابتداء من دلالات مادة الأمر و انتهاء بالإجزاء حتى نهايته، ممّا اضطرني أن أكمل بحوث الأوامر و ما يتبعها من مبحث مقدمة الواجب، و الضد، و الترتب، و التزاحم، و حالات الأمر الخاصة، و تعلّق الأمر بالطبيعة أو الأفراد، و حقيقة الواجب التخييري، و الواجب الكفائي، و الواجب الموسّع و المضيّق، و تبعية القضاء للأداء، و هكذا حتى يكتمل جزءا خاما بعون اللّه تعالى وكّلني أمل أن يكون ثواب هذا الجهد المهدى ثوابه إلى روح سيدنا و أستاذنا الأعظم ((قدّس سرّه)) أن يكون لي صغرى لكبرى قول النبي الأعظم (صلى اللّه عليه و آله)، يموت المرء إلّا عن ثلاث، علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية.