responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 3  صفحه : 94

لأن المعاني على نحوين، بسائط من قبيل الوحدة و الشيئية و الوجود و العدم، و مركبات من قبيل الإنسان و الهواء، و هذه المركبات من المعاني أيضا على نحوين، مركبات حقيقية، و هي المتركبة من جنس و فصل كالحيوان و الإنسان، و مركبات اعتبارية من قبيل دار و سوق، فإذا فرضنا أن المركبات الاعتبارية داخلة في المعاني، فمن الممكن جدا تصوير مركبات اعتبارية إلى غير النهاية، إذ يمكن استخراج معان مركبة من المعاني الكلية، فكل اثنين اثنين من المعاني الكلية يصير مركبا اعتباريا، و كل ثلاثة ثلاثة منها يصير مركبا اعتباريا، و هكذا إلى غير النهاية، إذن فالمعاني مهما اختصرنا فيها و على أي عدد اقتصرنا، فبالإمكان استخراج معان غير متناهية منها بلحاظ المركبات الاعتبارية في المعاني.

نعم لو رجعنا إلى الوجدان لقلنا إنّ هذه المعاني و إن كانت غير متناهية فهي خارجة عن محل ابتلاء الإنسان، لأننا ندرك وجدانا أن الإنسان لا يبتلي بالحاجة إلى التعبير عن هذه المعاني اللامتناهية.

الوجه الرابع:

ما ذكره السيد الأستاذ [1]، من أن الألفاظ غير متناهية، كما هو الحال في المعاني، لأن الألفاظ و إن كانت ثمانية و عشرين حرفا، لكن بالتركيب يحصل عدد غير متناه تقريبا، لأن كل حرف إما أن يكون مفتوحا أو مضموما أو مكسورا، و على هذه التقادير، إمّا أن يكون في أول الكلمة أو في وسطها أو في أخرها، و على هذه التقادير كلها إما أن تكون الكلمة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، إلى آخر هذه التقسيمات التي تؤدي إلى حصول كلمات بعدد اللامتناهي، إذن فقد تطابقت المعاني مع الألفاظ باللّامتناهي.

و هذا الوجه، إذا كان المقصود منه هو الصياغة البرهانية فهو أيضا غير تام، و أقل ما يقال في توضيح عدم تماميته، أن أي عدد نفرضه من الكلمات فهو بنفسه معنى من المعاني، فإن كلمة «أب» هي بنفسها معنى من المعاني‌


[1] محاضرات فياض/ ج 1 ص 199- 200.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 3  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست