responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 3  صفحه : 188

كما يوصف هذا العرض قبل أن يقوم برهان على عرضيته أو جوهريته بالوصف الاشتقاقي، كذلك يوصف حتى بعد أن يقوم برهان على عرضية نفس العرض.

بالوصف الاشتقاقي، لا الذات، فنقول، النور منير، و الوجود موجود، حتى بعد قيام البرهان على أن النور عرض، و لا نقول أن الذات منيرة، إذ لا ذات في البين لها نورانية، بل شي‌ء واحد و هو نفس النور، فيمكن للدواني أن يستدل أيضا بصحة هذا الإطلاق فيقول، بأنه يصح إطلاق منير و موجود على نفس النور و نفس الوجود، فلو فرض أن النسبة و الذات كانت مأخوذة في مدلول منير. و موجود، إذن هنا لا ذات لها نورانية، بل شي‌ء واحد و هو النور. فهذا الإطلاق صحيح عرفا فيمكن الاستدلال به على أن الذات و النسبة غير مأخوذتين في مدلول المشتق، إذ لو كانت مأخوذة فليس في هذا العرض ذات و نسبة و مبدأ.

و كذلك يمكن إجراء هذا البيان في المبدأ فيما إذا فرض أن المبدأ و هو الحدث. قام برهان على أنه ذات لا على أنه عرض، كما هو الحال في علم الباري حيث قام البرهان على أنه عين ذاته، إذن فهو ذات قائم بنفسه لا أنه عرض و ذات، إذ ليس في البين ذات و عرض و نسبة، بل ذات يطلق عليه أنه عالم، و أنه قادر، فلو فرض أن النسبة كانت مأخوذة في مدلول المشتق، يلزم عدم صحة إطلاق لفظ عالم على العلم الذي هو ذات مستقلة بنفسها من قبيل «علم الباري» تعالى، فبرهان الدواني بحسب الحقيقة يجري في هذه الموارد ببيان واحد.

و الجواب عنه في تمام هذه الموارد هو:

أن من يقول بأخذ النسبة أو بأخذ النسبة و الذات في مدلول المشتق، لو كان يريد بهذه الذات المأخوذة، ذاتا مقيّدة، بأن تكون مغايرة مع المبدأ، فحينئذ يرد عليه، أنه عند ما يوصف البياض بأنه أبيض و النور بأنه منير، و الذات الواجبة بأنها عالمة مع أنه لا يوجد في المقام ذات مغايرة مع المبدأ، بل ليس في الواقع إلّا وجود واحد، و هذا الوجود الواحد هو وجود للذات و للمبدا،

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 3  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست