لمفهوم بسيط منتزع عن الذات بلحاظ تلبسها بالمبدإ، فالذات و المبدأ غير مأخوذين في مدلول المشتق، و إنما المأخوذ عنوان بسيط منتزع عن الذات بلحاظ قيام المبدأ بالذات بحيث يكون هذا العنوان نسبته إلى الذات نسبة العنوان الانتزاعي إلى منشأ انتزاعه و نسبته إلى المبدأ نسبة العنوان الانتزاعي إلى مصحّح الانتزاع، ففي البين شيئان، ذات و مبدأ، و هذا المبدأ بضمه إلى الذات يصح أن ينتزع عنوان بسيط من الذات، و هذا العنوان البسيط المتولد من الذات ببركة المبدأ هو مدلول «ضارب و عالم».
القول الثالث:
و هذا القول هو ظاهر المحقق [1] العراقي، و مضمونه أن حال المشتق «عالم» هو حال المصدر، فحيث أن المشهور ذهب إلى أن المصدر بمادته موضوع للحدث، و بهيئته لنسبة ناقصة تقييدية، فكذلك الوصف الاشتقاقي بمادته موضوع لذات الحدث و بهيئته موضوع لنسبة مغايرة للنسبة المأخوذة في هيئة المصدر حفاظا للفرق بين المشتق و المبدأ.
القول الرابع:
أن يقال بأن مدلول المشتق هو عبارة عن المركب الثلاثي الشامل للذات و المبدأ و النسبة القائمة بين الذات و المبدأ، بحيث أن هذه العناصر الثلاثة بذاتها و نفسها هي المأخوذة في مدلول كلمة «عالم» ابتداء، لا أن المأخوذ عنوان بسيط منتزع عن ذلك، و هذا القول، و هو القول بالتركيب، اختاره ببعض معانيه المحقق الأصفهاني [2] و السيد الأستاذ [3].
[1] منهاج الأصول/ الكرباسي: ج 1 ص 130- 131. بدائع الأفكار/ الآملي: ج 1 ص 157- 170- 171.