responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 10  صفحه : 33

العامل الأول: البطء الذاتي للذهن، و حالة الوسوسة و الظن الذاتي للذهن، فإنّ الناس يختلفون في سرعة اليقين و بطئه اختلافاً ذاتياً حتى مع وجود الدليل، فجماعة واحدة تشهد عند زيد، و تشهد عند عمرو بقضية، فيحصل عند كل منهما درجة معينة من اليقين يختلف بها عن الآخر، فحالة التباطؤ في الذهن تسمى بالحالة الذاتية إذا تجاوزت عن الحال المتعارف، فالإنسان البطي‌ء في حصول اليقين و الذي يملأ ذهنه الاحتمالات الصغيرة، مثل هذا الإنسان يحتاج إلى عدد أكبر من الشهود.

العامل الثاني: و هو ما يسمى بالشبهة، كما لو فرض أنّ إنساناً كان لمدة بعيدة من الزمن يعتقد بالخلاف، بحيث أصبح هذا الاعتقاد عادة نفسانية له، فمثل هذا الاعتقاد و الإلفة النفسية للخلاف يشكل مانعاً نفسانياً عقلياً بحيث يكون تأثير التواتر فيه أبعد و أبطأ من تأثيره في من لم يكن عنده هذا الاعتقاد بالخلاف.

العامل الثالث: و الذي كثيراً ما يتداخل مع العامل الثاني، هو عامل العاطفة، فإنّ الإنسان و إن كان قد خلقه الله تعالى له عقل و عاطفة، لكنّه أحياناً يحكّم عاطفته على عقله، و حينئذٍ، قد يكون هذا المطلب الذي يراد إثباته بشهادات الشهود، قد يكون على خلاف عاطفته على نحو تشكل عاطفته و حبّه لضدّه حجاباً بينه و بين إدراكه العقلي للحقيقة، و هذه حالة توجب بطء حصول اليقين كما توجب أن يكون عدد الشهود أكثر بكثير مما لو حكّم عقله الذي به يزول هذا الحجاب، إذ بزوال هذا الحجاب من العاطفة يستطيع العقل مع القلّة من الشهود السيطرة على العاطفة و إدراك الحقيقة.

ثمّ إنّ القضية المتواترة تارة يتلقاها الإنسان مباشرة فيستمع بنفسه للشهادات التي يتكون منها التواتر.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 10  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست