responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 82

المنشئية، منشئية موضوع المسألة لمحمول المسألة، و توضيحه:

إنّ موضوع المسألة له نسبتان إلى محمول المسألة نسبة المحلية و نسبة المنشئية.

فتارة يلحظ موضوع المسألة بلحاظ النسبة المحلية للمحمول بما هو محل له، و معروض له على حد محلية الجسم للبياض، و الجسم للحركة، و هذا اللحاظ هو الذي جرى عليه المحقق العراقي.

و تارة أخرى يلحظ موضوع المسألة بالنسبة إلى محمول المسألة بلحاظ النسبة المنشئية، لا بلحاظ النسبة المحلية، أي بما هو منشأ له، و علة له، و مستتبع له. و الذاتية بلحاظ المنشئية يختلف معناها عن الذاتية بلحاظ المحلية، فإنّ الذاتية بلحاظ المحلية معناها ما قاله المحقق العراقي، و هو كون العرض يعرض للموضوع حقيقة و لو بواسطة تعليلية، فالحرارة مثلا بالنسبة إلى الماء إذا لاحظنا المحلية، فهذه المحلية محلية حقيقية و ذاتية لأن الحرارة محلها حقيقة هو الماء.

و أما النسبة المنشئية يعني كون الموضوع منشأ و علة في إيجاد العرض، و هذا المعنى يختلف عن المعنى لتلك النسبة المحلية، و النسبة بينهما العموم من وجه، فقد تجتمع الذاتية في المحلية و المنشئية، و قد تفترقان، و مثال الاجتماع كما في النار حارة فإنّ النار محل للحرارة و منشئا للحرارة حقا، و مثال الافتراق كما في حرارة الماء بسبب مجاورة النار، فحرارة الماء هنا إذا لاحظناها مع الماء بالنسبة المحلية، فهي عرض ذاتي، لأن محلها هو الماء فهي عرض ذاتي للماء، و ليست عرضا ذاتيا لمجاورة النار.

و هنا أيضا إذا لاحظنا حرارة الماء في هذا المثال بالنسبة المنشئية فليس الماء منشأ حقيقيا للحرارة. فإذن صدقت المحلية الحقيقية، و لم تصدق المنشئية. و هنا أيضا إذا لاحظنا الحرارة العارضة على موضوعها و هو الماء بسبب مجاورته للنار التي هي بمثابة الحيثية التعليلية التي صارت سببا لتسخين الماء و حرارته، إذا لاحظنا الحرارة مع تلك الحيثية التعليلية نرى المنشئية الحقيقية ثابتة، فإن مجاورة النار منشأ حقيقة لتسخين الماء و حرارته و لكن‌

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست