ثبوت الحرارة للماء. و هذه الحيثية التعليلية قد تكون مباينة كما هو الحال في المثال المذكور، و قد تكون مساوية، أو أعم، أو أخص، بمعنى أنّ الوسائط المذكورة في التساؤل يمكن أن تكون من هذا النحو إذا كانت حيثيات تعليلية.
و قبل الدخول في النحو الرابع نقول: بأنه ينبغي الاعتراف بأن العرض في هذه الأنحاء عرض ذاتي لأنه يعرض لموضوعه حقيقة و بالدقّة.
أمّا في النحو الأول: فواضح لأنه ثابت للموضوع في مرتبة ذاته باعتباره جنسا، أو نوعا، أو فصلا، و هذا أعلى مراتب الثبوت.
و أمّا في النحو الثاني: فهو لازم له. إذن فهو عارض عليه ابتداء و بلا واسطة.
و أمّا في النحو الثالث: و إن كان فيه واسطة، لكن الواسطة حيثية تعليلية، لا حيثية تقييدية، بمعنى أنها تعطي للموضوع شيئا، و التعليلية هنا عرض ذاتي في المقام.
د- النحو الرابع:
أن يكون المحمول عارضا على الموضوع بواسطة هي حيثية تقييدية، بمعنى أنّ الواسطة هي محط العرض، لا ذا الواسطة. و لكن نفترض هنا أن ذا الواسطة هو جزء تحليلي من الواسطة، من قبيل عروض أعراض النوع على الجنس، فإنّ العرض هنا يعرض على الجنس بتوسط النوع- الذي هو أخص بحسب تقسيم المشهور- و لو لاحظنا ذا الواسطة نرى أنه معروض ضمني للعرض، لا معروض استقلالي. و المعروض الاستقلالي للعرض هو النوع، و العارض على النوع استقلالا عارض على الجنس ضمنا لأن الجنس جزء النوع.
و هذا بخلاف الأنحاء الثلاثة السابقة، لأنّ الموضوع فيها معروض استقلالي للعرض.
ه- النحو الخامس:
أن يكون المحمول عارضا على الموضوع بواسطة، و الواسطة جزء من