قلت: و في المشكاة عن عبد الرحمن بن عائش قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): «رأيت ربي في أحسن صورة، قال: فيما يختصم الملأ؟ قلت: أنت أعلم، فوضع كفه بين كتفيا فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماوات و الأرض، و تلا: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام: 75].
رواه الدارمي مرسلا انتهى.
قال ابن حجر الهيتمي في شرحها في معنى (فعلمت ما في السماوات و الأرض): أي جميع الكائنات التي في السماوات، بل و ما فوقها، كما يستفاد من قصة المعراج، و الأرض هي بمعنى الجنس: أي و جميع ما في الأرضين السبع، بل و ما تحتها، كما أفاده إخباره (عليه السّلام) عن الثور و الحوت اللذين عليهما الأرضون كلها. انتهى على نقل صاحب المرقاة.
و زاد و يمكن أن يراد بالسماوات: الجهة العليا، و الأرض: الجهة السفلى، فيشمل الجميع، ثم ذكر أنه لا بدّ من التقييد في هذا، و له المراد ما أعلمه اللّه به، فما فيهما قال:
و ذكر يصح إطلاق الجميع كما هو الظاهر انتهى.
قلت: جميع من أدلته التقييد في التخصيص، و اللفظ يفيد العموم، و هناك ما يعضضه، و يدل على بقائه على عمومه كرواية: «فتجلّى لي كل شيء و عرفت».
و رواية: «و علمني كل شيء»، و لا مانع من عمومه لا شرعا و لا عقلا، مجرد استبعاد العقول القاصرة المحصورة لذلك لا يفيد في هذا الباب، كما هو واضح لأولي الألباب، و اللّه أعلم.
و أفاد في الإصابة أيضا أن عبد الرحمن بن عايش قال: هذا مختلف في صحبته.
فقال ابن حبان: له صحبة.
و البخاري: له حديث واحد إلا أنهم مضطربون فيه.
و ابن السكن يقال له: صحبة، و ذكره في الصحابة محمد بن سعد، و البخاري، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو الحسن بن سميع، و أبو القاسم البغوي، و أبو عروبة الحراني، و غيرهم.