محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ؟ قلت: لا أدري، قالها: ثلاثا، قال: فرأيته، وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلّي: أي انكشف و ظهر، و بدا لي كل شيء، يعني من العوالم العلوية و السفلية مطلقا، كما هو ظاهره و عرفت: أي عرفته عيانا- كما قاله ابن حجر الهيتمي في شرح المشكاة- فقال: يا محمد، قلت: لبيك ربي، قال: «فيم يختصم الملأ، قلت: في الكفارات ... [1]» الحديث.
ثم قال: قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح، و قال: هذا أصح من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدّثنا خالد بن اللجلاج، حدّثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) ... فذكر الحديث.
و هذا غير محفوظ هكذا، ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم).
و روى بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي (صلى اللّه عليه و سلّم)، و هذا أصح، و عبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) انتهى.
قلت: حديث ابن عباس من طريق أيوب عن أبي قلابة أخرجه أيضا أحمد في مسنده من روايته عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب به.
و من طريق قتادة عن أبي قلابة أخرجه أيضا أبو يعلى في مسنده من رواية هشام الدستوائي عنه.
و قد ذكر أحمد بن حنبل أن قتادة أخطأ فيه، و أخرجه من وجه آخر عن ابن عباس، رواه ابن جرير الطبري في تفسيره، و فيه سياق آخر و زيادة غريبة فقال: حدّثنا أحمد بن عيسى التميمي، حدّثنا سليمان بن عمر بن سيار، حدّثني أبي عن سعيد بن زربي، عن عمر بن سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس قال: