responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 266

و كذلك يصير المرء عبد أمله و عبد سلطانه و عبد ماله و عبد ولده، فما تحقق بالعبودية للّه إلا من استخلص قلبه له، فكان قلب المؤمن الذي وسعه، كما قال تعالى: «و وسعني قلب عبدي المؤمن‌ [1]»، فذلك عبد اللّه الذي منه كل شي‌ء، و هو من لي كل شي‌ء، و وليّ كل شي‌ء، و اللّه وليه و مولاه، و هو العبد الذي يذهبه اللّه عنه فيجري عليه أمره كما فعل لعبد اللّه حبيبه حيث أجرى عليه اسمه العظيم في كتابه المبين فيما لا يكاد يحصى و لا يهتدى إليه إلا بعناية إفهام من اللّه إلا ما هو باد نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ‌ [الفتح: 10]، حتى يجري ذلك على حواسه، كما قال في قوله: «فأكون سمعه و بصره‌ [2]» الحديث.

فذلك عبد اللّه إذا ذكرت اسمه لم يبق من ورائه ذكر، فكان مضمنا لكل حمد، هو لعبد اللّه بما هو للّه بما العبد من طينة سيده، و اللّه الوليّ الحميد.

و قال الشيخ العطار في شرح الصلاة للشيخ الأكبر: (الجامع بين العبودية و الربوبية):

فمظهره (صلى اللّه عليه و سلّم) وسع الحق بجميع أسمائه و صفاته، و كل من هو كذلك كان مظهره جامعا لكل مظهر من مظاهر الحق تعالى، حيث أن كل واحد منها مظهر اسم من الأسماء، و كل الأسماء كانت بمظهره (صلى اللّه عليه و سلّم)، فكان جامعا بين العبودية، أعني من حيث أن مظهره جمع كل مظهر؛ إذ المظهر خاضع لمن ظهر به عبد له.

و الربوبية من حيث أن اسمه الظاهر به جمع كل الأسماء، و هو الاسم (اللّه) رب الأرباب، فعبوديته أحاطت بكل عبودية، و ربوبيته أحاطت بكل ربّ.

فقد جمع (صلى اللّه عليه و سلّم) بحقيقته الظاهرة بين العبودية و الربوبية، كما جمع ذلك بباطنه و قد تقدّم ذلك، و لم تكن هذه الجمعية لغيره أبدا؛ لعدم الحيطة التامة في غيره.

فهو العبد حقيقة، من أجل هذا ذكر في القرآن بلفظ العبد كقوله تعالى:


[1] تقدم تخريجه.

[2] رواه الحكيم الترمذي في النوادر (1/ 265)، و ذكره ابن حجر في فتح الباري (11/ 344)، و في لسان الميزان (4/ 83).

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست